يمن إيكو|ترجمة:
قال ضباط أمريكيون متقاعدون إن معركة البحر الأحمر كشفت عن العديد من أوجه القصور ونقاط الضعف التي تعاني منها البحرية الأمريكية على مستوى القدرات والأساليب والأدوات، مشيرين إلى أن هذه النتائج تكشف مدى الصعوبات التي ستواجهها الولايات المتحدة في أي مواجهة قادمة مع الصين.
ونشر موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي، مساء الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، نقل فيه عن ضباط نشطين ومتقاعدين في البحرية الأمريكية قولهم إن: “البحر الأحمر كان بمثابة اختبار ضغط رئيسي لأسطول يستعد للحرب مع الصين، حتى مع استنزاف الذخائر المحدودة وكشف المزيد من أوجه القصور في القاعدة الصناعية الدفاعية”.
وبحسب الموقع فقد “أقر المحللون بالأمر الواضح، وهو أن الصين ستكون خصماً مختلفاً تماماً مقارنة بالحوثيين، وأن الحرب مع بكين ستكون أكثر رعباً وشدة من الحملة الحوثية”.
ونقل الموقع عن جان فان تول، وهو قائد سفينة حربية متقاعد وباحث في مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية، قوله: “إن حسابات الإنفاق على الصواريخ في زمن الحرب تشكل درساً رئيسياً آخر من دروس البحر الأحمر يمكن تطبيقه على حرب الصين”.
وأضاف: “إن صواريخ أرض-جو باهظة الثمن، والتي تستغرق وقتاً طويلاً لشرائها وبنائها، استخدمت بانتظام ضد طائرات بدون طيار هجومية رخيصة نسبياً تابعة للحوثيين”، مشيراً إلى أن “معدلات الإنفاق على الذخائر الموجهة سوف تكون أسوأ كثيراً في القتال ضد الصين”.
وأوضح أن “ما يزيد من تفاقم هذه المشكلة هو حقيقة مفادها أن أسلحة جيش التحرير الشعبي الصيني أكثر تطوراً، وهو ما من المرجح أن يزيد من عدد الصواريخ الأمريكية الموجهة التي سيتم إنفاقها في كل اشتباك مع الصينيين”.
ووفقاً للتقرير فإن “الصين تمتلك صواريخ مضادة للسفن أكثر بكثير من الحوثيين، في مجموعة متنوعة من الإصدارات، فقد طورت صواريخ باليستية مضادة للسفن قصيرة ومتوسطة المدى للمساعدة في فرض سلطتها على مطالباتها الإقليمية الواسعة وحرمان المعارضين من الوصول إلى مناطق شاسعة أثناء النزاعات، وإذا حاولت بكين غزو تايوان، فسوف تعتمد على مجموعة متنوعة من الذخائر لإبقاء المقاتلات السطحية وحاملات الطائرات الأمريكية بعيدة عن بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وكل هذا جزء من استراتيجية جيش التحرير الشعبي الشاملة لمنع الوصول إلى المنطقة والتي تكشف حالياً بشكل كبير كيف ستبدو الحرب في المحيط الهادئ”.
وقال قائد السفينة الحربية المتقاعد، فان تولد، إن “كثافة الغارات التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصيني ستكون أعلى بكثير من الهجمات النسبية للحوثيين، لذلك سوف ينفد مخزون صواريخ السفن البحرية بسرعة”، مضيفاً أن “السفن الحربية الأمريكية سوف تضطر إلى الانسحاب إلى مواقع إعادة التسليح بعيداً عن القتال”.
وأضاف: “في حرب شديدة الشدة مع الصين، سوف يتم استنفاد صواريخ أرض-جو والأسلحة الأخرى بسرعة، وقاعدة الصناعة الدفاعية الأمريكية لديها قدرة إنتاجية ضئيلة نسبياً مقارنة بالاحتياجات”.
وقال إن الأمر لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، مشيراً إلى أن “جيش التحرير الشعبي الصيني سينشط أيضاً في المجالات البحرية والفضائية والسيبرانية أيضاً”، وهو ما يعني أن “السفن الحربية الأمريكية لن تتمتع برفاهية التركيز على مجال واحد فقط” حسب قوله.
وأشار التقرير إلى أن “القادة العسكريين قد حذروا من أن الصواريخ التي تطلق في البحر الأحمر وأماكن أخرى تؤدي إلى تآكل المخزونات التي يمكن استخدامها في حرب مع الصين”.
ونقل الموقع عن مارك كانسيان، العقيد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية والمستشار الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله: “إن التاريخ العسكري مليء بأمثلة لأنظمة أسلحة بدت جاهزة للاستخدام، لكنها فشلت في خضم المعركة، مثل طوربيدات (إم كيه 14) المعيبة التي استخدمتها البحرية خلال الحرب العالمية الثانية”.
ونقل التقرير عن برادلي مارتن ضابط الحرب السطحية المتقاعد قوله إن من بين الدروس التي يمكن للبحرية أن تتعلمها من البحر الأحمر، المخاطر المرتبطة بتواجد حاملات الطائرات في منطقة اشتباك أسلحة الخصم، مشيراً إلى أن “هذه المخاطر ظهرت الشهر الماضي، عندما أسقط الطراد (يو إس إس جيتيسبيرج) عن طريق الخطأ طائرة (إف/إيه-18 سوبر هورنت) أثناء هجوم حوثي مستمر على (يو إس إس هاري إس ترومان)”.
وأوضح مارتن أنه “في حين يوفر البحر الأحمر للبحرية دروساً قيمة، فإن الاستعدادية لا شك أنها تُستنزف”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news