يا حكومة .. هل هناك حل سياسي مع الحوثيين المصنفين كإرهابيين؟
قبل 29 دقيقة
أُصبت بالصدمة البالغة وانا اتابع مقابلة وزير الخارجية اليمني د. شائع الزنداني مع صحيفة "عمان اليوم"، والتي كشفت عن الفجوة الواسعة بين بعض قيادة الشرعية، وتطلعات الشعب اليمني والواقع الذي وصلنا إليه من تخبط وغياب الرؤى في التعاطي مع مليشيا منصنفة في قائمة الارهاب كمنظمة أجنبية
.
والحقيقة، إن هذه المقابلة مخيبة للآمال، فهي لم تتطرق بشكل جاد وواضح إلى القضايا الحساسة التي تواجه اليمن في الوقت الحالي وفق المعطيات السياسية القائمة، و كذا الاستشعار بالمسؤولية تجاه وطن دُمّر و شعب يعاني الويلات من عصابة إجرامية يُفترض أن يتم اجتثاثها من جذورها باعتبارها مهددة للأمن والسلام ليس في اليمن وحسب، بل تعدى إرهابها منطقة الشرق الاوسط ليصل الى الملاحة الدولية.
أحد النقاط الرئيسية التي أثارت الجدل و السخرية هي تصريح الوزير بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن لتحقيق الأمن والاستقرار، وكأنه منفصل عن متغيرات المشهد الدولي بعد إعادة تصنيفها منظمة إرهابية والمزاج الشعبي و تطلعاته في كسر الحوثي عسكريًا قبل أي حديث عن سلام مع جماعة لا تؤمن إلا بلغة الرصاص واصوات المدافع. ولا ادري ان كان الزنداني يريد ان يساوم الحوثيين لموضوع لا يعني الشعب اليمني، أو أنه يجهل أن بعد تصنيف الحوثيين من قبل الإدارة الأمريكية كمنظمة إرهابية، أن هذا الحل يصبح أكثر صعوبة وتعقيدًا بعد التصنيف و قبل التصنيف .
أثبت الحوثيون أنهم مسيّرون، و لا يريدون السلام، و أن عملية السلام بالنسبة لهم هروب من التصنيف الأمريكي وتبعاته ومرحلية لهدف سياسي او لاستعادة قوتهم عندما تضعف.
كيف يمكن التوصل إلى حل سياسي مع جماعة مراوغة و غيرة مستعدة أصلًا للسلام الذي ينهي المعاناة الإنسانية للشعب اليمني؟.. ولماذا قبل أن يصرح لا يسأل نفسه هل الحوثيين يمكن أن يكونوا شريكًا في الحكم بعد هذا التصنيف وبعد ما اقترفوة من جرائم بحق اليمن و الشعب و الأمه العربية؟
علاوة على ذلك، تصريح الوزير بشأن إعادة بناء مؤسسات الدولة بعد سنوات الصراع يثير الشكوك حول قدرة الحكومة على استعادة السيطرة على البلاد.
فهل هناك خطة واضحة لإعادة بناء المؤسسات المدمرة؟، وكيف يمكن للحكومة استعادة الثقة والتأييد من الشعب بعد هذه الفترة العصيبة؟
يبدو أن تصريحات وزير الخارجية اليمني مجرد رسائل تطمينية للحوثيين أكثر منها بكثير من أن تكون توضيح رؤية الشعب و الحكومة للحوثيين مما تعكس عجز الحكومة الشرعية عن التعامل بفعالية مع الحرب في اليمن. و الأغرب أن الوزير لا يزال يصنف أن ما يحدث في اليمن بالأزمة اليمنية، ولا كأنه يمني معايش لحالتهم و أوضاعهم و مشاهد لجرائم الحوثيين الكبيرة في حق ابناء شعبه. وهذا يشير إلى أنه من المهم أن تتخذ الحكومة سياسات واضحة وفعالة للتعامل مع التحديات الراهنة وتحقيق طموحات الشعب اليمني في الحصول على حياة أفضل ومستقرة.
يجب أن تكون الحكومة قادرة على التعبير عن مواقفها بوضوح وتحديد الخطوات اللازمة لإعادة بناء البلاد والوصول إلى حل دائم ومستدام للحرب اليمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news