مُتجددا يعودُ المؤرخُ والأكاديميّ السعودي المعروف هذه المرة إلى عالم البخور بحلةٍ جديدة، مضيفا خدمة جليلة للتراث العربي الإنساني وميزة إضافية له من خلال كتابه القيم (البخور في الأمثال الشعبية) الذي اجتهد لسنوات عديدة في توثيقها بهذا المنجز الرائد وجمعها من ألسنة الناس ومحكيهم في دول الخليج والوطن العربي، وكان لي الشرف في توثيق بعض الأمثال اليمنية له
وكأنه لم يكتف بلقب (شاعر البخور) بل أيضا الموثّق الأوّل والباحث في البخور وله رقم قياسي في مؤلفاته عن البخور بلغت 21 كتابا ، وهو بعمله هذا يساعدنا على فهم الثقافة والتاريخ إذا حللنا تلك الأمثال التي من خلالها يمكن لنا استيعاب جوانب مختلفة من التاريخ والثقافة مثل العادات الاجتماعية، والمعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية، وفي استكشاف الدلالات اللغوية والعبارات المرتبطة وكيف تطورت عبر الزمن، وتساعدنا أيضا على المقارنة بين الثقافات العربية فيما بينها البين وأيضا في ثقافات الشعوب الأخرى لكشف أوجه الاختلاف والتشابه، اترك القرّاء الأعزاء مع كتبه الدكتور علي الدرورة وجمعه لهذا الكنز ( البخور في الأمثال الشعبية)
لا أتذكر كم عدد الكتب التي وضعتها عن الأمثال من معاجم وموسوعات ودراسات علمية أو مبسّطة.
وكلها تصانيف متخصصة فأمثال الزراعة في معجم، وأمثال الفلك في معجم، وهكذا في الدين والبحر و
الصناعات و غيرها، وحين وضعت خطة للبحث الجديد عن البخور، وأسميته: (البخور في الأمثال الشعبية في الخليج والوطن العربي* ) ، وبدأت في البحث فوجئت لعدم وجود أمثال عديدة في دول الخليج بصفة أنّ الخليجيين أكثر العرب استعمالًا للبخور يوميًا ، والأمر أيضًا ينطبق على الدول العربية.
في البدء كان الكثير يعتذر عن وجود أمثال شعبية تتعلق بالبخور والجاوي واللبان والند والعود والقماري وغير ذلك من أنواع البخور التي استقصيتها وهي 18نوعًا.
وحيث وجدت أكثر من 70 شخصًا في الخليج رووا لي مثلًا واحدًا وأكّدوا لي بأنه لا يوجد غيره، وهم لا يعلمون أنني جمعت الكثير من أمثال البخور.
وبعد بحث دقيق و اتصالات عديدة ومتواصلة مع الأصدقاء والباحثين فب الوطن العربي توصلت إلى أمثال ترقى إلى مستوى دراسة في الموروث الشعبي ، فقمت بتوظيف خبرتي السابقة في مثل هذا المجال أو هذا النوع من البحوث على النمط الموسوعي، و بعد عدد من المحاولات الجيدة ، و في نهاية المطاف جاءت النتيجة مرضية ومبشرة بنجاح البحث ، وأخيرًا طبع الكتاب في 182صفحة من الحجم الوزيري.
أعرف جيّدًا أنّ كلّ دولة لها ميزاتها في الموروث الشعبي ولا سيما في الأمثال الشعبية، ولهذا وضعت الفهارس في الكتاب لتسهيل الباحثين في هذا الجانب وهو أمر علمي متمم للبحث.
فكلّ دولة لها قسم لأمثالها الخاصة، وبما أنّ الموسوعة ألف بائية (أ. ب. ت. ث. ج)، فهذا تسهيل للقراءة والاطلاع.
وعن هذه التجربة في هذه الموسوعة وهي تجربة علمية، لأنّ البحث الفلكلوري نادر في بابه، فهو كتاب يضاف إلى 20 كتابًا تتحدّث عن البخور، التي وضعتها شعرا ونثرا
خلال السنوات الماضية.
وإنّ 21 كتابًا عن البخور جعلت الصحافة العربية إطلاق تسمية: (شاعر البخور)، و (شاعر البخور الأول في العالم) عليَّ، وهذا منشور في الصحافة في مصر وتونس وعدن والكويت وقطر.
من : مجيب الرحمن الوصابي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news