تبديد حياة شعب بلا وجهة - عبدالعزيز المجيدي

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 76 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تبديد حياة شعب بلا وجهة - عبدالعزيز  المجيدي

إحساس اليمني بالزمن يكاد يكون مفقوداً، مفقودا إلى الحد الذي فقد معه نفسه!

التهمت الحرب من عمر هذا البلد عشر سنوات، وها هو يُوشك الدخول في العقد الثاني، تائهاً.

ما من وجهة معلومة، الكل يمضي معصوب العينين إلى حيث لا يعرف، وإذا كان يعرف فهي الوجهة التي يقررها الآخرون!

لا أحد يكترث للمستقبل الذي يتسرَّب من بين أيدينا، فالذين يمسكون بزمام الأمور ليس في خزانتهم غير الاستمرار في صناعة المستقبل بإعادة أسوأ الأعوام، التي مضت من الحرب. حتى ذلك الدَّم الذي أهرق تحت شعار استعادة الدولة ودحر الانقلاب، يمكن التخلي عنه ببساطة؛ لأن متدخلاً خارجياً قرر في لحظة ما إعادة "التموضع"، وتسليم مساحات شاسعة للحوثي، بل كادت الخريطة أن تمنحه كل شيء؛ لأن "الأشقاء" يريدون!

هل يدرك اليمني معنى أن ينزف عمره وهو عالق في المنتصف: بين الموت والحياة، بين الحرب واللا سلم، بين ما هو متاح له وما هو ممنوع عنه، بين الاستلاب أو القبول به؟

في كل الحروب اليمنية والصراعات البينية كانت خاطفة أو متقطّعة.

أطول مرحلة صراع عاشها اليمني في تاريخه الحديث كانت الحرب الملكية - الجمهورية (1962- 1970) في القسم الشمالي من البلاد.

وقف السعوديون في وجه تطلّعات اليمنيين للتحرر من الإمامة، وحرّكوا أسلاف عبدالملك الحوثي لمواجهة الجمهورية المسنودة من مصر عبدالناصر. تنقل يمنيون كثر بين المعسكرين، وبين خطوط المواجهة، مع ذلك كانوا يمتلكون القدرة على تقطيب وجوههم، وقول كلمة "لا" في وجه حلفائهم، إذا اقتضت الضرورة.

أفضل الانتصارات حققها اليمنيون الجمهوريون في تاريخهم عندما تخففوا من التدخلات الخارجية، وبعد مغادرة الجيش المصري الأراضي اليمنية في ملحمة السبعين يوماً.

اليوم ندخل العام الحادي عشر للحرب بلا أفق، ولا زالت إرادة الفاعلين الخارجيين هي النافذة. تتحول الشرعية إلى مجرد أراجوزات في يد تحالف همّه الوحيد كيف ينقذ نفسه بالاستمرار في إغراقنا، وفي الجهة الأخرى مليشيا طائفية إرهابية نذرت نفسها للعمل كجزء من الحرس الثوري الإيراني.

لا يريد هؤلاء، الذين اكتفوا بكونهم "شرعية"، أن يدركوا مآلات ترك شعب، أكثر من نصف سكانه من الشباب، لمصائر مجهولة.

وليس لديهم مانع أن تستمر الأمور على هذه الحال إلى ما شاء أولياء نعمتهم.

لا يمثل الزمن بالنسبة لهؤلاء شيئاً غير مراكمة المصالح وإرضاء سادتهم. مضى على توقيع اتفاق ستوكهولم 6 سنوات دون تنفيذ، وظل الاتفاق مدار حديث ونقاش وجدل لسنوات، أما التغيير الذي حصل فكان "إعادة التموضع"، والانسحاب من مساحات شاسعة، وتمكين الحوثي من مكاسب عسكرية واقتصادية وسياسية مجانية.

تفاهمت الأطراف الخارجية لإبرام اتفاق هدنة يقترب من نهاية عامه الثالث، حصلت بموجبه المليشيات على كل شيء دون أن تقدِّم في المقابل أيّ شيء.

ومع أن الأوضاع تفاقمت على نحو أسوأ؛ بفرض المليشيا حظرا على تصدير النفط، وخنق اليمنيين، إلا أن الشرعية تتمسك بالهدنة حتى الآن؛ حفاظاً على أمن الجوار!

خلال 4 سنوات، تناوبت إدارات ترمب وبايدن على تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية 3 مرات بمستويات مختلفة، مع ذلك ظلت الشرعية تنتظر ما الذي سيقرره أصحاب "السمو"، وما زالت!

طوال عشر سنوات، صعَّدت إيران وكسبت، وها نحن نشهد تراجع نفوذها بعد الضربة التي قصمت ظهرها في سوريا ولبنان، غير أن محبي "الأمير الشاب" حريصون على إبقاء الأوضاع في اليمن رهن رغبة الثنائي الوصي حتى لا تنال التداعيات من "أرامكو" وأبراج أبوظبي ودبي!

كم من الوقت يجب أن ننزف بلا وجهة؟

كم مليوناً يجب أن يضيع من شبابنا وأبنائنا لتشعروا بالكارثة؟

كم من الملايين الذين يجب أن يستمروا بدفع فاتورة الحرب لتحسوا كبشر؟

بدقة أكثر: كم تريدون أن يُسرق من عمر الشعب مرة أخرى لتتحركوا من أجله كمسؤولين؟

نؤمن أن "فاقد الشرف لا يعطيه"، فكيف به أن يقود نضال شعب من أجل استعادة كرامته؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 855 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 831 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 816 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 768 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 592 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 552 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 489 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 478 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 443 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 424 قراءة