استأنف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، يوم الأحد، الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات بين وفدي صنعاء والرياض في خطوة مهمة نحو محاولة إحياء العملية السياسية التي طال انتظارها.
هذه المفاوضات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد المخاوف من احتمال العودة إلى المواجهات العسكرية بين الطرفين بعد أن قررت الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله (الحوثيين) على قائمة المنظمات الإرهابية.
هذا التصنيف الأميركي كان بمثابة تطور مفاجئ قد يعقد جهود السلام ويفتح الباب أمام تصعيد جديد في النزاع الذي طال أمده.
وخلال اللقاء، الذي تم بين جرودنبرغ ورئيس وفد المفاوضات الحوثي، محمد عبد السلام، تم التركيز على استمرار التهدئة الإقليمية كأداة أساسية لتحسين فرص استئناف عملية السلام في اليمن.
وأكد المبعوث الأممي في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي أن الاجتماع تركز على إيجاد آليات لاستدامة الهدنة والتأكيد على أن استمرار التهدئة بين الطرفين قد يساعد في إعادة اليمن إلى مسار سياسي جديد يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤدي إلى إنهاء الأزمة الطويلة.
اللقاء مع عبد السلام لم يكن الوحيد من نوعه في الأيام القليلة الماضية، إذ أفاد مكتب المبعوث الأممي بأن اللقاء مع وفد اللجنة العسكرية السعودية المكلفة بالتواصل مع اليمن قد عقد هو الآخر.
هذا الاجتماع، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، ناقش بشكل مفصل آليات وقف إطلاق النار الشامل في اليمن، حيث تم وضع بعض الخطط الأولية التي تهدف إلى تجنب تصعيد عسكري جديد وضمان استقرار الوضع الميداني.
ويعد هذا التحرك الأخير بين الطرفين السعودي واليمني هو الأول من نوعه منذ عدة أشهر، حيث عادت الحياة إلى المفاوضات بعد فترة من الجمود الدبلوماسي الذي تخللته عدة جولات من التصعيد العسكري.
ومع ذلك، يظل هذا التقدم عرضة للتهديدات التي يشكلها القرار الأمريكي الأخير، الذي قد يؤدي إلى تعقيد الأمور أكثر فأكثر. تصنيف الولايات المتحدة لأنصار الله على قائمة الإرهاب قد يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى تدهور العلاقات بين صنعاء وواشنطن، ما يعكس انعكاسات سلبية على جهود السلام.
تعتبر هذه اللقاءات والمفاوضات خطوة هامة في وقت يزداد فيه القلق من انهيار الهدنة الهشة المبرمة منذ سنوات، والتي كانت قد ساهمت في تخفيف حدة الصراع جزئياً.
ووفقاً لمراقبين، فإن هذا الحراك الدبلوماسي الأخير يبعث برسالة واضحة مفادها أن القرار الأمريكي بتصنيف الحركة قد ينسف آمال السلام في المنطقة ويؤدي إلى تداعيات سياسية قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.
في المقابل، يرى البعض أن هذا التصعيد الأميركي يهدف إلى إعاقة المسار السياسي في ملف الحرب السعودية على اليمن، حيث يتمسك البعض برؤية أن الرياض قد تكون رهينة للأجندة الأمريكية والصهيونية التي تسعى لإبقاء الوضع في اليمن متأزماً لتحقيق مصالح استراتيجية بعيدة عن الحل السلمي.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
الوسوم
الحوثي
السعودية
اليمن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news