تعدد السيناريوهات ومخاطر الرهان.. أين يتجه الزُبيدي بالجنوب؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تعدد السيناريوهات ومخاطر الرهان.. أين يتجه الزُبيدي بالجنوب؟

تثير التصريحات الأخيرة لعيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، العديد من الأسئلة بشأن طبيعة المرحلة التي يمر بها المشهد اليمني والجنوبي، ومدى قدرة الانتقالي على إدارة التوازنات الإقليمية والدولية، في ظل واقع متغير ومعقد.

الصحفي حسام ردمان، في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك"، قدم قراءة معمقة لتحركات الزُبيدي، مشيرًا إلى أنه ارتدى ثلاث "قبعات" خلال خطابه في منتدى "دافوس".

هذه القبعات تعكس أدواره المتعددة كزعيم جنوبي يتمسك بحق تقرير المصير، وعضو في مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الشرعية اليمنية، وزعيم سياسي يحاول قراءة المتغيرات الدولية لصالح مشروعه السياسي، يعيد هذا التحليل فتح النقاش حول جدلية الداخل والخارج، وتعدد السيناريوهات السياسية التي قد تواجه المجلس الانتقالي في المستقبل القريب.

القبعة الأولى: رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

في خطابه كقائد جنوبي، أكد الزُبيدي انتهاء الوحدة اليمنية، مجددًا موقف المجلس الانتقالي الرافض لخارطة الطريق السعودية التي وصفها بأنها انتهت قبل أن تبدأ، ويعكس هذا الموقف رؤية الانتقالي للصراع، والتي تقوم على رفض أي حلول قد تُبقي الجنوب ضمن إطار الوحدة اليمنية.

يُفهم من هذه التصريحات أن الانتقالي يسعى لترسيخ مسار الانفصال كخيار استراتيجي لا يقبل المساومة، ومع ذلك، فإن هذا الموقف يضعه أمام تحديات كبرى:

1. الشرعية الدولية

: ما زال المجتمع الدولي ينظر للوحدة اليمنية كإطار شرعي للحل السياسي، مما يجعل تبني مواقف أحادية أكثر صعوبة.

2. البيئة الإقليمية

: لا تزال الدول الإقليمية الفاعلة، وخصوصًا السعودية، ترى في الوحدة اليمنية ضمانة للاستقرار، ما قد يعقّد موقف الانتقالي في المستقبل القريب.

القبعة الثانية: عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني

كعضو في مجلس القيادة الرئاسي، تحدث الزُبيدي عن استراتيجية "الردع الشامل" ضد الحوثيين، مؤكدًا استعداده للعمل ضمن منظومة الشرعية اليمنية إذا اتجهت القوى الإقليمية والدولية نحو مواجهة الحوثيين بشكل حاسم.

هذا الخطاب يعكس محاولة الزُبيدي إعادة تعريف العلاقة بين المجلس الانتقالي والجبهة الشرعية، فهو يُظهر استعدادًا للعمل الجماعي بشرط أن يكون الهدف واضحًا وموجهًا نحو مواجهة الحوثيين، وتبدو هذه الاستراتيجية محاولة لتجنب العزلة السياسية من خلال الانخراط المشروط مع القوى الأخرى.

لكن هذا الموقف يثير تساؤلات:

1. مدى الجدية

: هل يمكن للانتقالي أن يتبنى استراتيجية جماعية طويلة الأمد، أم أن الأمر مجرد تكتيك سياسي مرحلي؟

2. الثقة المتبادلة

: إلى أي مدى يمكن للشرعية اليمنية والقوى الإقليمية الوثوق بموقف الانتقالي، خاصة في ظل تاريخه السابق في اتخاذ مواقف تصعيدية أحادية؟

القبعة الثالثة: زعيم سياسي يراهن على ترامب

الجزء الأكثر إثارة في تحليل ردمان هو إشارة إلى رهان الزُبيدي على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلطة، حيث يرى في ترامب شخصية قادرة على تغيير قواعد اللعبة في اليمن من خلال نهج أكثر صرامة تجاه إيران والحوثيين.

هذا الرهان يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية المتغيرات الدولية في رسم مسار الصراع اليمني، لكنه يحمل في طياته مخاطرة سياسية كبيرة:

1. عدم اليقين

: السياسة الأمريكية قد لا تتغير بشكل جذري حتى في حال عودة ترامب، كما أن ربط استراتيجية الانتقالي بهذا الاحتمال قد يعقد موقفه إذا استمر التوجه الدولي نحو الحلول التفاوضية.

2. الدعم الإقليمي

: قد لا يلقى هذا الرهان قبولًا لدى الحلفاء الإقليميين الذين يفضلون التحرك ضمن توافق دولي أوسع.

الجدليات الكبرى: الداخل والخارج وتنوع السيناريوهات

بحسب تحليل ردمان، فإن تصريحات الزُبيدي تضع المجلس الانتقالي أمام استحقاقات كبرى تتعلق بضرورة إعادة تقييم استراتيجياته على مستويين رئيسيين:

1. جدلية الداخل والخارج

هل ينبغي للانتقالي الاستمرار في المراهنة على الدعم الخارجي رغم محدوديته؟

التجربة السابقة خلال عام 2024 أثبتت أن التعويل الكامل على الخارج لم يُحقق اختراقات جوهرية في مسار القضية الجنوبية.

البديل يكمن في تعزيز العمل الداخلي، من خلال تطبيق استراتيجية الردع بشكل متكامل ومستقل، مما قد يعزز من ثقة العالم بقدرة الانتقالي على إدارة الجنوب بصورة مستدامة.

2. تنوع السيناريوهات والبدائل

في ظل تقلب البيئة الإقليمية، يجب على الانتقالي الاستعداد لاحتمالية عودة خارطة الطريق بزخم أقوى.

هل يمكن للانتقالي الاستمرار في تعطيل هذه الخارطة بنهج أحادي تصعيدي؟

أم أن الخيار الأنسب هو العمل الجماعي التكيفي لإدارة المسار، بما يضمن تعزيز حضور الجنوب كطرف فاعل في أي ترتيبات سياسية مستقبلية؟

ما بعد تصريحات الزُبيدي: التحديات والفرص

تصريحات الزُبيدي الأخيرة، رغم محاولتها المواءمة بين المتغيرات الإقليمية والدولية والخصوصيات الجنوبية، تضع المجلس الانتقالي أمام مسؤولية صياغة رؤية استراتيجية أكثر تماسكًا ومرونة.

التحديات:

1. إعادة بناء الثقة الدولية

: الانتقالي بحاجة إلى تقديم نفسه كطرف قادر على العمل الجماعي وليس مجرد لاعب تصعيدي.

2. إدارة التوقعات الشعبية

: الحفاظ على دعم القاعدة الشعبية الجنوبية يتطلب تحقيق إنجازات ملموسة وليس الاكتفاء بالخطاب السياسي.

3. تعزيز القدرات الذاتية

: تقليل الاعتماد على الخارج يتطلب بناء قدرات داخلية في المجالات الأمنية والاقتصادية والإدارية.

الفرص:

1. موازنة الضغوط

: الانتقالي يمكنه استخدام الوضع الدولي والإقليمي المتقلب كورقة ضغط لفرض نفسه كلاعب رئيسي.

2. توحيد الصفوف

: العمل على توحيد القرار السياسي الجنوبي قد يمنح الانتقالي قوة تفاوضية أكبر.

3. الاستفادة من المتغيرات الدولية

: في حال عودة ترامب أو تغير المواقف الدولية تجاه الحوثيين، يمكن للانتقالي تعزيز حضوره كحليف استراتيجي للقوى الكبرى.

تصريحات الزُبيدي الأخيرة ليست مجرد خطاب سياسي عابر، بل تعكس رؤية أكثر تعقيدًا لإدارة التوازنات السياسية داخليًا وخارجيًا، ونجاح المجلس الانتقالي في تحقيق أهدافه يعتمد بشكل أساسي على قدرته على التكيف مع المتغيرات، وتعزيز العمل الداخلي، وتبني استراتيجية شاملة تتجاوز الخطاب إلى العمل الفعلي، في ظل بيئة إقليمية ودولية مضطربة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتمكن الانتقالي من تحويل تصريحاته إلى واقع ملموس؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تعيين الخنبشي يشعل التوقعات.. كيف تناول الإعلام السعودي ما يحدث في حضرموت ؟

يني يمن | 746 قراءة 

أول تعليق سعودي على أحداث حضرموت يكشف أخطر السيناريوهات

موقع الأول | 724 قراءة 

تفاصيل جديدة تكشف سبب إغلاق قناة (بلقيس) المفاجئ!

موقع الأول | 624 قراءة 

عاجل : ياسين سعيد نعمان يحدد موقفه من ما يحدث في حضرموت "لا يمكن لحضرموت أن تتخلى عن هذا الأمر، وهذا ما تحتاجه"

كريتر سكاي | 603 قراءة 

تقرير خاص | الشيخ محمد المقرمي.. رحلة استثنائية لمهندس طائرات أصبح مهندسًا للقلوب (فيديو)

بران برس | 594 قراءة 

عاجل : الحديث عن خبر بإغلاق قناة بلقيس

كريتر سكاي | 579 قراءة 

رسالة نارية!.. تصريح مفاجئ من علي محسن الأحمر 

موقع الأول | 461 قراءة 

تحركات إماراتية للسيطرة على آبار النفط وقطع طرق التماس في حضرموت

قناة المهرية | 442 قراءة 

عاجل / أول تصريح لمحافظ حضرموت الجديد

عدن تايم | 440 قراءة 

قناة “بلقيس” تعلن توقف بثها بشكل “مفاجئ” بعد عقد من العمل وتتحدث عن “أسباب قاهرة”

بران برس | 406 قراءة