بأي حق؟ أصحاب البسطات في الحوطة ضحايا للإبتزاز اليومي"

الحوطة | صدام اللحجي

في شوارع الحوطة النابضة بالحياة، حيث يسعى أصحاب البسطات والمفارش لتأمين قوت يومهم بشق الأنفس، تظهر ظاهرة مؤلمة تتكرر يومياً وتثقل كاهل هؤلاء البسطاء. أشخاص يتجولون دون أي مسوغ قانوني أو وثائق رسمية، يفرضون على الباعة دفع مبالغ مالية قسرية، دون وجه حق ودون أي سندات تُثبت تلك الجبايات.

البلطجة التي تستهدف هؤلاء الكادحين ليست مجرد أفعال فردية، بل هي تعدٍّ سافر على حقوق أناس يكدحون في سبيل لقمة العيش. الباعة وأصحاب المفارش هم الفئة الأضعف التي لا تجد من يحميها أمام هذه التصرفات غير القانونية. ما يزيد الطين بلة أن هذه الممارسات تتم في وضح النهار، وأمام أعين الجميع، دون أي تحرك يُذكر لردع هؤلاء المتنفذين.

السؤال الذي يطرح نفسه بأي حق يُفرض على هؤلاء الباعة دفع هذه المبالغ؟ هؤلاء ليسوا تجاراً كباراً أو أصحاب رؤوس أموال، بل هم أناس يبحثون عن الرزق بشرف وكرامة. ما يحدث ليس فقط استغلالاً لضعفهم، بل هو إمعان في إفقارهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في العمل بحرية وكرامة.

هذه الظاهرة تتطلب وقفة جادة من قبل الجهات المختصة، فلا يمكن لمحافظة مثل لحج أن تقبل بمثل هذه الانتهاكات التي تضر بسمعتها وأمنها. إن محاربة هذه التصرفات تبدأ بفرض القانون وتفعيل الرقابة الصارمة على الأسواق والشوارع، وحماية أصحاب البسطات من الاستغلال غير المشروع.