الجنوب اليمني | خاص
تقف محافظة أبين، الواقعة في قلب الجنوب اليمني، شاهدةً على تاريخ عريق وحاضر مليء بالتحديات. ورغم أهميتها التاريخية، تعاني المحافظة اليوم من أزمات متلاحقة انعكست على كافة مناحي الحياة، وسط تهميش وإقصاء واضحين من السلطات المحلية وغياب ملحوظ لدور المنظمات التنموية.
أزمات متراكمة وخدمات غائبة
الكهرباء .. شتاء بلا إنارة:
تشهد مديريات أبين انقطاعًا شبه كامل للتيار الكهربائي، حيث تعاني المناطق الوسطى، بما في ذلك مديرية لودر، من توقف كامل للكهرباء منذ شهر. وأكدت إدارة الكهرباء في لودر أن عدم توفير مادة الديزل اللازمة لتشغيل المحطات هو السبب الرئيسي للأزمة.
وفي فترات سابقة، لم تتجاوز ساعات تشغيل الكهرباء ساعة واحدة في النهار وساعتين في الليل، مما عمّق معاناة السكان، خاصةً خلال الأجواء الباردة.
أزمة المياه .. معاناة مستمرة:
تفتقر معظم مديريات أبين، مثل لودر، الوضيع، المحفد، جيشان، شقرة، وأحور، إلى مشاريع مياه مستدامة. يلجأ المواطنون إلى شراء صهاريج المياه بأسعار تصل إلى 40 ألف ريال يمني، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من الأسر التي تعاني من انقطاع المرتبات وتدهور العملة المحلية.
تهميش تنموي ودور غائب للمنظمات
غياب المشاريع التنموية:
رغم الاحتياجات المتزايدة، تفتقر أبين إلى أي مشاريع تنموية فعلية. وتشير مصادر محلية إلى أن السلطة المسيطرة جنوبًا، المتمثلة في ميليشيا المجلس الانتقالي، تتحكم في توزيع الدعم والمشاريع، مما يحرم المحافظة من الاستفادة من المساعدات التنموية.
رواتب لا تكفي وارتفاع الأسعار:
يعتمد معظم سكان أبين على وظائف حكومية في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والسلك العسكري. ومع ذلك، فإن الرواتب الشهرية التي تتراوح بين 50 إلى 80 ألف ريال بالكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وانعدام مصادر دخل بديلة.
تهميش ممنهج ومعاناة بلا أفق:
تعاني أبين من إقصاء سياسي وتهميش ممنهج، حيث لا تلقى المحافظة الاهتمام الكافي من الجهات الحكومية أو المنظمات الدولية. هذا الواقع يزيد من معاناة السكان الذين يشعرون بالحرمان والظلم في ظل غياب أي بوادر لحل الأزمات المتفاقمة.
دعوة للتحرك
يبقى السؤال الأبرز: متى ستتحرك الجهات المسؤولة لمعالجة أزمات أبين؟ وهل ستشهد المحافظة عدالة تنموية تنهي عقودًا من التهميش والإهمال؟
في ظل هذه الأوضاع، يأمل المواطنون أن تصل أصواتهم إلى الجهات المعنية لإنقاذ أبين من معاناتها المتزايدة وتخفيف وطأة الأزمات التي أثقلت كاهلهم.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news