ما هي حدود استعمال القوة؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 95 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ما هي حدود استعمال القوة؟

الاشارة المكثفة إلى دمار غزة المروع المصاحبة لسؤال ملغوم هو ماذا كسبت حركة حـ.ماس تنتج عن مقارنة فاسدة في مدخلاتها في العموم واذا كانت صادرة من اكاديمي او كاتب فهي تفتقر للنزاهة المعرفية.

هي اشارة متغافلة واستغفالية وكأن البشرية لم تعرف من قبل إلا هذه الحرب بالتالي فليس لها دراية ولا مقياس. فضلا عن انها مقارنة تضع الحرب والخراب مقياسا بذاتيهما ولذاتيهما خارج سياقيهما النفعيين والأخلاقيين.

سؤالها هام جدا وينبغي طرحه وينبغي ان تطرحه الحركة على نفسها وامام شعبها وامام وعموم الشعب الفلسطيني والعربي إذا كانت جادة وحريصة، لكن السؤال هنا بهذه الطريقة الموضحة أعلاه  يفصح ان  هذه المقارنة تتجاهل نقاط عديدة تجعل منها غير سوية وقصدية خالية من اي تعاطف او سؤال عملي أو حتى اخلاقي على ضوء الواجب والمستطاع.

اولا، تعمد إلى عزل الوضع عن سياقه الاستعماري الاحتلالي الذي يخلق بطبعه مقاومة لها شروطها ومحدداتها ومنطقها الخاص الناتج عن اختلال ميزان القوة.

ثانياً، ولانها كذلك فإنها غير معنية بقيم مثل نصرة المظلوم او رفض العنف او رفض الاحتلال كون هذه المواقف تستدعي النظرة الكلية للمشهد واعادة موضعة الفاعلين بين معتدي ومعتدى عليه ودوافعهما الاخلاقية وهذا يقتضي دفع ثمن مادي ومعنوي لذلك. اي ان هناك مسؤولية.

ثالثاً، لا تضع طرفي الصراع أمام مسؤلياتهما الاخلاقية أو التزامهما بأخلاق الحرب والصراع سيما وقد طورت البشرية قواعد حرب صادرة عن وعي كامل بضرورة الحرب كسلوك بشري ولكنها قيّدتها حتى لا تكون غايتها الإبادة ويكون للنصر او الهزيمة معنى. لذا فهي ترى ان الخراب صنيعة طرف كانت قدراته اقل من المواجهة وليست صنيعة طرف يمتلك كل اسباب التدمير وينتظر ابسط شرارة ليفعل ما يستطيع ان يفعل دون وازع او رادع او قيد. مجرد معادلة قوة لا معادلة حق وملكية.

رابعا، طرح السؤال على هذا النحو بالتسليم بحق طرف يمتلك كل عوامل التدمير يشير إلى اختلال قيمي حول سوال الـحرب: إلى اي مدى يمكن للحرب ان تخلق دماراً؟ ما هي حدود استعمال القوة؟ هل بالضرورة ان يكون رد الفعل مساويا ومضادا للفعل ام له ان يتجاوزه على نحو طاغٍ؟

الحس العملي النابع من تعاطف خالص يقتضي ان تهب لمساعدة الغريق او المدفون اولاً ثم تسأله عن اسباب الحادثة وقد تلومه لاحقا. ما نراه هو المسارعة إلى القاء اللوم على الغريق قبل انقاذه.

لا ارى في هذا السوال بمقاربته الحالية غير لمز مرضي (باثيتيك) الغرض منه استلهام درس محاولة الرفض والتجريب والايحاء بضرورة العودة إلى بيت الطاعة بعيداً عن مبدأيه جوهرية في العلاقات الدولية ؛ حق الشعوب تقرير مصيرها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اتصالات أمريكية مع الرئيس الزبيدي (تفاصيل)

الأمناء نت | 1060 قراءة 

من هو عراف الدبلوماسية اليمنية والشخصية التحاورية الفطنة ومن خلق ليكون سفيراً ولا أحد يشبهه سياسياً ؟

يمن فويس | 645 قراءة 

توجيهات صارمة بشأن دخول السعودية

كريتر سكاي | 528 قراءة 

وزير يمني يوجّه رسالة مفتوحة إلى ولي العهد السعودي ويحذّر من هذا الأمر الخطير

بوابتي | 514 قراءة 

العرادة يفشل ترتيبات عسكرية إخوانية حوثية في مارب قبل فوات الاوان

نافذة اليمن | 459 قراءة 

“تمرد مسلح في وادي حضرموت… أبو علي الحضرمي يعلن حرباً على الدولة ويتحدى السعودية

موقع الجنوب اليمني | 437 قراءة 

في مقدمتهم حميد الاحمر .. موقع مصري: “إخوان اليمن” يهربون من تركيا

العاصفة نيوز | 426 قراءة 

عاجل:تصريح غير متوقع للمجلس الانتقالي لقناة العربية بشان حضرموت والمهرة هل وافق على الانسحاب؟

كريتر سكاي | 404 قراءة 

بالوثيقة .. تعميم هام من عدن

كريتر سكاي | 348 قراءة 

اليمن: أبناء الرئيس الراحل علي عبد الله صالح أمام المحاكم في فرنسا بتهمة غسل الأموال

يمن فيوتشر | 300 قراءة