15 شهرًا من الصمود..  انتصار معنوي لـ(غزة) وفشل (صهيوأمريكي)! 

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 100 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
15 شهرًا من الصمود..  انتصار معنوي لـ(غزة) وفشل (صهيوأمريكي)! 

أخبار وتقارير

كتب (الأول) عبدالله محمد باصهي :

على مدى خمسة عشر شهرًا من القتال المستمر، خاضت غزة واحدة من أطول وأعنف الحروب في تاريخها، بدأت في أكتوبر 2023 وانتهت في يناير 2025 بوقف إطلاق نار رعته دولة قطر بعد مفاوضات دامت ثمانية أشهر، هذه الحرب، التي وصفت بأنها واحدة من أكثر الحروب ضراوة وشراسة، كشفت عن معادلة فلسطينية جديدة، حيث خرج الشعب الفلسطيني ومقاومته الإسلامية منتصرين رغم التضحيات الجسيمة، بينما انتهى الاحتلال الإسرائيلي منهكًا، فاقداً لقدرته على تحقيق أي من أهدافه العسكرية أو السياسية.

إسرائيل، كعادتها، دخلت الحرب مدججة بكل أشكال الدعم الغربي المادي والعسكري والسياسي، وأحيانا حتى بدعم غير مباشر من بعض الأنظمة العربية التي اختارت مسار التطبيع، كانت الآلة الحربية الإسرائيلية تسعى لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإضعاف المقاومة، لكنها اصطدمت بجدار صلب من الإيمان والصلابة والتخطيط المحكم، بينما كان الاحتلال يعتمد على التكنولوجيا والقوة الغاشمة، كانت المقاومة الفلسطينية تعتمد على الإرادة والإيمان بعدالة القضية، وهو ما جعلها قادرة على الصمود طيلة هذه الفترة رغم القصف العشوائي والحصار الخانق.

خلال هذه الحرب، دفعت غزة ثمناً باهظاً، قرابة أكثر من 41,870 شهيدا سقطوا، بينهم آلاف النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 31,297 جريحا، وما يزيد عن 11,500 معتقل هذه الأرقام التقريبية وقد ربما اكثر تعكس حجم المعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، لكنها في الوقت نفسه تعكس حجم التضحية والاستعداد للبقاء على أرضهم مهما بلغت كلفة ذلك، وعلى الجانب الآخر، تكبد الاحتلال خسائر في صفوف جنوده ومنشآته والأهم كسر معنوياتهم ومعنويات مواطنيه، مع ضربات المقاومة التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة، ما جعل هذه الحرب أكثر كلفة لإسرائيل مقارنة بما خططت له.

مع طول أمد الحرب وازدياد الخسائر، وجدت إسرائيل نفسها أمام مأزق وجودي وسياسي، حيث لم تحقق أهدافها، وفقدت قدرتها على إدارة التصعيد، لجأت إلى الوساطات الدولية لإنقاذ نفسها من الاستنزاف الذي كان يهدد تماسكها الداخلي، بينما استمرت المقاومة في فرض شروطها السياسية والعسكرية حتى آخر لحظة، إعلان وقف إطلاق النار لم يكن مجرد نهاية للقتال، بل كان اعترافاً ضمنياً بانتصار المقاومة التي خرجت من هذه الحرب أقوى معنوياً وسياسياً، بينما خرج الاحتلال متصدعا ومحرجا أمام جمهوره وداعميه.

الحرب الأخيرة في غزة ليست مجرد جولة أخرى من الصراع المستمر، بل هي شهادة جديدة على أن الشعب الفلسطيني، رغم الحصار والخذلان الدولي، قادر على الصمود والانتصار. كل شهيد، كل جريح، وكل معتقل يضيف إلى رصيد النضال الفلسطيني الذي بات مدرسة في المقاومة والإصرار على الحقوق، في المقابل، أظهرت إسرائيل مرة أخرى أنها رغم قوتها العسكرية والسياسية، عاجزة عن كسر إرادة الفلسطينيين أو فرض معادلاتها على الأرض.

ما يميز هذه الحرب هو أنها لن تنتهِ بمجرد وقف إطلاق النار، بل انتهت بتأكيد حقيقة واحدة: الاحتلال الإسرائيلي، مهما طال، لن ينجح في كسر روح الفلسطينيين أو تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا، أرض فلسطين ستبقى فلسطينية، والمقاومة ستظل الرقم الصعب في كل معادلات الصراع، فما بين سلاح الاحتلال المدعوم ومقاومة الأرض والإيمان، انتصرت الأخيرة كالعادة، وأكدت أن الحق لا يُهزم مهما طال الزمن.

لقد أثبتت هذه الحرب من جديد أن معركة الشعب الفلسطيني ليست فقط معركة سلاح، بل هي معركة إرادة وصبر وصمود، بينما كانت إسرائيل تحاول أن تظهر قوتها العسكرية، كانت المقاومة الفلسطينية تجسد نموذجاً للتضحية المستمرة والوفاء للقضية، كما كانت على الدوام، أكثر إصراراً على تحرير الأرض و انتزاع الحقوق، ورغم كافة الصعاب، من قصف مكثف وتدمير للبنية التحتية، تبقى المقاومة الإسلامية رمزاً للثبات والتحدي في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

إن الفلسطينيين، في كل معركة يواجهونها، يثبتون مرة تلو الأخرى أن الإيمان بقضيتهم هو السلاح الأقوى، فكلما طالت الحرب، ازداد إيمانهم بعدالة قضيتهم، وازدادت قناعتهم أن الاحتلال لن يستمر، وأن الكرامة الفلسطينية ستظل محفوظة، والمقاومة، التي ترفع راية الحق، تخرج من كل حرب أكثر قوة ووضوحا في أهدافها وأشد تصميما على تحقيق النصر.

بينما انتهت الحرب الأخيرة بإتفاق بوقف إطلاق نار، إلا أن واقع الاحتلال لم يتغير، تبقى معادلة القوة غير متكافئة، ولكن المقاومة قد أحدثت تغييرا حقيقيا على الأرض في مواجهة هذا الاحتلال الغاشم، انتهت هذه الحرب مع وصول المقاومة إلى هدفين كبيرين: الأول هو الحفاظ على تماسك الشعب الفلسطيني في وجه آلة القتل، والثاني هو أن إسرائيل، مهما امتلكت من قوة، ستظل عاجزة عن إنهاء وجود المقاومة أو تغيير الواقع الفلسطيني.

لن تكون هذه آخر جولة في الصراع، لكن ما حدث في هذه الحرب من انتصار معنوي على الاحتلال سيظل يُذكر كدليل على أن المقاومة لا تُقهر، وفي المستقبل، سيظل الفلسطينيون أملاً في نضالهم المستمر، في قلب كل انتصار يحققونه، وفي كل خطوة يخطونها نحو الحرية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هل رضخ المجلس الانتقالي للضغوط السعودية وقرر سحب قواته من المهرة ووادي حضرموت إلى أبين بذريعة عملية «الحسم» ضد الإرهاب؟

صحيفة ١٧ يوليو | 802 قراءة 

البيض يعلق على لحظة دخوله القصر الرئاسي في عدن

المشهد العربي | 712 قراءة 

الإعلان عن اطلاق عملية جديدة في هذه المحافظة اليمنية !

يمن فويس | 674 قراءة 

عاجل: تعزيزات عسكرية تصل حضرموت

كريتر سكاي | 624 قراءة 

تصريحات هامة من كتيبة حماية منفذ الوديعة بعد دخول القوات السعودية

نيوز لاين | 541 قراءة 

تعزيزات كبيرة لمليشيات الانتقالي في حضرموت.. هل انقلب المجلس على الاتفاق مع الوفد السعودي الإماراتي؟

المشهد اليمني | 527 قراءة 

المكتب السياسي لطارق صالح يعلن أول موقف رسمي في حضرموت والمهرة

نيوز لاين | 510 قراءة 

الكشف عن تفاصيل اللقاء الساخن في معاشق مع الوفد السعودي الإماراتي

يمن فويس | 510 قراءة 

ماحقيقة موافقة الانتقالي على الانسحاب من حضرموت والمهرة؟

بوابتي | 490 قراءة 

بالفيديو.. الإعلام السعودي عبر قناته يكشف أهداف زيارة الفريق العسكري المشترك (ااسعودي&الإماتي) إلى عدن

موقع الأول | 488 قراءة