تقرير.. الإمارات والانتقالي يسرقان ثروات المنطقة الوسطى بأبين

الجنوب اليمني | منصة أبناء أبين وشبوة

تقف محافظة أبين، بجنوب اليمن، شاهداً على مفارقة مؤلمة؛ فهي أرض حباها الله بثروات طبيعية ومعادن نفيسة، إلا أنها تحولت إلى ساحة لنهب منظم تحت أعين قوى خارجية، لا يهمها سوى ملء خزائنها على حساب حقوق سكانها.

فمنذ أن وطئت أقدام الإمارات أرض اليمن ضمن تحالف عام 2015، تحولت جبال أبين الغنية إلى هدف ثمين، تتسارع الخطى لتقويض كنوزها ونقلها عبر البحار، بينما يرزح أهلها تحت وطأة انتهاكات تطال أبسط حقوقهم الإنسانية .

في هذا الشأن، نشرت “

منصة أبناء أبين وشبوة

” تقريرًا تناولت فيه النهب الممنهج لثروات أبين من قبل دولة الإمارات عبر أذرعها، ميليشيا المجلس الانتقالي. وينشر “

الجنوب اليمني

” التقرير

كما ورد

:

تعدّ محافظة أبين جنوب اليمن واحدة من أبرز المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والمعادن النادرة، إلا أن هذه الثروات أصبحت هدفاً للنهب والاستغلال من قبل قوى خارجية لا تهتم بمصلحة سكانها، فمنذ دخول الإمارات إلى المشهد اليمني ضمن التحالف العربي في 2015م، تحولت أبين إلى مسرح لعمليات نهب منظمة تطال جبالها الغنية بالمعادن والأحجار الكريمة، وبينما تتوالى التقارير عن نقل كميات كبيرة من هذه الثروات إلى خارج البلاد، يضاف إلى ذلك معاناة سكان أبين من ممارسات انتهاكية تنتهك فيها حقوقهم الأساسية.

تاريخ استغلال محدود: 

في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، شهدت أبين محاولات أولية لاستخراج ثرواتها المعدنية، قادتها آنذاك بعثة جيولوجية من الاتحاد السوفيتي، من خلال التعاون مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، استخرجت كميات محدودة من المعادن والأحجار الكريمة من المناطق الوسطى للمحافظة، خاصة في جبالها الشاهقة التي تحمل إمكانيات ضخمة للاستثمار.

ورغم هذه المحاولات، لم يكتب لتلك الجهود الاستمرارية أو التوسع، إذ توقفت مع انتهاء العلاقة الوثيقة بين السوفيت والدولة اليمنية حينها، لتظل أبين محافظة واعدة بمواردها، لكنها بعيدة عن الاستغلال المنهجي أو العلمي.

التهميش بعد الوحدة: 

مع تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990م، كان من المتوقع أن تتجه الدولة لاستثمار الثروات الطبيعية الهائلة التي تكتنزها المحافظات الجنوبية بما في ذلك محافظة أبين، إلا أن العقود التي تلت الوحدة شهدت تهميشاً واضحاً لهذه المحافظة، حيث لم تسجل أي مشاريع كبرى تهدف إلى استخراج مواردها المعدنية.

النهب غير القانوني:

في السنوات الأخيرة الماضية بدأت تظهر ممارسات غير قانونية تمثلت في عمليات نهب واستغلال عشوائي لبعض أحجار ومعادن أبين، هذه العمليات لم تتم بشكل رسمي أو تحت مظلة الدولة، بل أديرت من قبل جهات وأفراد بهدف تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، مما أدى إلى استنزاف موارد طبيعية بطريقة غير منظمة تلحق أضراراً جسيمة بالبيئة والمجتمع المحلي.

تدخل الإمارات السافر في أبين: 

منذ تدخل الإمارات ضمن التحالف العربي في مارس 2015، عملت على إنشاء تشكيلات عسكرية خارجة عن إطار القانون في جنوب اليمن، مما أثار تساؤلات حول أهدافها الحقيقية، وقد ظهرت تقارير موثوقة تفيد بأن الإمارات تستغل ثروات محافظة أبين، خصوصاً الأحجار الكريمة والمعادن النادرة الموجودة في جبال المنطقة الوسطى للمحافظة.

وعبر شبكات من السماسرة والتجار المحليين، تقوم الإمارات بنقل كميات كبيرة من الأحجار الكريمة والأحجار الغنية بالمعادن من ثلاث مديريات رئيسية في أبين إلى ميناء عدن، وهن كالآتي:

مديرية لودر: 

كانت مديرية لودر واحدة من أبرز المناطق المستهدفة، حيث شهدت قبل أقل من عام عملية نهب واسعة لأحد جبالها في الجهة الشمالية الشرقية، وتحديداً جبال قرية زغينة.

مديرية الوضيع:

أما جبال مديرية الوضيع وخاصة مناطق وقرى آل سعد؛ فقد تعرضت لعمليات نهب واسعة النطاق، تم خلالها استخراج ونقل عروق الجبال التي تحتوي على معادن نادرة وثمينة.

مديرية مودية: 

ولم تسلم مديرية مودية من هذا العبث، حيث شهدت مناطق مثل “فطحان” ووادي “عومران ولحمر” عمليات نقل كميات كبيرة من أحجار الجبال الموجودة في الجهة الشرقية للمديرية، وتصديرها إلى الإمارات.

تراخي أمني وتسهيلات: 

تشير التقارير إلى أن الإمارات تمرر يومياً ناقلات محملة بالأحجار الكريمة والمعادن النادرة عبر نقاط أمنية خاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لها دون أي رقابة أو تدخل.

يعكس هذا التراخي الأمني حالة من التعاون أو التواطؤ مع هذه الأنشطة غير القانونية التي تهدف إلى نهب ثروات أبين الطبيعية.

هدف مباشر للنهب من قبل الإمارات وميليشياتها:

من اللافت أن المناطق الغنية بالمعادن في محافظة أبين أصبحت هدفاً رئيسياً للإمارات، التي تسارع إلى نشر ميليشياتها فيها بهدف نهب ثرواتها بسهولة تامة، وقد أشارت تقارير محلية إلى أن عشرات الأطنان وربما المئات من الأحجار الكريمة والمعادن النادرة تنقل باستمرار من أبين إلى ميناء عدن، ومنه تشحن إلى الإمارات.

دور رجُل الزبيدي في تسهيل التهريب:  

لعب وجود عبدالسلام حُميد المقرب من عيدروس الزبيدي والمعيّن وزيراً للنقل في الحكومة اليمنية دوراً محورياً في تسهيل عمليات تهريب الأحجار الكريمة والمعادن عبر المنافذ في الجنوب.

هذا الدور المرتزق أثار شكوكاً واسعة حول التواطؤ مع هذه الأنشطة التي تستنزف موارد البلاد.

استهداف سكان أبين:

لم يقتصر الأمر على نهب ثروات أبين، بل تجاوز ذلك إلى استهداف أهلها بشكل مباشر، حيث تعتبر الإمارات وأذرعها العسكرية سكان أبين “العدو الأول” لها، ما أدى إلى سلسلة من الانتهاكات بحقهم.. شملت على النحو التالي:

1- الزج بأبناء أبين في السجون السرية بتهم زائفة تستخدم لتبرير اعتقالهم.

2- الاغتيالات والاختفاء القسري، حيث شهدت المحافظة عدداً من حالات الاغتيال والاختفاء القسري، كان أبرزها اختطاف المقدم “علي عشال الجعدني”، الذي أثار اختفاؤه موجة استنكار واسعة وردود فعل غاضبة على مستوى الجنوب واليمن عموماً.

استغلال ممنهج وثمن باهظ: 

إن استمرار نهب ثروات أبين واستهداف أهلها يعكس صورة قاتمة عن واقع هذه المحافظة التي تعاني من التهميش والاستغلال.

وعلى الرغم من كل التحديات، يظل أبناء أبين متمسكين بحقوقهم في استعادة مواردهم المسلوبة ومحاسبة كل من تورط في العبث بثرواتهم وانتهاك كرامتهم.

ولا شك أن الأمل معقود على وعي ووقوف اليمنيين صفاً واحداً ضد هذه الانتهاكات، فثروات أبين إرث وطني يجب أن يصان للأجيال القادمة.

مرتبط