زوجة الصحفي “المقري” المختطف لدى القاعدة تروي قصة الاختطاف ومعاناة الغياب ودوافع التشكيك بإعدامه (حوار خاص)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
زوجة الصحفي “المقري” المختطف لدى القاعدة تروي قصة الاختطاف ومعاناة الغياب ودوافع التشكيك بإعدامه (حوار خاص)

حضرموت – حوار خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:

مؤخراً أصدرت أسرة الصحفي اليمني “محمد المقري” بياناً شككت فيه بصحة البيان المنسوب لتنظيم القاعدة المصنف إرهابيًا، والذي أعلن فيه إعدام الصحفي محمد المقري إلى جانب عشرة آخرين. وأعلنت الأسرة رفضها قبول العزاء، وأن ابنها لا يزال على قيد الحياة ومختطف لدى التنظيم.

الصحفي المقري من أبناء محافظة إب، يبلغ من العمر 41 عاماً، يعمل مراسلاً لصحيفة “اليمن اليوم” ثم مدير مكتب الصحيفة في حضرموت. اعتُقل من قبل تنظيمات إرهابية أثناء تغطيته لتظاهرات بمدينة المكلا في محافظة حضرموت عام 2015، بتهم “التعامل والتخابر”.

الدكتورة “أبها عبد الله باعويضان” زوجة الصحفي “محمد المقري” تحدثت في حوار خاص أجراه معها “يمن ديلي نيوز” عن الوضع الذي تعيشه الأسرة منذ الاختطاف ولماذا أسرته تشكك في إعدام تنظيم القاعدة. يتناول الحوار طريقة اختطاف القاعدة للصحفي المقري ويكشف كيف أنكرت القاعدة في البداية عملية الخطف ثم اعترفت فيما بعد، إضافة إلى مساومة الأسرة مقابل إطلاق سجناء للقاعدة في صنعاء وتفاصيل أخرى.

وذكرت زوجة الصحفي المقري أن التهم التي وجهها تنظيم القاعدة المصنف إرهابيًا لابنها المقري بأنه “جاسوس مع الأمن القومي”، ليست مبررًا شرعيًا وفق الأحكام التي يدّعي التنظيم الالتزام بها.

نص الحوار:

متى كان آخر تواصل لكم مع الصحفي المقري وما الذي جرى فيه؟

في يوم الاثنين، 12 أكتوبر 2015، الساعة الرابعة عصرًا، عندما كان يودعني ليذهب لتغطية التظاهرة الجماهيرية الاحتجاجية ضد وجود الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة في مدينة المكلا.

كيف تم اختطاف الصحفي المقري؟

كان هناك جماعة تطلق على نفسها “أبناء حضرموت” قاموا باختطافه بعد انتهاء التظاهرة الاحتجاجية التي خرجت تطالب برحيل التنظيم عن المكلا.

تم اعتقاله بعد انتهاء المظاهرة مباشرة، وصادروا الكاميرا وجميع مقتنياته بما فيها سيارته التي كانت بحوزته. ت

م اعتقال أخي الصحفي أمير باعويضان قبله بدقائق، وبعد نصف ساعة من اعتقالهما هاجمتني عناصر التنظيم في منزلي واقتحموا المنزل، واحتجزوني في مطبخ المنزل أنا وابني الرضيع حينها، ونهبوا كل ما في المنزل.

وعندما ذهبت إلى مقرهم الأمني للإبلاغ عن اختطاف أخي وزوجي ونهب المنزل، أنكروا تمامًا أن تكون عناصر منهم قد قامت بذلك.

ورغم أن المسلحين جاءوا على طقم عسكري تابع لهم في المدينة ويحمل شعار الحسبة، ومع إصراري على أنهم يتبعون للتنظيم، تم الاعتراف بأنهم من ارتكبوا هذه الجريمة.

ثم صدر بيان بعد يومين من الاعتقال يفيد بأنه تم اعتقالهما على خلفية استلام أموال من جهات خارجية لتنظيم التظاهرة.

وبعد أيام من الاعتقال، صدر بيان رسمي آخر ينفي صحة البيان الأول ويزعم أن الاعتقال ومداهمة البيت كان نتيجة لوشاية، وأنه سيتم التحقيق في الموضوع وإعادة ما نُهب من المنزل خلال أيام بعد انتهاء التحقيق.

لكن تناقض البيانين وعدم مصداقية ما جاء في محتوياته يشير إلى أنهم لم يعيدوا أي شيء من منهوبات المنزل.

هكذا كان اختطافه، ولم يسمح لنا برؤيته أو التواصل معه منذ ذلك الحين.

لمحة تعريفية عن الصحفي المقري – العمر – التخصص – العمل – الأولاد … إلخ.

الصحفي المقري من مواليد 9 يناير/كانون الثاني 1979 في مدينة المخادر بمحافظة إب. متزوج ولديه ولدان، الأول يبلغ من العمر 25 عامًا، والثاني لم يبلغ سن العاشرة.

أنا الزوجة الثانية له، وهو خريج علوم إدارية وعشق الإعلام وكتب العديد من التقارير أثناء دراسته. عمل الصحفي المقري مراسلاً لصحيفة “اليمن اليوم”، ثم مدير مكتب الصحيفة في حضرموت، والتحق بالقناة منذ افتتاحها بفترة وجيزة. يعشق الحرية ويكره القيود، طيب القلب، مخلص ومتفانٍ في عمله.

يختلف في الرأي لكنه لا يؤثر اختلافه على علاقاته الإنسانية مع الآخرين.

لماذا شككتم في بيان تنظيم القاعدة حول إعدامه؟

شككنا في البيان للأسباب التالية: أولاً: عدم نشر أي تسجيل مرئي يتضمن اعترافات لابننا ومحاكمته. حيث جرت عادة التنظيم نشر تسجيلات مرئية تتضمن اعترافات المختطفين لديه، وكانوا ينشرونها بعد تنفيذ عمليات الإعدام لتبرير ذلك، بل إن بعض الإصدارات المرئية التي كان التنظيم ينشرها بانتظام تتضمن مقتطفات من المحاكمات التي يجريها التنظيم بحق المختطفين، ويقرون فيها بالتهم التي ينسبها التنظيم لهم.

هذا لم يحدث مع الصحفي محمد المقري منذ اختطافه قبل قرابة العشر سنوات، مما يزيد من غموض مصيره.

ثانيًا: غياب المعلومات الموثوقة عن بقية الأسماء التي تضمنها البيان. لاحظنا عدم وجود أي سجل خبري أو معلومة على الإنترنت عن معظم الأشخاص المذكورين في البيان الذي نشره التنظيم، ولا عن تاريخ اختطافهم، باستثناء شخصين فقط، مما يثير شكوكًا إضافية حول صحة البيان.

أما السبب الثالث، فهو أن التهم التي وجهها التنظيم لابننا الصحفي محمد المقري بأنه “جاسوس مع الأمن القومي”، ليست مبررًا شرعيًا وفق الأحكام التي يدّعي التنظيم الالتزام بها، ولا تعطيه الحق في اختطافه وإخفائه قسراً، ومنعه من التواصل مع أفراد أسرته طوال عشر سنوات.

تؤكد كل الروايات أنه عُذب جسدياً ونفسياً، لينتهي الأمر بإعدامه بهذه الطريقة؟ هذا يزيد من التساؤلات حول حقيقة محاكمته أو تصفيته في الأساس.

في حين أن التنظيم يدعي دائمًا في إصداراته المرئية أنه لا يرتكب مثل هذه الممارسات تجاه المختطفين لديه، ويزعم حرصه على البت في قضاياهم بسرعة.

منذ اعتقاله، والتناقضات وكيل الأكاذيب والتهم مستمرة، حتى أن التنظيم انقسم وفضح نفسه بإصدار بيانين يناقضان بعضهما. مقارنة بين البيانات التي أصدرها التنظيم وبيانه الأخير تدل على أن هذه الأكاذيب والتدليس ليس لها أي صحة.

الصحفي محمد لم يجدوا عليه شيئًا، ولو وجدوا لما تأخروا في نشره لتضليل الرأي العام.

هل تم مساومتكم من قبل القاعدة لأجل الإفراج عنه؟ وإذا حصل، ماذا طلبوا مقابل الإفراج؟

في إحدى المرات، طلبوا إخراج أربعة إرهابيين من سجن الأمن السياسي في صنعاء مقابل إخراج محمد، هذا بعد اختطافه بحوالي أربعة أشهر. ومرة أخرى، بعد تحرير المكلا بحوالي ثلاثة إلى أربعة أشهر، ذهب أحد شيوخ القبائل إلى معاقلهم في منطقة عزان في شبوة، وطلبوا منه التبادل. لكنهم لم يسموا أي أسماء لعملية التبادل، بحجة أنهم ينتظرون رد قادتهم.

ما هي الجهات التي كان يعمل لها الصحفي المقري قبل اختطافه؟

كان يعمل صحفيًا في صحيفة “الشموع” و”أخبار اليوم”، ثم عمل مراسلاً لقناة “اليمن اليوم”.

ما هي الجهود التي بذلتموها للتصعيد من قضية “محمد”؟

حاولنا في بداية الاعتقال أن نعلن الأمر حتى عبر قناة “اليمن اليوم” التي كان يعمل فيها كي لا يعتبرها تنظيم القاعدة قناة معادية، وعندما لم تنجح تلك المحاولات قررت الأسرة التصعيد ونزلنا في تظاهرات ووقفات احتجاجية أمام مقر التنظيم الأمني.

ماذا عن الوضع الذي تعيشونه نتيجة غياب “محمد”؟

الوضع صعب جدًا، فوالدة محمد امرأة سبعينية مسنّة عصفت بها الأمراض بعد اختفاء ابنها. تخيل الوضع عندما تحادثني وهي تستجديني بأن أزودها بأي معلومة تُبرد حرقة قلبها على ابنها. وكل جهودي في البحث عن معلومات باءت بالفشل. الإرهاب لم يعتدِ على محمد فقط، بل اعتدى علينا جميعًا. حياتنا توقفت تمامًا بعد غيابه، وأصبحنا نسعى لتتبع أثر محمد.

ما هي الرسالة التي توجهينها للقاعدة في هذا الحوار؟

مهما وجهت من رسائل لهؤلاء الإرهابيين فلن يفيد معهم الكلام، فهم يتجاهلون كلام الله ولا يقيمون العدل الذي شرعه الله. فقط رسالتي لهم: سنلتقي أمام العدل، رب العالمين.

ما هي الرسالة التي توجهينها للحكومة وللجهات التي كان يعمل معها؟

لم تنصفوه وهو الذي كان متفانيًا في عمله ومخلصًا لكم. رفعنا قضيته لرب السماء.

رسالة أخيرة تودين قولها؟

لم تعد هناك أي كلمات تصف ما بداخلنا من حرقة وألم.

رسالة من شقيق الصحفي المقري (صادق المقري) في ختام هذا الحوار:

شخصيًا وكل أهلي وأقارب وأصدقاء أخي المخطوف عشنا رعب هذه الجريمة وما زلنا نعيش المأساة منذ العام 2015م عندما تم اختطاف أخي الصحفي وإخفائه قسريًا من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يحتل مدن ساحل حضرموت.

عذاب وجحيم لأسرة وأولاد، ذكور وإناث كبار وصغار كلهم يترقبون ويعدون ساعات الليل والنهار على مدى سنوات طويلة على أمل أن نسمع خبرًا عنه. نعم توقفت بنا الحياة عند هذا الحال.

أخي كان صحفيًا وإعلاميًا يؤدي واجبه، لم يرتكب أي جرم غير نقله لمظلومية أبناء حضرموت والجور والغبن الذي كانوا يعيشونه بسبب سيطرة عناصر الإرهاب على المكلا.

إننا نطالب نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين التضامن معنا والتذكير بقضيتنا وندعو الجميع بمن فيهم الحكومة للعمل على محاربة كل جماعة أو تنظيم يمارس الخطف والإخفاء القسري، لأن مثل هذه الأعمال لا تقتصر بأذاها وأضرارها على ترويع الضحايا وأهليهم فقط بل هي إرهاب يهدف لتهديد المجتمع ونشر الرعب في أوساطه.

مرتبط

الوسوم

الصحفي محمد المقري

الصحفيين اليمنيين

تنظيم القاعدة

حضرموت

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : بشرى سارة ...الكشف عن تفاصيل اتفاق وشيك بين الحوثيين والشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية "تفاصيل"

جهينة يمن | 1080 قراءة 

رحيل آخر سلاطين زنجبار

جهينة يمن | 682 قراءة 

بعد رفض المجلس الرئاسي لقائه.. المبعوث الأممي يغادر الرياض ويصدر بيان هام

وطن الغد | 629 قراءة 

اتفاق سلام وشيك في اليمن من ثلاث مراحل.. يتضمن صرف المرتبات

مساحة نت | 599 قراءة 

الكويت.. حكمٌ يقضي بحبس وزير الداخلية السابق الشيخ طلال الخالد 14 سنة مع عزله

جهينة يمن | 577 قراءة 

الرئيس العليمي يصدر قرار جمهوريا برقم 25 لسنة 2025م.. نص القرر

نيوز لاين | 555 قراءة 

بنفس طريقة إزاحة هادي.. الكشف عن خطة السعودية للتخلص من العليمي

مساحة نت | 519 قراءة 

أمريكا تعلن تدمير الدفاعات الجوية لإيران

وطن الغد | 504 قراءة 

بن لزرق يحذر الأسر اليمنية من استراحات خاصة وينبه إلى قضية مزعجة ستظهر قريبا

عدن حرة | 445 قراءة 

فارس أنيس' المتهم بقتل' زوجته يتجول بحرية' في عدن 'والخطر يتفاقم

صوت العاصمة | 437 قراءة