قبائل قفيفة.. نواة الثورة الحقيقية - د. ناصر القداري

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 145 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قبائل قفيفة.. نواة الثورة الحقيقية - د. ناصر القداري

تشهد محافظة البيضاء، وتحديداً منطقة قيفة رداع، وضعاً كارثياً نتيجة التصعيد المستمر من قبل ميليشيات الحوثي، هذه المنطقة، التي طالما عُرفت بكرامة أهلها وصمودهم، أصبحت هدفاً مباشراً للهجمات العسكرية بالطائرات المسيّرة والمدفعية والدبابات، ما أدى إلى تشريد السكان وتدمير ممتلكاتهم.

الحوثيون لا يكتفون بمحاولة تدمير الأرض والبنية التحتية، بل يستهدفون الرموز القبلية والهوية الوطنية، باعتبارها العقبة الكبرى أمام مشروعهم الطائفي، خلف هذا العدوان، تبقى الحقيقة واضحة: قبائل البيضاء، وعلى رأسها قبائل قيفة، هي نواة الثورة الحقيقية وأمل اليمنيين في استعادة جمهوريتهم.

منذ انقلابها على السلطة عام 2014، أدركت الميليشيات الحوثية أن القبائل تمثل الحصن الأخير للدفاع عن النظام الجمهوري، لذلك، تبنّت استراتيجية ممنهجة لإضعافها، من خلال تصفية قادتها وتشويه صورتها أمام المجتمع، البيضاء التي شهدت عبر التاريخ انتفاضات متكررة ضد الظلم، لا تزال تُعد من أبرز مناطق المقاومة.

قبائل البيضاء، إذا توحدت خلف هدف واحد، قادرة على إشعال ثورة واسعة ضد مشروع الحوثيين، لكن المؤسف أن الشرعية اليمنية والتحالف العربي ظلوا في موقف المتفرج، مما أعطى الحوثيين الجرأة لتصعيد عدوانهم ضد القبائل.

القبائل في قيفة ليست مجرد تجمعات سكانية، بل هي رمز للكرامة والحرية، أهل هذه المنطقة معروفون عبر التاريخ برفضهم للظلم، وقد لعبوا أدواراً بارزة في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ولهذا السبب يستخدم الحوثيون كل الوسائل لإخماد أي حراك في البيضاء، بما في ذلك القصف بالطائرات المسيّرة والدبابات، في محاولة لكسر إرادة القبائل وإرسال رسالة تخويف لبقية اليمنيين.

الوساطات القبلية غالباً ما تفشل بسبب تعنت الحوثيين، الذين لا يحترمون أي اتفاقات، في المقابل تقاعس الشرعية اليمنية والتحالف العربي عن دعم هذه القبائل يعمق الشعور بالخذلان بين سكان البيضاء.

رغم هذه التحديات، تقدم قبائل البيضاء نموذجاً للصمود والشجاعة. الهجمات الحوثية، مهما بلغت وحشيتها، لن تتمكن من كسر إرادة هذه القبائل، التي تتحمل على عاتقها أمل اليمنيين في استعادة جمهوريتهم.

جرائم الحوثيين في البيضاء هي جرائم حرب موثقة تستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً، الصمت العالمي تجاه ما يحدث يُعد تواطؤاً مع المعتدي، والدعم الذي تحتاجه قبائل البيضاء لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً المساعدات الإنسانية وتوثيق الجرائم لإحالة مرتكبيها إلى المحاكم الدولية.

ما يحدث في البيضاء، وتحديداً في قيفة ورداع، ليس مجرد نزاع مسلح، بل معركة ستحدد مستقبل اليمن، إذا تُركت قبائل البيضاء تواجه الحوثيين وحدها، فستكون كارثة إنسانية ووطنية، لكن إذا حصلت على الدعم المناسب، فإن هذه المنطقة يمكنها إعادة كتابة التاريخ وإحياء المشروع الوطني اليمني.

قبائل البيضاء ليست فقط نواة الثورة، بل هي أمل اليمنيين في الحرية والكرامة، وستظل كذلك رغم كل التحديات.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بشرى سارة لكل اليمنيين...الحكومة تعلن عن قرار طال انتظاره "بيان"

جهينة يمن | 1206 قراءة 

كشف تفاصيل خطة سعودية صادمة لإعادة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي

مساحة نت | 960 قراءة 

رفض أمريكي صادم لاتفاق بين صنعاء وعدن.. حول النفط المرتبات

مساحة نت | 631 قراءة 

الحكومة اليمنية تتحرك لاستئناف تصدير النفط بعد توقف دام ثلاث سنوات

تهامة 24 | 583 قراءة 

هجوم حوثي مباغت على قوات الانتقالي والكشف عن حصيلته

المشهد اليمني | 581 قراءة 

تشييع رسمي وشعبي للعقيد الجعفري أحد أبطال المقاومة الوطنية

حشد نت | 543 قراءة 

العليمي يسلم حميد الأحمر وزارة الإتصالات وسط صراع محتدم داخل الرئاسي

العاصفة نيوز | 538 قراءة 

قرار مفاجئ: السعودية تغلق المنافذ وتُطلق أكبر عملية ترحيل

المرصد برس | 524 قراءة 

ترامب يهدد بضرب النووي الإيراني من جديد.. في هذه الحالة

مساحة نت | 404 قراءة 

ناشط جنوبي بارز يثير جدلا واسعا عقب اعلانه التخلي عن مطلب الانفصال وتأييد الجمهورية اليمنية

كريتر سكاي | 391 قراءة