حملة العرادة الدعائية.. حين تتحول معاناة عدن إلى مكاسب سياسية!

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 183 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حملة العرادة الدعائية.. حين تتحول معاناة عدن إلى مكاسب سياسية!

تفاقمت أزمة الكهرباء في مدينة عدن بشكل مزمن، مما جعل أي مبادرة أو دعم يُعلن عنه يُنظر إليه بعين الأمل من قبل المواطنين. مؤخرًا، أعلنت وسائل الإعلام عن حملة جديدة أطلقها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ مأرب، سلطان العرادة، تتعلق بتقديم شحنة مازوت لدعم كهرباء عدن، وعلى الرغم من الأمل الذي أثارته هذه المبادرة، إلا أن التقييم الواقعي لما حدث يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول جدوى هذا الدعم وطبيعته.

الكميات المعلنة.. هل كانت كافية؟

وفقًا للتقارير الرسمية، فإن الكميات التي تم تقديمها من المازوت كانت محدودة للغاية، بالكاد تغطي احتياجات تشغيلية مؤقتة لبعض محطات الكهرباء، هذه الكميات، رغم ترحيب البعض بها باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح، بدت للبعض الآخر أقرب إلى "حلول ترقيعية" غير قادرة على التخفيف من المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون في عدن بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

أحد العاملين في قطاع الكهرباء، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال: "الشحنة المقدمة لا تكفي لتشغيل المحطات لأكثر من أيام قليلة، الأزمة تتطلب توفيرًا مستدامًا للوقود وصيانة للمحطات، وليس مجرد شحنات عابرة."

حملة إعلامية أم دعم حقيقي؟

ما أثار الجدل بشكل أكبر هو الطابع الإعلامي الضخم الذي رافق هذه المبادرة، فالحملة التي شملت تصريحات رسمية وإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي اعتُبرت من قبل البعض محاولة سياسية للترويج لشخصية العرادة أكثر مما هي مبادرة لحل الأزمة.

المواطن محمد سعيد، أحد سكان عدن، عبّر عن استيائه قائلاً: "نحن بحاجة إلى حلول جذرية، وليس إلى حملات إعلامية موسمية. لماذا يتم استخدام معاناتنا كأداة لتلميع الصورة؟"

الآراء في الشارع الجنوبي

الشارع الجنوبي، الذي يعاني منذ سنوات من أزمات متكررة في الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية، بدا أكثر انتقادًا لهذه الخطوة، يرى كثيرون أن الدعم الذي قدمه العرادة كان يجب أن يكون ضمن خطة شاملة ومستدامة بالتنسيق مع الجهات المعنية في عدن، وليس على شكل مبادرات فردية مؤقتة.

مراقبون جنوبيون أشاروا إلى أن مثل هذه المبادرات تُستغل سياسيًا لتلميع شخصيات سياسية أو لتسجيل نقاط في معارك النفوذ، بينما تبقى المشكلة الأساسية دون حلول.

ما الحل؟

يتفق خبراء الطاقة والمواطنون في عدن على أن الحل الوحيد لأزمة الكهرباء في المدينة يكمن في اعتماد استراتيجية شاملة تشمل:

توفير وقود مستدام للمحطات الكهربائية من خلال اتفاقيات طويلة الأمد مع مزودي الوقود.

إعادة تأهيل محطات الكهرباء المتدهورة لضمان كفاءتها.

إدخال مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية لتخفيف الاعتماد على الوقود التقليدي.

تعزيز الرقابة والشفافية في إدارة الدعم الخارجي والموارد المحلية.

بينما تتواصل معاناة المواطنين في عدن مع انقطاعات الكهرباء اليومية، فإن مثل هذه المبادرات المؤقتة لا تقدم سوى حلول قصيرة المدى، الأهم من الدعم الإعلامي هو الالتزام بإيجاد حلول جذرية ومستدامة تخفف العبء عن كاهل السكان، وتعيد لهم الثقة في القيادات المحلية والوطنية، وحتى ذلك الحين، سيظل المواطنون في عدن يطرحون نفس السؤال: هل نحن أمام دعم حقيقي أم مجرد حملة دعائية أخرى؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الانكشاف الكبير.. عبدالملك الحوثي يواجه مصيره وحده بلا خيارات

نافذة اليمن | 483 قراءة 

اعلان اممي بمسار جديد باليمن

نيوز لاين | 340 قراءة 

تعميم مفاجئ من البنك المركزي يقيد الحوالات ويمنع أي معاملات مالية!

موقع الأول | 267 قراءة 

بشرى سارة… ابتداءً من اليوم بدء صرف رواتب أربعة أشهر لهؤلاء

كريتر سكاي | 256 قراءة 

الجماعة تصفي مشرفها الأمني في هذه المحافظة وتصيب ابن مسيح

نافذة اليمن | 211 قراءة 

من المنافذ إلى الحساب العام!.. (الرئاسي) يفرض سيطرته المالية على المحافظات

موقع الأول | 182 قراءة 

غموض يلف مصرع مرافق حمود المخلافي بسجن تعز

المشهد اليمني | 181 قراءة 

الحسني يروي وقائع احتجازه لساعات في مطار نيودلهي بعد استدعاء أمني مفاجئ

المشهد اليمني | 172 قراءة 

بدء صرف مرتبات عدد من المؤسسات والقطاعات الحكومية في (عدن وأبين)

موقع الأول | 162 قراءة 

رسمي: السعودية تلغي لصق التأشيرات للمواطنين اليمنيين وتستبدلها بـ QR كود إلكتروني

نيوز لاين | 154 قراءة