الحوثي وصافرات الإنذار داخل تل أبيب

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 716 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحوثي وصافرات الإنذار داخل تل أبيب

خلق غياب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله وتدمير جزء كبير من قوة الحزب العسكرية ثم تقويض النظام السوري بسرعة مذهلة، موقفاً غير مسبوق وفراغاً مربكاً في كامل جغرافية الإقليم، فخلال فترة قصيرة للغاية انقلب الحزب من أداة عسكرية تفزع الخصوم إلى جماعة سياسية تمتلك جناحاً عسكرياً مؤثراً، لكنه قطعاً لم يعد ولن يغدو بالأثر المحلي والإقليمي ذاته الذي مارسه خلال عقود طويلة، كما نتج من إسقاط النظام في سوريا خروج نظام عربي من دائرة الارتباط العضوي مع إيران وحال العداء مع إسرائيل. 

وفي اليمن لا يعي قائد جماعة "أنصار الله" الحوثية عبدالملك الحوثي أن كل هذه الأحداث الجسام لم تكن منفصلة عما جرى قبلها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولم يستوعب ولم ير أن خريطة سياسية وربما جغرافية جديدة يجري رسم خطوطها أمام أعين الجميع، وأيضاً لم يستوعب قائد "الجماعة" أن قدراتها العسكرية لا يمكن أن تقترب من التفوق التقني والمادي الذي يتوهم أنه قادر على مواجهته، ولا يفطن أنه غير قادر على قلب موازين القوى في المنطقة مهما زعم.

ولم يعد سراً الآن أن "الجماعة" انشغلت خلال الأعوام الماضية بتخزين أعداد من الصواريخ والمسيرات وصارت قادرة على تصنيعها محلياً، ولكنها في كل الأحوال بدائية ولا تحدث أثراً أبعد من الإزعاج، وفي الوقت نفسه نلاحظ أن الحكومة الإسرائيلية والإعلام الغربي يضخمان من آثارها لتهيئة الرأي العام لتقبل ضربات متتالية مؤلمة في اليمن، تدمر المنشآت المدنية من دون أن يشكل ذلك أي رد فعل ضدها.

تتباهى "الجماعة" أمام جمهورها المغيب عن صنع القرار بالبيانات التي يتلوها المتحدث باسمها، وتلحّ أن تل أبيب باتت هدفاً يومياً لصواريخها، وتعتبر أن انطلاق صافرات الإنذار بمثابة نصر عظيم لها وانتصار ومساندة لغزة، لكن الحقيقة المؤلمة هي أنه يبين فارقاً مهماً بين من يكترث بحياة مواطنيه، وذلك الذي لا يحفل بها، وهكذا تكون "الجماعة" قد وضعت اليمن كله رهينة لقرار كل تبعاته سلبية بالمطلق على البلد، في مقابل زعامة وهمية لا قيمة لها ولا معنى عند معظم اليمنيين.

وبداية فإن ما تغفله "الجماعة" هو أن أهم مقومات الدخول في الحروب هو الإجماع على مشروعيتها أمام مواطنيها أولاً، وأن يمتلك البلد من الموارد ما يسمح له بخوض المعارك وامتصاص الضربات والاقتدار على تحمل عواقبها، وفي الحال اليمنية فإن كل هذه الاعتبارات غائبة ولا تشغل تفكير زعيم "الجماعة" الذي بلغ حداً من القداسة عند أتباعه يجعل من العسير عليه وعليهم التريث وقراءة المشهد بعيداً من الخيالات، ناهيك عن التراجع.

وتستعين "الجماعة" بمغامراتها الخارجية، سواء عبر إطلاق الصواريخ والمسيرات في اتجاه الكيان المحتل، أو بتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لتحشيد أنصارها في مواجهة السواد الأعظم من المواطنين الذين يتعاطفون حقاً وصدقاً مع الفلسطينيين، لكنهم يعانون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، مما يجعل من العسير عليهم استيعاب فكرة الانتصار لغزة ومساندتها، وهو أمر لا خلاف عليه، بينما القمع والترهيب مستمران في الداخل.

لن تنتصر "الجماعة" لغزة ولن تكون سنداً لها قبل تبديد خوف اليمنيين منها، وتتصالح معهم وتتوقف عن قهرهم والاستعلاء عليهم بالنسب والانتماء الأسري والسلالي، وإذا ما فعلت فإنها ستكون قد حققت انتصاراً عظيماً يسمح لها بالتحول لنصرة الفلسطينيين، وغير ذلك سيكون بمثابة تصريح مفتوح لإسرائيل يمنحها حق تعريض اليمن للدمار والملاحقة والتشريد لمزيد من المواطنين داخل البلاد وخارجها.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تسريبات مزلزلة.. السعودية تسمي بديلاً للعليمي وتجهز فريقاً رئاسياً جديداً

مساحة نت | 1346 قراءة 

الشيخ المعتقل في المهرة محمد بن احمد الزايدي يوجه رسالة الى قبائله خولان وقبائل اليمن عامة وهذا ما قاله

جهينة يمن | 1088 قراءة 

عاجل : أنباء عن اغتيال نتنياهو "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 977 قراءة 

حملة تضامن شعبية واسعة مع العميد عمار محمد صالح على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن

جهينة يمن | 664 قراءة 

البنك المركزي يوقف تراخيص 13 شركة ومنشأة صرافة لمخالفتها التعليمات

حشد نت | 569 قراءة 

ماذا حدث في أبين؟ هروب جماعي يثير الرعب في مناطق الساحل

نيوز لاين | 496 قراءة 

هشام شرف يغادر مطار عدن على متن طائرة عسكرية إلى دولة صديقة

بوابتي | 490 قراءة 

صيد جديد بأيدي قوات العمالقة في باب المندب

تهامة 24 | 461 قراءة 

غارة جوية تتسبب بخسائر بالمليارات في صنعاء

كريتر سكاي | 453 قراءة 

وزير خارجية الحوثي يغادر البلاد عبر مطار عدن.. بضغوط هذه الدول بعد أسبوعين من الاعتقال

نافذة اليمن | 436 قراءة