38 عامًا من العمل بلا ترقية.. فكري ناصر شاهد على معاناة رجال المرور

لحج | صدام اللحجي :

في صباح مشمس وسط شوارع الحوطة، لفت انتباهي رجل المرور فكري ناصر مزاحم، من أبناء محافظة لحج، يقف في موقعه المعتاد عند "جولة الحوطة". لم تمنعه حرارة الشمس ولا مشقة العمل من أداء واجبه بكل إخلاص وتفانٍ. يقضي ساعات طويلة ينظم السير، بابتسامته الهادئة التي تخفي خلفها قصة طويلة من المعاناة والتحدي.

تحدث فكري عن مسيرته المهنية التي امتدت لـ38 عامًا، منها 25 عامًا قضاها في ذات المكان، يعمل بلا كلل أو ملل. قال: "راتبي لا يتجاوز 105 ألف ريال، أي أقل من 200 ريال سعودي. تخيل كيف يمكن لهذا الراتب أن يغطي مصاريف أبنائي الخمسة؟".

رغم كل تلك السنوات من الخدمة، لم يحصل فكري على أي ترقية منذ عام 2015، ولا يزال يحمل رتبة "مساعد ثانٍ"، مما يعكس مدى الإهمال الذي يعاني منه رجال المرور في لحج. وأضاف بحزن.. "نواجه ظروفًا معيشية صعبة، لكن حبنا لوطننا وواجبنا تجاهه يجعلنا نصبر".

فكري ناصر مزاحم ليس مجرد رجل مرور؛ إنه رمز للإخلاص والصمود في وجه الأزمات التي تعصف بالبلاد. يقف يوميًا في موقعه، يؤدي عمله بكل جدارة، دون أن ينتظر مكافأة أو تقديرًا.

قصته تسلط الضوء على واقع رجال المرور الذين يساهمون في استقرار الحياة اليومية رغم قلة الإمكانيات . أمثال فكري هم من يستحقون أن نرفع لهم القبعة، وأن نطالب بتحسين أوضاعهم المعيشية تقديرًا لجهودهم التي لا تقدر بثمن.

تبقى كلمات فكري عالقة في ذهني "نحن نعمل من أجل أبناء وطننا ، لكننا نأمل أن يُنصفنا هذا الوطن يومًا".