اليمن زراعة القهوة على حساب القات: الحلم الممكن وسط التحديات

     
الوطن العدنية             عدد المشاهدات : 71 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت

                     اليمن زراعة القهوة على حساب القات: الحلم الممكن وسط التحديات

محاولات متكررة لإعادة إحياء زراعة القهوة في اليمن كبديل عن زراعة القات، غير أن هذه المحاولات تواجه تحديات عدة، فهل يتم التغلب عليها؟

مجتمعاليمن

اليمن زراعة القهوة على حساب القات: الحلم الممكن وسط التحديات

قناف السقطري

قبل 7 ساعةقبل 7 ساعة

محاولات متكررة لإعادة إحياء زراعة القهوة في اليمن كبديل عن زراعة القات، غير أن هذه المحاولات تواجه تحديات عدة، فهل يتم التغلب عليها؟

https://p.dw.com/p/4oaSd

مزارع يمني يتفقد شجيرات البن التي استدبلها بزراعة القات في محاولة لإعادة إحياء القهوة اليمنية

هل نرى القهوة اليمنية قريبا في الأسواق العربية والعالمية كما كان عليه الحال سابقا؟صورة من: Mohammed Al-Jabri/DW

إعلان

"قمت أنا ووالدي بقلع أكثر من ألفي شجرة قات واستبدالها بشجرات بن"، يقول أحمد عبدالله، مزارع يمني أربعيني، يصف التجربة المثيرة التي تجذب يوماً بعد يوم مزيداً من المزارعين اليمنيين، وتلقى تشجيعاً حكومياً ومجتمعياً، في إطار جهود تحسين الإنتاج الزراعي ومواجهة التغير المناخي، في الوقت الذي يشكل فيه نبات القات واحداً من أبرز التحديات الاقتصادية في البلاد.

أسرة عبدالله، التي تملك أراض زراعية في محافظة عمران شمال صنعاء، توضح دوافع هذا التوجه الجديد. يقول أحمد لـ DW عربية إن زراعة القهوة بدلاً من القات تأتي انطلاقاً من اهتمام عائلته أولاً بـ"شجرة البن"، التي يصفها بـ"الشجرة المباركة"، وكذلك بسبب المردود الاقتصادي الوفير. ويشدد على أن التجربة "تكللت بالنجاح بنسبة 100بالمائة"، رغم عدم تلقيها أي دعمٍ من الجهات المسؤولة عن مثل هذه التوجهات. ويضيف: "بفضل الله وصبرنا تحققت الغاية وهي الاكتفاء الذاتي".

وفي بلدٍ تشكل فيه زراعة القات كابوساً يسيطر على نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية، تحضر زراعة القهوة على رأس البدائل المطروحة للحد من توسع القات، الذي يتناوله اليمنيون على نطاق واسع. اليمن معروف تاريخياً كأحد أقدم مصدري أجود أنواع القهوة منذ قرون، ومنه جاءت تسمية ماركات عالمية مثل "موكا"، نسبة إلى ميناء المخا اليمني، الذي كان محطة رئيسية لتصدير البن.

وكجزء من الاستجابة للحلول والمبادرات التي تطلقها منظمات مجتمعية محلية أو تدعمها جهات دولية، شهدت السنوات الأخيرة توسعاً في زراعة القهوة. وفي هذا السياق، تقول وزارة الزراعة والري في صنعاء إنها وزعت خلال الأعوام الأخيرة ملايين الشتلات لزيادة المساحة المزروعة بشجرة البن في العديد من المحافظات.

بديل عن القات ولكن

وعلى الرغم من أن القهوة تمثل البديل الاقتصادي والثقافي الذي يشجع المزارعين على البحث عن بدائل للقات، إلا أن هذا التوجه يواجه العديد من التحديات. يقول أحمد عبدالله لـDW عربية إن أبرزها شح المياه، بالإضافة إلى عدم وجود خزانات مائية للاستفادة من الأمطار والسيول، فضلاً عن غياب الدعم الحكومي اللازم.

كما يشتكي مزارعون "من قيام بعض التجار باستيراد بن من الخارج ومن ثم يقومون بإعادة تصديره على انه بن يمني الأمر الذي انعكس سلبا على المزارعين بشكل خاص وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام"، وفقاً للمتحدث. ومع ذلك فإنه ينصح المزارعين بالقول "عليكم بزراعة هذه الشجرة (القهوة)، فلا عز لنا الا بزراعتها وحصنوا أنفسكم من الفقر بفضلها وبها نعيد مجد أسلافنا وهي ماضٍ أيضا حاضر ومستقبل".

تجديد في مناطق الزراعة التقليدية

التوجه إلى زراعة القهوة، لا يتطلب بالضرورة أراضٍ جديدة، كما هو بالنسبة لطه أحمد مزارع خمسيني، من محافظة إب جنوب غرب اليمن، فبعد أن تدهورت شجرة البن في أرضه، يقول إنه قام بتجديدها بزراعة شتلات جديدة محسنة بدلاً عن تلك التي تأثرت بمرور السنوات.

وعن إمكانية زراعة البن فيأراض جديدة، يقول أحمد لـ DW عربية، إن هذه الزراعة تبقى محصورة في ظروف تربة وري مناسبة، "لا تناسب المرتفعات" حيث المدرجات الزراعية المنحوتة في المناطق الجبلية، والتي تفتقر إلى تربة خصبة كافية للاحتفاظ بالماء أطول. ولذلك فإن الأخيرة بنظره تظل أكثر ملاءمة للزراعات الموسمية مثل الحبوب أو للقات، الذي يمكن ريه وقطفه أكثر من مرة خلال العام، مما يجعله أكثر استنزافاً للمياه.

تشجيع لا يرقى إلى الدور المطلوب

إلى جانب الدوافع الثقافية والتاريخية، يحصد التوجه نحو زراعة القهوة دعماً من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، مثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. فقد أطلق البرنامج مشروعاً منذ ثلاث سنوات لدعم التحول "من القات إلى البن" بهدف تعزيز المناخ والأمن الغذائي.

ويشمل المشروع تحليل سلسلة القيمة لإنتاج القات، مع التركيز على الفوائد المالية وفرص كسب العيش التي يوفرها القطاع، وتقديم توصيات حول تعزيز سلسلة قيمة البن كبديل ووفقاً لدراسة نشرها البرنامج بعنوان "تحليل سلسلة قيمة القات والبن في اليمن"، يُعد القات عاملاً رئيسياً في الفقر، حيث يستهلك حوالي 40 بالمائة من الموارد المائية ويغطي 15 بالمائة من الأراضي الزراعية، مما يعيق الزراعة المستدامة. في المقابل، تتميز زراعة القهوة باستخدام موارد مائية أقل، مما يجعلها خياراً مستداماً في ظل شح المياه.

وعلى الرغم من التحديات، التي تقر بها أيضاً تقارير حكومية اطلعت DW عربية، على نسخة منها، بما في ذلك ضعف خصوبة التربة، وعدم انتظام هطول الأمطار، وارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، مما يزيد من صعوبة تطوير هذا القطاع. إلا أن الخبراء والمزارعين يؤكدون على الحاجة إلى دعم أكبر من الحكومة ومن المنظمات غير الحكومية، سواء في الجوانب التوعوية أو في الأدوات والأساليب الزراعية الحديثة التي تسهم في تحول زراعة القهوة على حساب القات، وفي تحقيق حلم يتقدم بخطوات بطيئة إلى واقعٍ ملموس، يجد نتائجه الاقتصادية والاجتماعية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الاعلان عن قائد اعلى للقوات في حضرموت وراتب الف سعودي للجندي

كريتر سكاي | 757 قراءة 

بيان أمريكي جديد ضد الحوثييـ.ـن ودعوات الى تحرك عاجل!

صوت العاصمة | 718 قراءة 

عاجل:انفجار عنيف وغير مسبوق قبل قليل

كريتر سكاي | 706 قراءة 

الاعلان عن صرف المرتبات من جديد

كريتر سكاي | 513 قراءة 

مصرع قيادي حوثي كبير بحادث غامض

المنتصف نت | 401 قراءة 

معارك عسكرية بين القوات الجنوبية وهؤلاء

كريتر سكاي | 400 قراءة 

واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته للمليشيات الحوثية في اليمن والتزم به عبدالملك الحوثي مطيعا

مأرب برس | 375 قراءة 

صواريخ تهز البحر الأحمر.. وبريطانيا تُطلق "تحذير الطوارئ"

مساحة نت | 335 قراءة 

تعرض طالبة في الصف التاسع لإغتصاب داخل مدرسة بتعز.. والضحية تروي تفاصيل صادمة

المشهد اليمني | 331 قراءة 

تسجيل جديد لـ الشيخ صالح حنتوس قبل استشهاده: اليوم عندي وبكره عندكم.. وعند الله نختصم - [استمع]

بوابتي | 279 قراءة