يمن ديلي نيوز:
قالت جماعة الحوثي المصنفة إرهابية مساء اليوم السبت 28 ديسمبر/كانون الأول إنها أسقطت طائرة أمريكية نوع إم كيو 9 أثناء قيامها “بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة البيضاء” (وسط اليمن)، بصاروخ أرض جو، محلي الصنع.
وأفاد المتحدث العسكري لجماعة الحوثي “يحيى سريع” أن الطائرة التي أسقطت اليوم هي الثالثة عشر التي تمكنت من إسقاطها خلال ما وصفتها بـ”معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادًا لغزة”.
تحظى عمليات إسقاط الطائرات الأمريكية المسيرة “إم كيو 9” بتغطية إعلامية واسعة من قبل جماعة الحوثي يشاركها في ذلك الإعلام الروسي والإيراني.
ورصد “يمن ديلي نيوز” نشر قناة روسيا اليوم – أحد الوسائل الإعلامية الروسية الرسمية – سلسلة تقارير عن إسقاط الحوثيين لطائرات إم كيو الأمريكية، كما نشرت تقارير مصاحبة تظهر قدرات هذه الطائرة.
الاهتمام الإعلامي الدولي وخاصة الروسي بإسقاط الحوثيين للطائرات الأمريكية إم كيو 9، وتضخيم قدرات هذه الطائرة دفع البعض للحديث عن تسليح روسي أو صيني للحوثيين لمواجهة خصمهم “الولايات المتحدة الأمريكية” على الأرض اليمنية.
يقول الخبير والمحلل العسكري العقيد “ياسر صالح” إن الطائرات الأمريكية التي يعلن الحوثيون إسقاطها هي طائرات مسيرة حديثة ومتطورة، لكن إسقاطها ليس بالأمر الصعب وليس بالإعجاز.
وأضاف في حديث سابق مع “يمن ديلي نيوز”: بإمكان الدفاعات الجوية التقليدية إسقاطها لأن الطيران المسير عادة هو أقل قدرة على المناورة وأقل سرعة من الطيران النفاث ومهامه استطلاعية، وبالتالي من مهامه أن يكون حائمًا في المنطقة لفترة طويلة فيسهل عملية الكشف والاستهداف.
وأردف: كما أن السرعة غير الفائقة وعدم الارتفاع المطلوب أيضًا يسهل من عمليات الإسقاط، ولا يعني ذلك أن هناك قدرات نوعية تحتاجها لإسقاط مثل هذه الطائرة.
وتابع: إسقاط العديد من الطائرات من قبل جماعة الحوثي أمر متاح لأي أسلحة تقليدية، ونحن نعلم أن الجماعة تمتلك منظومة سام 6 التابعة للجيش اليمني سابقًا وأيضًا منظومات أخرى من الدفاع الجوي، وبالتالي عملية إسقاطها ليست بالعملية الإعجازية.
وقال إن عدم وجود طائرات مرافقة للطائرات الأمريكية “إم كيو 9” التي تستطيع أن تكشف مصدر إطلاق صاروخ الدفاع الجوي وتقوم باستهدافه كما يحدث في عملية التحليق بالطيران النفاث أثناء تنفيذ مهام قتالية، كل هذا يجعل من إمكانية الاستهداف ممكنة.
وتحدث “ياسر صالح” عن مبالغة إعلامية من قبل جماعة الحوثي جعلت من إسقاط الطائرات إم كيو 9 انتصارًا حقيقيًا، وهي ليست سوى عملية إسقاط لطائرة مسيرة مثل بقية الطائرات وتتميز بأنها أكثر دقة ولديها قدرة على الطيران في الجو لساعات أطول من مثيلاتها من الصناعات الأخرى.
وعن فرضية وجود جهات دولية أمدت الحوثيين بأسلحة نوعية قادرة على إسقاط الطائرات إم كيو، قال “ياسر صالح”: نعم هناك أسلحة حديثة وصلت إلى الجماعة الحوثية خصوصًا الأسلحة البحرية والأسلحة البالستية والطيران المسير.
وأضاف: العالم يعيش حربًا سياسية وصراع هيمنة ونفوذ سيمتد إلى نهاية هذا العقد، وبالتالي الكثير من التحالفات الجيوسياسية سنشاهدها في الأيام القادمة وإن كانت من تحت الطاولة، والكثير من التحالفات أيضًا ستنفك عن بعضها.
وتابع: بمعنى آخر: العالم يتم تقاسمه من جديد، وبالتالي كثير من المصالح ستتقاطع مع الدول المتنافسة على الهيمنة والنفوذ العالمي، والجميع يبحث عن شراكات، وبما أن اليمن تمتلك أهمية جيوسياسية وجبلية عالية فستسعى جميع الأطراف إلى أن تكون حاضرة فيها، وهذا ما لاحظناه في الامتداد الإيراني في هذه الرقعة الجغرافية حيث استطاعت أن توجد نفسها في معادلة الأمن والسلم الدوليين كرقم صعب.
وأردف: بالتالي أتصور أن التقارب الأخير مع الروس أيضًا يسعى إلى أن يكون حاضرًا في هذه المعركة الجيوسياسية من هذا الموقع الجيوسياسي المهم للضغط على المعسكر الغربي الذي هو في حالة حرب معه بشكل مباشر وإن كان عبر أوكرانيا.
واستدرك: لكن الأهمية الجيوسياسية للموقع اليمني تضغط كثيرًا على أوروبا بشكل خاص وعلى المصالح الدولية والحيوية بشكل عام بحكم أنه يعبر بمحاذاة اليمن ما يقارب من خمسة عشر بالمئة من حجم التجارة العالمية، وبالتالي يمكن أن تكون هناك مصالح كبيرة لأطراف الصراع الدولي.
واختتم حديثه: بالتالي ستسعى أطراف الصراع الدولي إلى أن يكون لها مكان في هذه الرقعة الجغرافية سواء مع جماعة الحوثي أو أي جماعة أخرى ممكن أن تكون مسيطرة كما هو في القرن الإفريقي.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news