نشر الباحث والكاتب السوري محمد ياسين حمودة الملقب بـ نارام سرجون مقال وجهه إلى الشعب السوري قال فيه إن الأسد قتل بطعنتين.
وقال ” اوجه مقالي هذا الى كل سوري أينما كان إصطفافه السياسي والمكاني، وهدفي أن يكون محاولة لتوثيق حقيقة أعتقد أن السوريين بحاجة الآن أو في يوم من الأيام لمعرفتها للإجابة على أسئلة منطقية سيسألونها حول ما جرى من سقوط مدو لسورية كل سورية.
معلوم أن الأسد الأبن (بشار) أستلم سدة القيادة في الجمهورية العربية السورية عام 2000 كوريث لوالده (حافظ) الذي ترك بصمة قوية في تاريخ السياسة السورية ومكانة السياسة الخارجية لسورية.
وقد رافق تسلمه السلطة أملا شعبيا داخليا في نقل السوريين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا إلى حالات افضل من الازدهار والتقدم..
وأملا خارجيا عربيا ودوليا من نقل سورية لتسويات وتفاهمات جديدة تخدم مصالح دول اقليمية وغربية
نجح إلى حد ما في الأمل الأول وكانت هناك دلائل ايجابية ومؤشرات حسابية تدل على تقدم وإحراز نجاحات كانت ستكتمل لو لم تحصل بعض الاحداث التي أخرت استكمالها كمثل: (حرب العراق، اغتيال الحريري، حرب تموز)، وأحداث أخرى ابطأت التقدم وبعض الاحداث التي الغته (الربيع العربي، الحرب في سورية).
وفي الأمل الخارجي:
الاسد هادن التركي وتعامل معه كشريك استراتيجي وفتح له أبوب سورية مستندا على تقاطع المصالح بين الدولتين الجارتين آملا في أن يسيرا معا في طريق الحرير التي سيكون لهما دورا مستقبليا بالغ الاهمية فيها..
والاسد كان صادقا في تحالفه، بينما كان التركي الاخواني ماكرا مخادعا..
بعد كل الانجازات السورية في عهد بشار الاسد السياسية: (مبادرة السلام العربية 2002، دعم المقاومة في العراق2003، دعم المقاومة اللبنانية وإعطائها سلاح كاسر للتوازن؛ صواريخ الكورنت؛ الدعم الكبير والنوعي لحماس والجهاد الاسلامي؛ واستضافتهما في دمشق، والدور الذي لعبته سوريةفي مباحثات دول البركس ومشروع طريق الحرير، الاتفاقات الثنائية مع روسيا والصين وايران وفنزويلا وكوبا والبرازيل وحتى تركيا ما بين العام 2008 والعام 2010).
والنجاحات الاقتصادية منها (نمو في الميزان التجاري وارتفاع في الإنفاق للميزانيات السنوية، وإطلاق مشاريع السوق المفتوحة، ومسح ديون سورية نهائيا، بالإضافة لإطلاق مشاريع صناعية عملاقة وخطط لمدن صناعية منتشرة على قاعدة اللامركزية الادارية
ولا ننسى الاصلاحات الداخلية في اطلاق التعديلات للقوانين التي تختص بالحياة السياسية والاعلامية في سورية وإنشاء الأحزاب “رغم أنها لم تكن كافية”.. ومشاريع إدارية كالأتمتة والمكننة الإدارية وإطلاق خطط الإصلاح الإداري والتي كان يعقد عليها آمال كبيرة.
كل ذلك والكثير غيره..
نجاحه النسبي فوق بالإضافة لعناده (الأسد) أمام الكثير من المحاولات الاميركية عبر الأميركي مباشرة او مداورة عبر قنواته الرسمية والغير رسمية، العربية منها والأجنبية، والغاية منها دفع الاسد لتنازلات هنا او تسويات هناك في ملفات عدة أهمها: (التطبيع او السلام مع إسرائيل، توقيف دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين) فك العلاقة الاستراتيجية مع إيران وجعلها علاقة عادية، إعطاء دول مثل فرنسا والشركات الاميركية إمتيازات في حقول نفطية او مشاريع آدارة المرافئ، وتشغيل بعض مرافق الانتاج الحيوية في سورية للشركات الغربية، والكثير من ما كانت تلك الدول تمني النفس فيه) .
نجاحه النسبي ذاك، وعناده هذا، جعل الاميركي والغرب الاوربي وعرب البيترو دولار، يقدمون للتركي صفقة “طعن الأسد”، التي تولت قطر السير فيها، وأقنعت الماكر أردوغان بتنفيذها..
وبدأ التنفيذ وطعن الأسد الطعنة الأولى في العام 2011, وظن الجميع أنها قاتلة، راحوا يبشرون ويهللون.
إلا أن الأسد المطعون صمد، وصبر، وقاوم آلامه، وساعده على ذلك رد الجميل من حزب الله له، ووفاء حليفه الايراني، فكان موقفهما ترياقا تجرعه الاسد ونهض يزئر.
شفي الاسد نسبيا، و لكن الندب التركي ظل موشوما في قلبه عميقا فالأسود لا تتسامح مع الغدر.
هنا
وبعد أن شعر الروسي بإمكانية صمود الاسد وتعافيه رغب في دور له بعدما كان متأنيا، فالطعنة ؛ الحرب ابتدأت في العام 2011 واشتد وطيسها حتى سقط اكثر من 60% من الاراضي السورية والروسي كان إما متفرجا أو ناصحا ببعض الاستشارات العسكرية فوجد الاسد فرصته في كسر التوازن وقلب كفة الميدان والسياسة لصالحه، وهكذا كان إلى حد معين.
مع مرور الوقت تبين للاسد وشركائه (الايراني وحزب الله) الكثير من الامور التي جعلت الأسئلة تطرح عن دور الروسي في الصراع، وكنا ايضا كمتتبعين ومراقبين سألنا كثيرا انفسنا لماذا لا تحسم الامور في الشمال السوري؟ كما حسمت في حمص او حلب او حتى ريف دمشق، ولماذا تتقدم القوات إلى نقطة معينة في الجنوب او في الشرق وتقف عندها؟ ثم يأتي الروسي ليدير الاتفاقات التي لم تكن ترضي الشعب في سورية وجمهور حلفائها، وكانت الاجوبة غير مقنعة، بل كنا كثيرا مانستعمل مصطلح الروسي عمبيوازن الامور ولايريد الغلبة كي يطيل بقائه ويأخذ ما يريد…
كان إحد أبرز الأحداث التي أدارها الروسي هي ملف الأسلحة الكيماوية، والتي فاجأتنا جميعا نتائجها، بل صدحت وقتها أصوات منا إتهمت الروسي وشككت بتحالفه مع الاسد، والكثير الكثير من أنصاف الحلول التي كان الروسي يستطيع برأينا أن يقدم نتائج أفضل لنا منها.
جميعنا اليوم إن راجعنا تلك المراحل بتفاصيلها سنجد أنفسنا في حيرة من تعامل الروسي ورضائه بأنصاف الحلول وقتها… وقد نجد اليوم بعد ما تكشف وسيتكشف لنا قد نجد بعض اجابات تلك المرحلة، والتي ستصدمنا وسيصدمنا عدم فهمنا لها في وقتها وعدم فهم وانتباه الاسد لتلك الثغرات او الدلائل التي تجعله يأخذ في الحد الأدنى حذره من ذلك الدب الروسي.
أستمر الأسد في تقديم كل شي يريده الروسي بل وأعطاه الكثير ولم يأخذ منه إلا القليل، والقليل الضار وليس القليل المفيد، واستمر الروسي على حاله واستمرت وعوده للاسد، خصوصا في ملف الدفاعات الجوية الكاسرة للتفوق الاسرائيلي بالإضافة لملف التواجد العسكري التركي ولم يتحقق شيء..
إلا أن الأسد لا يملك الكثير من البدائل، ولا يوجد لديه حلول أخرى، فتريث على قاعدة “الموعود أفضل من المبعود وصبر وتصبّر ولم يحصل على مراده.
استمر التململ والمحاولات، وكان الروسي يتذرع بالطلب من الاسد التنازل للتركي، ولكن ندب الطعنة لم يندمل بعد عند الأسد لانه كان في روحه ونفسه وروح ونفس ابناء شعبه، وكان الاسد يطلب من الروسي الضغط على التركي بالعودة اولا لاتفاق أضنة، والمصالحة تكون على اساس السيادة السورية.
وكان الروسي عاجز في الضغط على التركي بان يسحب قواته.
التحول الروسي الفعلي بدأ بعد عملية طوفان الاقصى كان الروسي قبلها يحاول بالضغط على الاسد في ملف التواجد الايراني ويرسل رسائل لم نفهمها يومها كرسالة اغتيال قاسم سليماني والتي ساعد الروسي في توفير بعض المعلومات فيها عبر بعض ضباطه السوريين الذين جندهم لمصلحته ومثلها الكثير من الاغتيالات التي قام بها الاسرائيلي مباشرة بعد تقديم الروسي المعلومات له…
إثر كثرة الاغتيالات للمستشارين الإيرانيين ابتدأ الاسد يتململ من البرود الروسي وقام بتعديلات أمنية كثيرة لم يسبق لسورية أن غيرت خلال عام واحد مرتين قادة لاجهزة أمنية حساسة كما فعلت في العامين الماضيين فلطالما كانت الاسماء الأمنية هي بمثابة ثوابت في السياسة السورية الامنية.
لماذا طوفان الأقصى بداية تحول الروسي؟
كان الروسي قرأ جيدا خطاب النتنياهو يوم أعلن الحرب على غزة، ووعد أنها ستكون حرب تطبيق الشرق الاوسط الجديد، وفهم الروسي جدية الاسرائيلي وقرر أن يستثمر فيها على عكس الاسد ومحور المقاومة، اللذين لم يقرأوا خطاب النتياهو جيدا، فلو فهموا جدية ما عناه وقصده النتنياهو لكانوا غيروا التكتيك، ولم يفتحوا (اقله) حرب إسناد في جنوب لبنان، بل كانوا جعلوها حرباً استباقية ودخلوا في التحام مباشر، ودخول إلى الجليل لطالما اخبرنا سماحة السيد الشهيد استعداد الرضوان له، وفي الحد الاكثر) كان قرار فتح جبهة الجولان وباقي الجبهات دفعة واحدة خيار صائب وممكن وذو جدوى مائة في المائة.
كان الروسي يراقب ويتشاور مع التركي والاسرائيلي، وبذكائه الثاقب عرف أين هي مصلحته ودعى الاسد للتريث والمسير معه في الصفقة فوجد رفضا أسديا.. إلا انه ظل يأمل أن يلين الاسد، وراحوا جميعا يتداورون في تقديم الافكار في صفقة للاسد.. الاسرائيلي عبر الاردني والإماراتي، والأميركي عبر السعودي وحتى رئيس وزراء العراق التقى الأسد مبعوثا من الأميركي في محاولة أخيرة، ورفض الاسد صفقتهم وكان محقا في رفضه، وقدم الاسد صفقته للسعودي ووعد من قبل السعودي والاماراتي بالعمل والدعم لها ومحاولة تسويقها، وتريثوه إنتظارا واستخدموا معه اضاعة الوقت حتى بدأ النتنياهو في المرحلة الثانية من حربه واعلن الحرب على لبنان، وكان وقتها الامارتي والسعودي داعمين بشدة لها ليجددوا اتصالاتهم بالاسد ويحاولوا لعله يبدل وما بدل فراحوا يعدوه ليضيعوا الوقت حتى يفقدالاسدأوراقا كان يملكها او يضعفوه بإضعاف الورقة نفسها كورقة حزب الله التي أوعز الروسي لمجموعة من ضباطه في المناطق التي له فيها سيطرة على إغلاق مكاتب خدمية لحزب الله وسربوا معلوماتها وصور اغلاقها ورفع بعض الصور لمنظومة الاعلام العبرية العربية التي ضجت في نشرها مما هز بعض الثقة وزرع مسماراً فيها…
الصفقة الامريكية للأسد :
1- إخراج الإيراني من سورية بشكل كامل.
2- توقيف امداده لحزب الله وإخراجه من سورية وقطع العلاقة معه.
3- طرد كافة الميلشيات العراقية المسلحة وغيرها المتواجدة في اراضي سورية والتي يسيطر عليها الاسد.
4- إنهاء المنظمات الفلسطينية في سورية وطرد قادتها.
5- الجلوس على طاولة المفاوضات للتطبيع.
(للتطبيع كمرحلة اولى والسلام مرحلة ثانية على قاعدة المقترح الاميركي للسلام والذي يجعل الدولة في سورية ضامنة لأمن اسرائيل وذلك بالتعهد بعدم التسلح والإلتزام بعديد معين للقوات المسلحة السورية والموافقة على وجود وتثبيت قاعدة اميركية للاعمال اللوجستية والمراقبة.
6- الموافقة على إقامة حكم محلي لا مركزي للأكراد بناءا على خارطة مرفقة بالملحقات.
7 – يكون الروسي والأميركي والفرنسي والسعودي ضامنين للصفقة .
مقابل ذلك كله ترفع العقوبات كلها ويقدم لسورية مبلغ بدل تعويض اقتصادي مباشر ابتدأ في المرة الاولى بثلاثين (30) مليار دولار وازداد في اخر مرة قدمت فيها الصفقة إلى خمسين (50) مليار دولار وتقوم دول الخليج بإعادة إعمار سورية عبر صناديق دعم أممية ضامنة وتطلق يد سورية في لبنان اقتصاديا وسياسيا على قاعدة أمن اسرائيل وسلامة المكون اللبناني وفي المرة الأخيرة تم التعديل لضم طرابلس لسورية بعد خلق أحداث طائفية بموجبها تتدخل سورية وتعطي الامم المتحدة لها في طرابلس وصاية شرعية.
صفقة الأسد للأميركي:
1- تغادر القوات التركية سورية وتتجدد اتفاقية أضنة ويضاف عليها بند بإلزام تركيا المسؤولية الكاملة عن اي خرق وتحت اي ظرف ويسجل ذلك بقرار أممي في الامم المتحدة وتعلن سحب قواتها وتغادر الاراضي السورية في مدة 30 يوم من إمضاء الإتفاق وبعد أن تفكك كل التنظيمات العسكرية التابعة لها وتقدم خرائط حقول الألغام التي استحدثتها بعد العام 2011
2- ترفض سورية أي شكل من اشكال الحكم المحلي أو أي استقلالي للمكون الكردي ويتم تفكيك القوات العسكرية وتسليم أسلحتها ويعمل على التحاق من يرغب من عديدها بالتطوع في صفوف الجيش العربي السوري وينشأ برعاية عربية صندوق تنمية ودعم خاص لمناطق الجزيرة السورية (القامشلي والحسكة والرقة).
3 – ترفض سورية أي وجود أميركي لا في قواعد ثابتة ولا في تشكيلات أممية أخرى ترعى اي اتفاق وتعمل على تفكيك قواعدها وخروجها من البلاد وتسليم أماكنها للجيش العربي السوري وتفكيك أي شكل من أشكال التنظيمات المسلحة التي انشأت لمصلحتها في تلك المنطقة وإن كان من ضرورة لقاعدة مراقبة دولية لا يمكن قبول الاميركي فيها واعضاء دول النيتو فيها ويمكن القبول بقوات دولية يتم الاتفاق عليها مع الدولة السورية .
4- تضع سورية خطة تفصيلية بمغادرة كل القوات المسلحة الحليفة والصديقة والغير سورية ويستثنى وجود من هم مشمولون بإتفاقيات الدفاع المشترك .
5- يعقد مؤتمر دولي لدعم سورية واعادة الاعمار على أن يتكفل المشاركون والداعمون بجمع المبالغ المنصوص عليها في الفقرة (أ) من الباب إعادة الاعمار في الملحق المرفق.
6- يبدأ التفاوض المباشر برعاية روسية واميركية وعربية بين سورية واسرائيل على قاعدة تطبيق القررات الاممية الخاصة بالجولان السوري.
7- تعمل سورية على موافقة حزب الله للجلوس او الانخراط او دعم الحكومة اللبنانية في التفاوض مع اسرائيل على ان تضع الحكومة اللبنانية خارطة طريق لضم قوات المقاومة للجيش اللبناني بناءا على قرارات الحكومة اللبنانية .
وضعنا ما تم تداوله من افكار وإقتراحات صرحت به الكثير من المراجع الاعلامية والسياسية كي نرى لماذا رفض الاسد ما قدم له وماذا قدم هو، وبالمقارنة بينهما نستنتج أن الاسد لم يكن في المبدأ عنده مشكلة باخراج القوات الايرانية وحزب الله وغيرهم من سورية ولا مشكلة عنده في الجلوس مع الاسرائيلي مباشرة والتفاوض معه ولا ولا ولا كل ما كان ينشده ويقيس عليه مع كل الاطراف هو السيادة السورية وهي الامر الذي قاس الاسد خطواته عليها من رفض وقبول وهذا أمر فهمه الاميركي والاسرائيلي والروسي وأدرك أن هذا الرجل لا يصلح للمرحلة التي يريدون فيها إنشاء شرق اوسط جديد.
بدأت الحرب في لبنان وكانت الاطراف كلها بإستثناء الاسد ومحور المقاومة مدركين حجم الجدية “الاسرائيلية” وقرار بطشها وتدمير لبنان وحجم الخرق في المحور، وحتى الروسي كان يعلم ويدرك حجم الخروقات في جسد المحور المقاوم كله، ويدرك حجم القرار ا”لإسرائيلي” وهو “الروسي” الذي يملك من المقدرات والامكانيات التكنولوجية وشبكات العملاء العاملين لمصلحة مخابراته من اليهود الروس والروس المقيمين “باسرائيل” ما لا يعد ولا يحصى.
كانت التقديرات أن تستطيع ا”سرائيل” إنهاء حزب الله والتقدم حتى إلى صيدا وتدمير الضاحية مما يلغي امكانية تواجد عسكري لحزب الله في الجنوب وبيروت والبقاع الغربي، وحصر خطره في الهرمل وبعلبك والتي يعمل على تدميرهما تدميرا يجعل البيئة المقاومة كلها تنتقل إلى خارج لبنان بينما تفرض اسرائيل اتفاقا سياسيا رسميا في لبنان، وبذلك ينتهي الخطر الاهم عليها، لتنتقل فيما بعد لمواجهة مباشرة في سورية كانت قد هيأت لها من قبل طوفان الأقصى، إلا أن عدم قدرة إسرائيل تخطي المقاومة في الجنوب رغم كثافة الضربات وخطورتها جعل الاطراف (الاميركي الاسرائيلي والتركي) تناقش خطة كانت قد وضعتها القيادة في اسرائيل مع التركي قبل احداث طوفان الاقصى ومضمونها تجهيز قوات في الشمال السوري وتدريبها وتنظيمها والعمل على نقلها الى منطقة درعا والسويداء عبر التنف والتي كانتا (السويداء ودرعا) تحضر ارضيتهما لاستقبال القوات ومهاجمة دمشق من المنطقة الجنوبية وبدعم جوي اسرائيلي وبذلك تنهي اسرائيل التواجد الايراني وحزب الله في خطوط الجنوب السوري وتقيم منطقة خارجة عن سيطرة الدولة السوري على غرار الشريط الحدودي الذي كان قبل عام الألفين في جنوب لبنان وتحت حمايتها متصل بالاكراد في الشمال الشرقي لسورية وقاطعا التواصل بين سورية وبين العراق.
كان للتركي رأياً بتعديل الخطة والبدأ من الشمال لمعرفته بضعف جبهة الشمال بسبب تمركزه والاتفاقات بينه وبين الروسي على أن يعمل على مناقشة الخطة مع الروسي مقترحا تقديم ضمانات حماية لقاعدته في حميميم، وهدف التركي الثاني في الانطلاق من الشمال هو رغبته بأن يكون له دور كبير ويبقى مستلم زمام الامور بيده ، وقد ناقش التركي مع الروسي الفكرة، الا أن الروسي الفطين والكثير الدهاء رفض مبدأيا، وراح يناقش مع الاسد بعض الاحتمالات، والتي كان قد ناقشها بطرق مختلفة في مراحل سابقة، وكان الاسد يرفضها ورفضها ايضا…
وفي تلك الفترة أصر التركي على حلفائه البدء من الشمال ليكون له من المعركة حصة الاسد ولكي يكون في يديه زمام الامور، وافق الاسرائيلي وتمنع الاميركي عن الموافقة فبادر التركي والاسرائيلي منفردين بوضع التفاصيل الاخيرة منها قرار الاسرائيلي بالموافقة على وقف اطلاق النار في جنوب لبنان على أن يبدأ الهجوم شمالا في نفس اليوم والخطة كانت تهدف لقطع طرق امداد حزب الله عبر طريق m4 وطريق m5 ولو بالنار حيث لم يكن التركي يتوقع سقوط حلب سريعاً ووصولا سهلا لتلك الطرق، ومن ثم إلى حماة إلا أن الروسي اراد هذا السقوط ليضغط على الاسد ويضعه في زاوية لا يستطيع الخروج منها الا بموافقة الروسي على ان يدير الروسي انهاء التواجد الايراني وانهاء حزب الله في سورية ولبنان والدفع لعملية سلام كاملة تضمن بقائه في سورية وترضي التركي والاسرائيلي ويستطيع حتى مقايضتها مع الاميركي في اوكرانيا، ويبقى الاسد في الحكم بشروط روسيا وحمايتها مع موافقة اسرائيلية.
وهكذا حصل. ولكن فاجأ التركي مع مليشياته سقطت حلب بسرعة.. استعرض الروسي قوته وقصف بعض المراكز الغير حيوية كرسالة لتركيا أنه قادر ويجب التحدث معه والتفاهم قبل اي شيء وسارع بطلب الاسد بناءا للخطة التي وضعها واجهزته التي استنفرت كل قواتها وحتى استقدم قبل سقوط حلب بعض الدعم لقاعدة حميميم كان بوتين شبه متأكد أن الاسد سيرضخ ويوافقه ويخطان معا دورا جديداومرحلة جديدة في خارطة الشرق الاوسط الجديد وبالنسبة لبوتين بقاءالاسد في السلطة وخروج الايراني والقضاء على حزبالله يعني أنه اصبح الحاكم الفعلي لسورية وتثبت روسيا شرعية وجودها لخمسين عام جديد وقد يعمد لإزاحة الاسد فيما بعد وتسوية سياسية يأتي خلالها برئيس جديد يصنعه هو (بوتين) ليكون بيدقه الخاص في سورية.
كان الاسد وقيادته العسكرية والامنية المصغرة والمعروفة أنها من مجموعتين لاتتجاوز الثلاثين فردا (الامنية الرفيعة المستوى والعسكرية الرفيعة المستوى) ومن بينهم اخيه ماهر، والمعلوم أن تلك الشخصيات لا تتنقل بكثير من الحمايات واعداد غفيرة من المرافقين وفي اغلب تنقلاتهم الداخلية بين الفروع في دمشق يتنقلون بشكل فردي او بمرافقة فرد او اثنين من الحراسة الشخصية.
كان الاسد وقيادته أعطوا كل الاوامر للاستعداد للمواجهة وتشاور والايراني الذي ابدى استعداد ونسق مع العراقي وكانت اجوائهما مشجعة ومتوافقة مع الاسد وحزب الله ايضا بالاضافة لكل الهبات الشعبية والتجنيد وقام بتوقيع قرار زيادة الرواتب كان الروسي يدرك أن الاسد اخذ القرار وانتهى الامر فقرر (بوتين) أن يتصرف بناءً لمصلحة روسيا العليا، فماذا يعني ذلك؟
بالنسبة لبوتين مصلحة روسيا العليا تقضي بالتالي:
المعلومات لدى الروس تقول أن التركي أعد عدته جيدا واي تدخل ايراني او عراقي مباشر سيتدخل التركي مع الاسرائيلي بشكل مباشر وبالتالي ستطول مدة الصراع ويستنزف هو والسوري والايراني وتنتهي المعركة بخسارته ومحور المقاومة، وهو في وضع لا يسمح باي استنزاف غير محسوم النتيجة لمصلحته،
إذا الاسد يغامر في مصلحة روسيا ولا يفكر الا بثباته على موقفه ولديه افكار خطيرة على تواجد روسيا في سورية، و في حال نجح الاسدفي فرض معادلة صمود تتعب الاسرائيلي وتجعله ينهك (الاسرائيلي) فيرضخ وبالتالي بالنسبة لبوتين وروسيا هذا يجعلهما في وضع غير سليم وغير محبذ.
لذلك مصلحة روسيا العليا تقضي بإزاحة الاسد والمعركة بدأت والوقت قصير لا يسمح لبوتين بالمناورة ابدا.
أخذ بوتين القرار بإستدعاء الاسد لروسيا ليتم مناقشته لاهمية الوضع، وكثرة المستجدات. وهنا نتوقع منطقيا أن الاسد شرح لبوتين وجهة نظره التي من المنطق الطبيعي أن تكون قرارا بالمواجهة بناءا على قدرات سورية وحلفائها من المقاومة.
وبالنسبة للأسد أنها حرب وجود وكان اخذ قرار بزيادة الرواتب للعسكريين واعطى كل قرارات الاستعداد وكانت بعض كتائب وفرق الجيش باشرت بالهجوم على بعض المواقع في حماه..
وهنا ماذا يتوقع واحدنا رد بوتين؟
الاكيد والمنطقي انه رفض القرار جملة وتفصيلا.
فإذا،
هل عاد الاسد إلى دمشق؟ او بقي محجوزا باقامة جبرية مشددة هو وبشار الجعفري ومن كان برفقته؟
للإجابة يجب فتح تحقيق يبدأ من مطار دمشق وكاميرات المراقبة فيه، والشهود عند الذهاب وعند الإياب ، إن كان حصل عودة وثبتت، فهناك أسئلة اعمق تطرح نفسها وبقوة، وهي:
إن عاد الاسد فعلا فكيف اختفى؟
ولماذا ياخذ قرارا بالتنحي فجأة؟؟
لماذا يمنع الجيش من المواجهة؟
لماذا لم يترك لقيادته أخذ القرار؟؟؟
ولماذا لم يصدر أي بيان رسمي منه؟؟؟
وهو الذي يملك من القدرة والقاعدة الشعبية مايجعله يطل على الناس ويبلغهم قرار التنحي، متذرعا بدرء الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة، ويشكرهم وينقل صلاحياته لرئيس الوزراء، ويرحل مودعا شعبه ووادعا سورية في عين الله، وعدا انه سيكمل نضاله من اجل مصلحة سورية في مرحلة سياسية قادمة.
لماذا لم يفعل كل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا هذا الغموض في مصيره واخيه وقيادته العسكرية والامنية والسياسية حتى من مستشارين وسفراء مقربين امثال بشار الجعفري؟؟؟؟؟؟
أيها السوريون أيها الشعب السوري إن كان الاسد قد رحل طوعا وهذا مناف للقبول العقلي والمنطقي بعد كل هذا السرد المنطقي؛ فلماذا لا يظهر من موسكو بلقاء او تصريح؟ ولماذا يفعل بتاريخه وتاريخ والده وطائفته كل هذا الاحراج والخذلان إن لم نقل ذل؟ ولماذا ولماذا والف لماذا ؟
هل من عاقل ومتنبه منكم لم يدرك او يلمس أن في أداء الروسي وغموضه والنتيجة التي أزالت سورية من خريطة الوجود أمرا مخفيا؟؟؟؟
وهل يعقل أن يحصل كل ذلك ولا نشغل عقولنا في البحث والاستنتاج والتحقق المنطقي قبل اي تحقيق واقعي؟
العاقل يدرك أن الاسد لم يهرب ولم يتنحى ولم يسلك طريق المساومات الغرارة ولم يتنازل فما كان من بوتين إلا توجيه طعنة ثانية له ولكنها في هذه المرة قاتلة له ولسورية ولمحور المقاومة.
الأسد قتل بطعنتين الاولى من العالم كله عبر التركي والثانية من بوتين ليتلطخ على تاريخ روسيا وصمة عار الخيانة والغدر ويسجل التاريخ ثأرا جديدا وعدوا جديدا للسوريين عبر اجيالهم فالروس منطقيا سيحملوا دم سورية عليهم وابنائهم من بعدهم كما يحمل اليهود دم ياسوع النصراني السوري ابد الدهر…
اخوتي واهلي السوريين:
كل من يقرأ هذا المقال سيولد لديه الكثير من الاسئلة ومنها:
ماذا استفاد بوتين وكيف يحقق غاية روسيا العليا؟
ومنها لقد اعلن الكرملين إعطاء الرئيس الأسد مع عائلته اللجوء (الحماية) السياسية فكيف ذلك؟
ومنها عن الدور الاميركي؟
منها ايضا اي دور للايراني وحزب الله وكيف غادروا؟
ومنها كيف حصل ومتى امتلك الروسي هذه القدرة على تنفيذ ما نفذ؟؟
ومنها كيف أن ضباط وقيادات الالوية والفرق والقطاعات مرروا هكذا أمر بالتسليم والانسحاب ؟
لكل الاسئلة أجوبة وأجوبة منطقية وبعضها ستجيب عليه الايام القادمة.
إلا أني هنا سأجيب عن سؤال واحد للدلالة على طريقة تفكير تجعلنا نجيب على باقي الاسئلة وهو: دور الايراني وحزب الله وكيف غادروا ؟
تفكروا معي ألم نشاهد فيديوهات للحشد الشعبي وقد قطع الحدود العراقية وبنفس الوقت شهدنا فيديو لانسحاب كتيبة من الجيش السوري للواء المكلف بالانتشار في دير الزور، وكان بنفس الوقت مقتدى الصدر يهدد بالويل والثبور وعظائم الامور إن تدخل الحشد في سورية، والتركي صرح رسميا بإمكانية تدخل جيشه مباشرة في الصراع ،
طيب كونو مكان الحشد وهذه هي المعطيات امامكم مع خبر انسحاب القطعات العسكرية في الجيش السوري إلى دمشق فماذا انتم فاعلون؟
وقد يكون بوتين طلب التروي عبر غرفة العمليات العراقية الروسية الإيرانية المشتركة لانه سيحاول ايقاف الحرب بالتواصل مع التركي جاء إعلان اتصاله بإردوغان وتبليغه رغبته بإيقاف الهجوم بأسرع وقت ممكن.
إن الامور واضحة وضوح الشمس.. الروسي عمل لخداع الجميع ونجح.
أما حزب الله الذي ارسل 2000 مقاتل من نخبة جنده او فرقه إلى حمص وقد وصل قسم منهم حمص بينما انتشر الباقي في منطقة القصير هؤلاء انسحبوا ليلا بعد أن لاحظوا تسليم الجيش وانسحابه وكانوا متفاجئين جدا فهل غدر الاسد بحزب الله ايضا؟ بالله عليكم اعملوا عقولكم ولا تدعوا بوتين يستغبيكم .
أما الايراني وصلته المعلومات مساء ليلة الجمعة السبت أن أمرا عظيما يحدث، فأجرى محاولات الاتصال بالقيادات فلم تستجب اغلبها. أدرك أن في الامر خيانة فقام بالانسحاب قدر المستطاع من دمشق وقد عبرت حسب مصادر القنوات الاخبارية العربية طائرة مدنية الى العراق يرجح انها نقلت المستشارين والضباط الرفيعي المستوى وشوهدت بعض الفيديوهات لأعداد كبيرة في الست زينب (سلام الله عليها) تهرب على ملئ وجهها فما رأيكم يرحمكم الله ؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news