أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” – محمد العياشي:
في ليلة حالكة الظلام، وتحديداً في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، استيقظ “حسن محمد نايف حيص” بشعور غريب.
كانت أصوات الضرب على الصفيح تملأ المكان، وشيئاً فشيئاً اقترب الصوت من مهجعه.
أدرك حسن أن هناك أمراً غير اعتيادي يحدث داخل أسوار السجن، شعورٌ راوده منذ سقوط النظام الذي طالما عانى من ظلمه، عندما بدأت قصة حسن تتشكل في خضم الأحداث الدرامية التي غيرت مصير أمة.
“حسن” يبلغ بالغ من العمر 77 عاماً، وهو من مواليد محافظة إدلب ويقيم حالياً في دمشق بعد خروجه من السجن.
يقول: “لـ” يمن ديلي نيوز” لم نكن نعلم ما الذي يحدث، لكن عندما بدأ الضرب على الأبواب أمامنا، أدركنا أن شيئاً ما قد تغير.”
ويضيف: “سمعنا أصوات رفاقنا من مهاجع أخرى، وعندها تأكدنا أن النظام قد سقط وأن بشار قد هرب، بالرغم من ادعاءاته الوطنية!”
“حسن” أب لثمانية أبناء، جميعهم جامعيون، لم يكن يتوقع أن يشهد هذا اليوم التاريخي. لقد عانى من ظروف قاسية خلال حياته، فقد تعرض للاعتقال والسجن بسبب عمله الحساس كمترجم للغة الكورية الشمالية والإنجليزية في مؤسسة حكومية رفيعة المستوى.
يروي حسن قصته لـ “يمن ديلي نيوز” قائلاً: “تعرضت لانتهاكات جسيمة من قبل النظام، ففي أحداث الثمانينات، تم ضربي وإهانتي، ووصل الأمر إلى تهديدي بالإعدام.
لقد وضعوني تحت إطلاق النار لمدة نصف ساعة، لكنني نجوت بأعجوبة.” ويضيف: “لقد عانى جاري أيضاً من الظلم، حيث سُجن لمدة ثماني سنوات بتهمة كاذبة، وهذا مثال على الظلم الذي تعرض له الكثيرون.”
وفي حديثه عن تجربة اعتقاله، يذكر حسن لـ “يمن ديلي نيوز”: “تم اعتقالي في 15 يونيو/حزيران 2019، وأُخذت إلى فرع فلسطين (235) ثم إلى المربع الأمني وصيدنايا. قضيت سنوات طويلة في السجون، بدون شمس.”
وفي حديثه عن دور إيران في الانتهاكات التي تعرض لها آلاف المعتقلين يقول: سمعت قصة من أحد الأشخاص عن طريقة قتل العميد الطيار، الذي يُكنى عبد الحي.
كانوا يقومون بتعذيبه بشمعة، حيث كانوا يجلسونه على كرسي ويشعلون شمعة تحت مقعده، وكلما احترقت الشمعة، كان جهاز يرفعها حتى يبقى تأثير الحرارة عليه.
كما كانوا يضعون الشمعة في منطقة العجان بين القبل والدبر حتى مات. هذا من أفكار الشيطان، شيطان الشرق الأوسط، إيران.
مع سقوط النظام، تغيرت حياة حسن وأسرته. يقول: “نطمح إلى نظام ديمقراطي حر ينصف الجميع ويعالج القضايا الكبرى.”
كانت أسرة “حسن” تعيش في الأردن حيث اضطرت عائلته إلى مغادرة سوريا والاستقرار في الأردن منذ عام 2012 بسبب الظروف الصعبة في ظل نظام المجرم، حيث تعرض لتهديدات من مجهولين. كما يقول.
يتحدث “حسن” عن آماله لسوريا ما بعد الاعتقال، فيرى أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها وأن يتم القبض على القادة الفاسدين ومحاكمتهم. يتطلع إلى حكومة حكيمة تنصف الناس وتعيد الحقوق إلى المظلومين.
وتطرق حسن إلى دور المجتمع الدولي قائلاً: “يجب أن يكون هناك نظام دولي عادل. لا يمكن تحقيق العدالة بالكيل بمكيالين. نأمل أن ينصف المجتمع الدولي المظلومين ويعمل على تحقيق العدالة.”
رسالة حسن للشباب السوري ملؤها الأمل والتفاؤل، فهو يحثهم على التحلي بالضمير اليقظ والانتماء الوطني والمساهمة في إعادة بناء سوريا على أسس العدالة والقانون.
كما يوجه رسالة إلى إخوانه في اليمن، منتقداً الدور الإيراني في المنطقة، واصفاً إياه بالاستعماري الخبيث.
أما فيما يتعلق بوجود يمنيين في السجن، رد حسن: “لا أستطيع الإجابة على هذا الأمر، لأنني لم أكن أتجول في السجن بحرية، وإنما كان بجانبنا ملجأ الأجانب، حيث كان هناك اثنان، أحدهما أردني والآخر لبناني.”
يقول نجل “حسن حيص” لـ يمن ديلي نيوز : “كنا نتعرف على حياته من خلال سماسرة، مقابل دفع مبلغ بالدولار. كنا نتواصل ونتلقى المعلومات عبر الهاتف. لم نعرف اهتماماته، حتى والدي لم يكن يعرفها.”
وختم حسن حديثه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح الثورة السورية، وندعو الله لهم بالخير. لقد أزالوا عن الأمة شراً، كان الله اعلم بنهايته، فنحن لهم شاكرون.
قصة حسن محمد نايف حيص هي بمثابة ملحمة كفاح وتحدٍّ ضد الظلم والقهر. لقد عانى هذا الرجل وأسرته من ويلات ظلم المجرم بشار الأسد.
قصة تُروى لأجيال المستقبل، لتكون شاهداً على قوة الإرادة والصمود في وجه الظروف القاسية.
مرتبط
الوسوم
اليمنيين في سوريا
تحرير سوريا
سجن صيدنايا
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news