تزف العاصمة السعودية الرياض، لجميع اليمنيين بلا استثناء، بشرى سارة انتظروها طويلا، من شأنها طي معاناتهم المعيشية الناجم عن توقف صرف الرواتب وتصدير النفط والغاز وانقسام البنك المركزي اليمني وطبعات العملة وسعر الصرف مقابل العملات الاجنبية، وتبعاتها على الاوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية بعموم البلاد.
واستضافت الرياض، الثلاثاء (17 ديسمبر) أول جولة مفاوضات بين الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن الملف الاقتصادي واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب جميع موظفي الدولة وتوحيد البنك المركزي اليمني وطبعات العملة المحلية.
كشفت هذا مصادر سياسية متطابقة بينها، مراسل قناة "ابوظبي" الاماراتية في اليمن، الاعلامي صلاح بن لغبر، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، نقل فيها أن الاجتماع ينعقد الثلاثاء (17 ديسمبر)، ويتضمن تقديم تنازلات جديدة للحوثيين.
وقال لغبر: "اجتماع مهم مرتقب في الرياض، غدًا الثلاثاء، بخصوص اليمن، وسط أنباء غير مؤكدة عن تواجد غير معلن لوفد الحوثيين". وأردف: "المناقشات في إطار الجهود الرامية لتنفيذ خارطة طريق تسعى إلى تسليم متدرج وسلس للسلطة، تحت هيمنة الحوثيين".
مضيفا: "خطوة التنازل القادمة ستكون توحيد البنك المركزي، للمزيد من شرعنة سيطرة الحوثيين على اليمن مقابل موافقتهم على استئناف تصدير النفط، على أن تُورد عائداته إلى البنك الموحد". وتابع قائلا: "هذا الاتفاق، إن تم، يمثل مكسبًا كبيرًا للحوثيين".
وأشار إلى أن هذا الاجتماع وتنازلاته "يعزز من قبضتهم الاقتصادية على المناطق التي يسيطرون عليها، خاصة بعد سلسلة من التنازلات السابقة التي اعتُبرت خطوات أساسية نحو ترسيخ سلطتهم". ذاكرا منها "فتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة، وتسليم طائرات اليمنية".
يؤكد هذا التسريب، تراجع الشرعية عن قرار الحسم العسكري، بفعل "ضغوط سعودية غير مسبوقة، استطاعت الغاء أو تأجيل معركة الحسم للحرب" مع جماعة الحوثي الانقلابية، في اللحظات الاخيرة السابقة لقرار استئناف الحرب بمختلف الجبهات، بموجب الخطة العسكرية المقررة باتفاق ابوظبي.
وجاء التراجع عقب يومين، على طلب الشرعية اليمنية، رسميا، تدخلا عسكريا امريكيا واسعا في اليمن دعما لمعركة الحسم مع الحوثيين، التي كان اقرها اتفاق ابوظبي بشأن استئناف الحرب في اليمن لانهاء تهديدات الحوثيين للملاحة، عبر تحالف اقليمي بقيادة الامارات ودعم اميركا وبريطانيا.
ترافق طلب الشرعية اليمنية رسميا من الولايات المتحدة الامريكية، بدعم استئناف الحرب ضد جماعة الحوثي، مع توجيه القائد العام لألوية "العمالقة الجنوبية" والمشرف على مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) وزير الخارجية بحشد الدعم الدولي لاستئناف الحرب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news