ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وهو ينثر الوعود للشعب الأمريكي ويدغدغ مشاعرهم بأن همه الأكبر سيكون تحقيق الرفاهية والعيش والرغيد لهم، وسيخلصهم بشكل نهائي من المهاجرين الذين يدخلون أمريكا بطريقة غير شرعية ويقومون بارتكاب الجرائم ويثيرون الفوضى والخراب ويروعون كل مواطن أمريكي.
وعلى الصعيد الدولي فقد ظهر كحمامة سلام، ووعد بأنه سيطفئ كل الحروب المشتعلة في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط لأنها تهدد العالم بحرب كونية نووية ستدمر الكرة الأرضية ومن عليها، ولن يكون هناك منتصر بل سيكون الجميع خاسر فلا رابح بحرب نووية.
ويبدوا ان كلام ترامب ووعوده ينطبق عليها القول " كلام الليل يمحوه النهار" فالفوز الكاسح الذي حققه في الانتخابات أصابه بالغرور والغطرسة، ونسي ان هذه الغطرسة التي مارسها سلفه المخرف " بايدن" هي التي جعلته وادارته في البيت الأبيض، يدفعون ثمنا غاليا، وصار أضحوكة للعالم، وأصبح الشعب الأمريكي يشعر بالخزي والعار ان يقود بلادهم هذا العجوز الذي فقد ذاكرته وصار يهرف بما لا يعرف.
ورغم تهديدات ترامب لزعيم الانقلابيين الحوثيين وتوعده بأنه سيعرف كيف يؤدبهم ويوقف المهزلة التي قاموا بها في البحر الأحمر، وكذلك معاقبتهم على جرائمهم الوحشية ضد كل أطياف الشعب اليمني، فإنه ترك الحوثي لحال سبيله، وكشف عن الزعيم الذي سينزل به أشد العقوبة، وسيطيح به من منصبه ويرميه في سلة المهملات.
فقد أعلنت أمريكا عن خطط للتحقيق في تصرف الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي" بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وطلب ترامب من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المستقبلي "كاش باتيل" أن يبدأ هذا التحقيق فور توليه منصبه، وهذا الأمر يعني بكل بساطة إن ترامب يستعد لرمي "زيلينسكي" في سلة المهملات التاريخية، فهو بحاجة إلى ظهور حكومة جديدة نوعيًا في كييف"، تلبي طلباته وتستجيب لرغباته وعدم معارضة خطته لإحلال السلام مع روسيا.
ترامب رجل ذكي، فهولا يريد أن يظهر وكأنه شخص غير موثوق ويتخلى عن حلفائه بكل سهولة، وهذا التحقيق سيزيل عنه هذه التهمة الخطيرة، وسيجعل ما يفعله منطقيا وعقلانيا، وسيدرك الجميع ان الأموال والأسلحة الهائلة التي تم تقديمها لكييف لم تحقق شيء بسبب فساد زيلينسكي ومن حوله من القيادات الأوكرانية، لأن التحقيقات ستكشف وثائق مهمة، تؤكد أن واشنطن ودول الناتو فعلوا كل شيء بشكل صحيح، لكن فساد مكتب زيلينسكي لم يسمح بتحقيق نتائج مُرضية".
حلفاء زيلينسكي الأوروبيين، لن يدافعون عنه، فهم ينظرون اليه نظرة احتقار وازدراء ويرون انه خائن ويستحق أقسى عقوبة، فقد خان شعبه وضحى بهم من اجل حفنة من الدولارات، كما ان ترامب لا يأبه لمصير زيلينسكي فقد وصفه بأنه اذكى تاجر في العالم ، وقال ترامب إن "زيلينسكي" يعرف كيف ينهب الأموال من أمريكا ومن الأوروبيين، وستثبت التحقيقات بان زيلينسكي شخصية فاسدة ومجرمة، ولا يمكن الوثوق به، وهو ما سيمكن ترامب من التخلص منه، والأهم إن ترامب سيستفيد جماهيريا داخل أمريكا، لأن ذلك سيجعله يظهر بمظهر المدافع عن أموال دافعي الضرائب، وبالتالي سيعجب هذا التوجه شريحة كبيرة من الأمريكيين العاديين، فيتخلص من زيلينسكي من جهة، وتزداد شعبيته الجارفة من جهة أخرى، ويكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news