اثار الحراك الدبلوماسي المكثّف في الرياض تساؤلات مُلحة حول طبيعة المفاوضات الجارية، ومدى جديّتها في تحقيق السلام المنشود.
وفي هذا السياق قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي، في مداخلة له على برنامج "المساء اليمني" المذاع عبر قناة بلقيس، أن الحراك السياسي واللقاءات الجارية حالياً تحمل معاني ودلالات هامة، لكنها لا تزال محاطة بالغموض، حيث لم تتسرب تفاصيلها إلى وسائل الإعلام أو الرأي العام.
وأضاف الحذيفي أن هذا الغموض يشير إلى طبيعة القرار المرتقب الذي قد ينجم عن هذه اللقاءات، والذي قد يتمثل في قرار عسكري ضد الحوثيين، في ظل ظروف إقليمية مواتية، تتضمن تقليص الدعم الإيراني وانسحابها من سوريا، بالإضافة إلى تراجع نشاط حزب الله في لبنان.
وأشار الحذيفي إلى أن الحوثيين يتعاملون بحذر مع هذا التصعيد العسكري المحتمل، حيث يسعون لعرض استعدادهم للحلول السلمية والتفاوض لتفادي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى تراجعهم من الساحة السياسية، كما حدث مع النظام السوري وحزب البعث.
وأوضح الحذيفي أن هناك سيناريوهات متعددة قد تتكشف نتيجة لهذا الحراك، حيث إذا وجدت الأطراف الفاعلة تجاوباً حقيقياً من الحوثيين، فقد يتم التوجه نحو حل سلمي. أما في حال فشل الحلول السلمية، فسيكون الخيار العسكري هو الخطوة التالية، وهو ما سيشكل ضغوطاً كبيرة على الحوثيين.
وأكد الحذيفي في ختام حديثه أن الحوثيين يدركون خطورة الوضع، مما يدفعهم لتقديم تنازلات ومبادرات مغرية للأطراف الدولية والإقليمية لتجنب نشوب الحرب، مع استمرار ترقبهم لأي تحركات عسكرية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news