يظهر اللواء الركن علي أحمد فضل البيشي الشاعري، إلى جانب رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، في الاجتماعات وبعض الزيارات ذات العلاقة بالشأن العسكري والأنشطة بالقوات والتشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.
ويحضر اجتماعات اللجنة الأمنية العليا الرسمية التي يترأس اجتماعاتها اللواء الزبيدي، بصفته عضو مجلس القيادة الرئاسي، ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري (الضالع)، بصفته رئيس اللجنة بحكم منصبه كوزير دفاع، يظهر البيشي في تلك الاجتماعات –ومثله قادة تشكيلات قوات الانتقالي- بصفته "قائد القوات البرية الجنوبية" التابعة للانتقالي منذ عينه رئيس المجلس قائدا لها منذ 2021.
يحضر قادة الانتقالي الاجتماعات الرسمية بصفاتهم الانتقالية ومرتدين أزياء وشارات الجيش الجنوبي سابقا.
وفي غير مرة ظهر البيشي على جهة الند لوزير الدفاع الفريق الداعري، مرافقا لعيدروس في زياراته ولقاءاته الرسمية والتنظيمية، وفي اجتماعات يعقدها الزبيدي في مكتبه كرئيس للانتقالي.
البيشي على يمين الفريق الداعري مع عيدروس الزبيدي خلال افتتاح الأكاديمة العسكرية العليا في عدن
البيشي واسمه الحركي (أبو طاهر)، هو من أبناء الشاعري بمحافظة الضالع، مسقط رأس عيدروس.
وهو اشتراكي سابق، وأحد الضباط الجنوبيين الذين قاتلوا في صفوف قوات الانفصال في عدن، التي كان يقودها آنذاك اللواء هيثم قاسم طاهر، الذي كان علي سالم البيض قد عينه وزيرا للدفاع في حكومة الانفصال، بعد فراره من صنعاء، حيث كان هيثم أول وزير دفاع للجمهورية اليمنية تم تعيينه بعد تحقيق الوحدة (مايو90م- مايو94م).
وكان أحد القيادات التي هربت من عدن بعد تمكن القوات الشرعية من استعادة سيطرتها على المدينة والمحافظات الجنوبية الأخرى بقيادة وزير الدفاع حينها عبدربه منصور هادي.
يعتبر البيشي أحد أقوى القيادات العسكرية للانتقالي، يجمع بين عدة صفات ومناصب، وتم تعيينه منذ بداية تشكيل قوات الانتقالي، 2025، في مواقع قيادية هامة. وله نفوذا وتأثيرا واسعا بحكم صلاحياته وارتباطه الجغرافي والايدلوجي من عيدروس.
وهو فعليا يمارس بمهام رئيس هيئة الأركان والقائد التنفيذي لـ"القوات الجنوبية" التابعة للانتقالي التي تم تشكيلها بدعم إماراتي ويتم إدارتها خارج أطر وسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
شارك في أعمال التمرد التي خاضتها قوات الانتقالي بدعم إماراتي ضد الحكومة الشرعية في عدن، أغسطس2019.
وكان داعم لأنشطة "الهيئة العليا للجيش والأمن الجنوبي" في عدن، المطالبة بتسوية أوضاع المبعدين من الجيش والأمن.
كما انخرط في قيادة العمليات المسلحة التي خاضتها قوات الانتقالي ضد قوات الحكومة الشرعية في محافظة أبين خلال 2020، مع عودة الانتقالي للتصعيد بعد توقيع اتفاق الرياض، نوفمبر2019، وعدم التزامه بتنفيذ بنود الملحق العسكري والأمني للاتفاق.
وتعرض لإصابة بليغة في المواجهات بزنجبار أبين في يونيو2020، أدت لاحقا لبتر يده اليمنى.
يقول عن نفسه أنه ساند "حركة تقرير المصير- حتم" التي أسسها علي سالم البيض عام 96م وقاد عملياتها الميدانية عيدروس الزبيدي، وقادت التمرد المسلح ضد الدولة ونفذت عمليات ضد القوات الشرعية، انطلاقا من محافظة الضالع ولحج.
تشير تقارير ومواد تعريفية منشورة في وسائل ومنصات إعلامية محسوبة على المجلس الانتقالي، إلى أن البيشي كان أحد القيادات الجنوبية الداعمة والمؤيدة للنشاطات الجنوبية السلمية والمسلحة منذ ما بعد 94م، وأنه شارك في معارك مواجهة مليشيا التمرد الحوثية في محافظة.
ساهم في تشكيل ألوية ووحدات "المقاومة الجنوبية- الجناح المسلح للحراك الانفصالي"، ثم ساهم في تشكيل قوات الانتقالي التي جرى تجميعها وتطويرها بتدريب ودعم إماراتي سخي، منذ ما بعد تحرير عدن 2015، وفق أسس مناطقية وجغرافية، وتم حصر القيادة والانتساب إليها لأبناء المحافظات الجنوبية، وتحديدا من مثلث الضالع، ردفان ويافع لحج، المؤمنين بمشروع الانفصال الذي يتبناه المجلس الانتقالي.
يقول في أحد تصريحاته أن كتائب الحراك الانفصالي المسلح التي جرى تسميتها لاحقا "المقاومة الجنوبية، تعتبر هي النواة الرئيسية لتأسيس الجيش الجنوبي القادم، واستعادة إرثنا السابق".
يجاهر بتبني مشروع "استقلال الجنوب" واستعادة بناء "جيش جنوبي"، ويرى أن النشاط المسلح لحركة "حتم" المسلحة كان بداية للانتقال للمرحلة التالية وهي الحراك الجنوبي، ثم نشاط جمعيات المتقاعدين التي تبنت صراحة مشروع الانفصال، وصولا إلى تأسيس المجلس الانتقالي، واستمرار إعادة بناء "القوات المسلحة الجنوبية".
ويحضر في المناسبات بمواقف صريحة مؤيدة لمشروع الانفصال واستعادة بناء جيش جنوبي، ويعبر عن هذا المشروع في معظم تصريحاته وخطاباته.
وقال في أحد تصريحاته، أنه يرى في خطوات وإجراءات المجلس الانتقالي "ملامح الاستقلال الثاني واستعادة دولة الجنوب"، وأن الجنوبيين مسيطرين على أرضهم بقيادة الانتقالي. حد قوله.
مناصب وصفات متعددة
تم تعيينه في عدة مناصب عسكرية في قوات الانتقالي، وعين فيما قبل 2019، بقرار أصدره عيدروس الزبيدي قائدا لـ"اللواء الأول مشاه جنوبي" الذي جرى تشكيله من أبناء الضالع منذ 2016، وتمركزت قواته في جبل حديد بمدينة عدن.
كما عينه عيدروس في 2020 في منصب "القائد العام لألوية الصاعقة الجنوبية" التي بدأ الانتقالي تشكيلها في 2019.
وفي أغسطس 2021، عينه عيدروس قائدا لـ"ألوية المشاه البرية" التي أصدر رئيس الانتقالي قراره رقم (18) لعام 2021 بشأن إنشاء هذا التشكيل.
وتحت صفته كقائد لهذه الألوية كان البيشي يصدر قرارات بتعيينات فيها. إذ تكشف وثيقة تداولتها وسائل إعلام الانتقالي عن إصداره قرارا في 21 مارس 2024، بتكليف العميد هاشم السيد، قائدا لـ"اللواء الخامس مشاه" المتمركز في الضالع. قضى القرار بأن يكون اللواء "مؤخرة لجميع الالوية البرية الجنوبية".
البيشي (وسط) خلال حضوره اجتماع اللجنة الأمنية العليا في عدن
قيادة "القوات البرية"
تم تعيين اللواء البيشي بقرار من عيدروس في منصب قائد "القوات البرية الجنوبية" منذ 2021.
هذا التعيين يمنحه صلاحيات كبيرة، كصلاحيات رئيس هيئة الأركان. باعتباره المخول بالقيادة التنفيذية لهذه القوات.
تقع تحت قيادته معظم التشكيلات والألوية والكتائب التابعة للانتقالي من صنوف البرية، وهي تمثل القوة الأكبر بين قوات الانتقالي التي تم توزيها على محاور وقطاعات في المحافظات الجنوبية التي تقع تحت نفوذ الانتقالي وضمن نطاق انتشار قواته.
تضع تلك القوات ثقلها ومجهودها الرئيسي على محافظات عدن ولحج والضالع، بصورة رئيسية، وفي أبين والمكلا، ساحل حضرموت، ووسعت مؤخرا نطاق انتشارها إلى محافظتي شبوة وأرخبيل سقطرى.
إذ تخضع لقيادة "القوات البرية" معظم مسميات وأفرع قوات الانتقالي: "ألوية المشاه/ مشاه برية، وألوية حزم، وألوية الصاعقة، وسلاح الدروع، وألوية المقاومة الجنوبية، وقوات دفاع شبوة (النخبة الشبوانية سابقا)، وألوية الاحتياط. وكذلك النخبة الحضرمية.
وتعززت سلطة وصلاحيات البيشي أكثر بإصدار عيدروس في 25 يونيو 2021، قرارا بضم "ألوية الاسناد والدعم ضمن الألوية البرية للقوات المسلحة الجنوبية.. وتخضع لقيادة القوات البرية". هذه القوات الوازنة، كانت ضمن قوات الأحزمة الأمنية.
قرار الزبيدي نص على أن تخضع قيادة القوات البرية لوزارة الدفاع، وأن ينظم عمل ومهام ألوية الدعم والاسناد وفق نظم وقوانين وزارة الدفاع. القرار قضى في نصه بتأطير القوات البرية تحت إطار وزارة الدفاع ورسملتها ضمن هيكل الوزارة، لكن تلك القوات ظلت عمليا خارج سلطة الوزارة وتحت سيطرة الانتقالي، ويحتفظ عيدروس لنفسه بحق القيادة والقرار والتعيينات فيها.
ولاحقا، تم تأطير ألوية تابعة لـ"ألوية العمالقة الجنوبية"، وهي قوات سلفية شكلت بدعم وإشراف إماراتي يقودها العميد عبدالرحمن المحرمي المعروف بأبو زرعه، نائب رئيس المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، تم تأطيرها عملياتيا تحت مظلة القوات البرية للانتقالي التي تتخذ لها هياكل تنظيمية خاصة بها مستقلة عن هياكل وزارة الدفاع.
ويتمسك الانتقالي برفض دمج قواته المتنامية ضمن هياكل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بالحكومة الشرعية اليمنية التي بات المجلس شريكا فيها بموجب اتفاق الرياض واعلان تشكيل المجلس الرئاسي، ويمضي في فرض نفوذه وقواته كأمر واقع على المحافظات الجنوبية ومحاولة التمدد في المحافظات الشرقية الجنوبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news