حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 287 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

في أمسية (فراروه) هادئة تحت السماء المزينة بالنجوم، وضوء خافت ينساب من قلب الليل، يعانق سكونه بكل هدوء ووقار، جلس حمدهن مع مجموعة من أصدقائه في قريته المتواضعة في أحد مناطق سقطرى، يستمعون بشغف إلى قصصه. تلك الليلة، قرر حمدهن أن يحكي لهم عن واحدة من أعظم عجائب جزيرتهم، شجرة دم الأخوين، التي تُعد رمزاً سحرياً لسقطرى.

 

بدأ حمدهن الحديث بصوت هادئ:  "شجرة دم الأخوين (أعريب) ليست مجرد شجرة، إنها أسطورة، وحكاية تحكيها الجزيرة للعالم. يقولون إن هذه الشجرة وُلدت من دموع أخوين تقاتلا في زمن بعيد على هذه الجزيرة في أسطورة قديمة، كان هناك شقيقان قويان. كانا على خلاف دائم، وفي إحدى معاركهما الأخيرة، سقط كلاهما على الأرض، وامتزج دمهما لتولد من ذلك الدم أول شجرة دم الأخوين."

 

أشار حمدهن إلى مكان بعيد في الجبال (فدهن): "ترى تلك القمم العالية؟ (ديماده) هناك تنمو هذه الشجرة، بعيداً عن متناول الجميع. 

إنها تحتاج إلى ظروف خاصة لتنمو، ولهذا لا تجدها في أي مكان آخر بالعالم سوى هنا في سقطرى. جذورها تتشبث بالصخور، كما لو أنها تستمد قوتها من الأرض التي شهدت أسطورتها. 

شكلها يشبه المظلة المقلوبة، بأغصانها الكثيفة الممتدة كأنها تحمي أسرار الجزيرة من الزمن."

 

تساءل أحد الأصدقاء: "لكن لماذا تُسمى 'دم الأخوين'؟ (لوه مس شام دور دقاقيهي) هل لها علاقة بشكلها أو وظيفتها؟"

 

ابتسم حمدهن وأجاب: "الاسم 'دم الأخوين' يرتبط بالأساطير التي نسجت حول هذه الشجرة. يقال إن شجرة دم الأخوين نشأت من دماء أخوين امتزج دمهما لينبت أول غرس لهذه الشجرة. أما الاسم المحلي لها في لغتنا السقطرية فهو 'أعريب' أو 'أغريب'. هذه التسمية تحمل في طياتها ارتباطاً عميقاً بثقافة الجزيرة وتراثه إذا جرحت قشرتها أو قطعت جزءاً من جذعها، ستلاحظ سائلًا أحمر داكنًا يتدفق منها، كأنه دم حقيقي. هذا السائل يُستخدم في الطب التقليدي لصنع مراهم ودهانات علاجية. أجدادنا كانوا يؤمنون بأن هذا السائل له قدرة على شفاء الجروح، وتقوية الجسم، وحتى استخدامه في طقوس سحرية لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة."

 

أضاف وهو ينظر إلى وجوههم المندهشة:  

"لكن ما يميزها ليس فقط شكلها أو السائل الذي تنتجه، بل الطريقة التي تنمو بها. 

إنها تنمو ببطء شديد، ويُقال إن شجرة دم الأخوين الواحدة يمكن أن تعيش مئات السنين، كلما تقدم بها العمر، أصبحت أكثر جلالاً وروعة."

 

تدخل أحد الأصدقاء قائلاً: "يبدو أن هذه الشجرة ليست مجرد نبات عادي، بل هي رمز حقيقي لجزيرتنا."

 

هز حمدهن رأسه موافقاً:  "نعم، إنها رمز للبقاء والقوة رغم الظروف القاسية، ورغم الرحمدهن وقصة شجرة دم الأخوين. 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك 

 

 

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بدعم سعودي.. تشكيل قوات عسكرية ضخمة جنوبي اليمن بقيادة أحد ألد أعداء المجلس الانتقالي

المشهد اليمني | 1711 قراءة 

عاجل: اشتباكات عنيفة في صنعاء

المنتصف نت | 1038 قراءة 

زيارة مفاجئة تُربك الحسابات: أحمد علي على طاولة القرار السعودي

المرصد برس | 855 قراءة 

الكشف عن حقيقة انسحاب العمالقة من شبوة

كريتر سكاي | 625 قراءة 

فتحي بن لزرق: التعايش مع هؤلاء مستحيل والمخرج الوحيد ثورة شعبية

كريتر سكاي | 616 قراءة 

قائد عسكري يعتدي على مراسل قناة الحدث السعودية

كريتر سكاي | 519 قراءة 

ناشطون دمت يدعون إلى إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط عدن صنعاء .. لهذا السبب !!

يمن فويس | 494 قراءة 

أقوى رد من كاتب فلسطيني معروف على حشر الحوثيين قضية فلسطين في جريمة تصفية الشيخ حنتوس.. ''ابتذال وإساءة لقضيتنا''

مأرب برس | 404 قراءة 

حادث مروع ينهي حياة شاب يمني وابنته في العاصمة السعودية الرياض

المشهد اليمني | 401 قراءة 

الحكومة اليمنية غاضبة من المبعوث الأممي بعد مغادرته عدن وتشير إلى ''ثغرة خطيرة''

مأرب برس | 377 قراءة