حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 322 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حمدهن وقصة شجرة دم الأخوين في سقطرى

في أمسية (فراروه) هادئة تحت السماء المزينة بالنجوم، وضوء خافت ينساب من قلب الليل، يعانق سكونه بكل هدوء ووقار، جلس حمدهن مع مجموعة من أصدقائه في قريته المتواضعة في أحد مناطق سقطرى، يستمعون بشغف إلى قصصه. تلك الليلة، قرر حمدهن أن يحكي لهم عن واحدة من أعظم عجائب جزيرتهم، شجرة دم الأخوين، التي تُعد رمزاً سحرياً لسقطرى.

 

بدأ حمدهن الحديث بصوت هادئ:  "شجرة دم الأخوين (أعريب) ليست مجرد شجرة، إنها أسطورة، وحكاية تحكيها الجزيرة للعالم. يقولون إن هذه الشجرة وُلدت من دموع أخوين تقاتلا في زمن بعيد على هذه الجزيرة في أسطورة قديمة، كان هناك شقيقان قويان. كانا على خلاف دائم، وفي إحدى معاركهما الأخيرة، سقط كلاهما على الأرض، وامتزج دمهما لتولد من ذلك الدم أول شجرة دم الأخوين."

 

أشار حمدهن إلى مكان بعيد في الجبال (فدهن): "ترى تلك القمم العالية؟ (ديماده) هناك تنمو هذه الشجرة، بعيداً عن متناول الجميع. 

إنها تحتاج إلى ظروف خاصة لتنمو، ولهذا لا تجدها في أي مكان آخر بالعالم سوى هنا في سقطرى. جذورها تتشبث بالصخور، كما لو أنها تستمد قوتها من الأرض التي شهدت أسطورتها. 

شكلها يشبه المظلة المقلوبة، بأغصانها الكثيفة الممتدة كأنها تحمي أسرار الجزيرة من الزمن."

 

تساءل أحد الأصدقاء: "لكن لماذا تُسمى 'دم الأخوين'؟ (لوه مس شام دور دقاقيهي) هل لها علاقة بشكلها أو وظيفتها؟"

 

ابتسم حمدهن وأجاب: "الاسم 'دم الأخوين' يرتبط بالأساطير التي نسجت حول هذه الشجرة. يقال إن شجرة دم الأخوين نشأت من دماء أخوين امتزج دمهما لينبت أول غرس لهذه الشجرة. أما الاسم المحلي لها في لغتنا السقطرية فهو 'أعريب' أو 'أغريب'. هذه التسمية تحمل في طياتها ارتباطاً عميقاً بثقافة الجزيرة وتراثه إذا جرحت قشرتها أو قطعت جزءاً من جذعها، ستلاحظ سائلًا أحمر داكنًا يتدفق منها، كأنه دم حقيقي. هذا السائل يُستخدم في الطب التقليدي لصنع مراهم ودهانات علاجية. أجدادنا كانوا يؤمنون بأن هذا السائل له قدرة على شفاء الجروح، وتقوية الجسم، وحتى استخدامه في طقوس سحرية لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة."

 

أضاف وهو ينظر إلى وجوههم المندهشة:  

"لكن ما يميزها ليس فقط شكلها أو السائل الذي تنتجه، بل الطريقة التي تنمو بها. 

إنها تنمو ببطء شديد، ويُقال إن شجرة دم الأخوين الواحدة يمكن أن تعيش مئات السنين، كلما تقدم بها العمر، أصبحت أكثر جلالاً وروعة."

 

تدخل أحد الأصدقاء قائلاً: "يبدو أن هذه الشجرة ليست مجرد نبات عادي، بل هي رمز حقيقي لجزيرتنا."

 

هز حمدهن رأسه موافقاً:  "نعم، إنها رمز للبقاء والقوة رغم الظروف القاسية، ورغم الرحمدهن وقصة شجرة دم الأخوين. 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك 

 

 

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

حقيقة انشقاق اللواء بن بريك عن المجلس الانتقالي الجنوبي.

الناقد برس | 947 قراءة 

فضيحة فساد بمليارات الريالات في بريد صنعاء.. والموظف المبلّغ يواجه التهديد بالتصفية

حشد نت | 852 قراءة 

المجلس الرئاسي بكامل أعضائه يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.. والاتفاقيات الأخيرة مع السعودية على الطاولة

المشهد اليمني | 508 قراءة 

سحب الجنسية اليمنية من زعيم الحوثيين ” عبد الملك الحوثي ”

المشهد اليمني | 499 قراءة 

صرف مرتبات الموظفين.

كريتر سكاي | 421 قراءة 

ثلاثة شبان ينهبون هاتف امرأة بعد التقطع لها ويطالبون بـ20 ألف ريال سعودي مقابل عدم نشر صورها

المشهد اليمني | 413 قراءة 

عضو الرئاسي اليمني “المحرمي” يتعهد بوقف انتهاكات الحوثيين والانخراط في سلام جاد

يمن ديلي نيوز | 335 قراءة 

صدور قرار جمهوري بتعيين امين عام لمجلس الوزراء

سبأ نت | 286 قراءة 

مليشيا الحوثي تعترف بمصرع قيادي كبير ينتحل رتبة عميد

المنتصف نت | 279 قراءة 

تقديرًا لتضحياته.. طارق صالح يوجّه بتجهيز مركز الشهيد الصليحي الطبي في تعز

حشد نت | 257 قراءة