الجنوب اليمني | خاص
في مبادرة لافتة، سلطت منصة “بوابة القهوة العالمية” الضوء على الجودة الاستثنائية للبن اليمني، وكيف استطاع أن يشق طريقه كمنتج متميز، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن.
أكد التقرير أن اليمن ينتج بعضًا من أغلى أنواع القهوة في العالم، حيث بلغ متوسط سعر الكيلوغرام في مزاد أفضل أنواع القهوة اليمنية لعام 2024 حوالي 369 دولارًا، في حين وصل سعر أفضل مجموعة من الحيمة الداخلية بصنعاء إلى رقم قياسي بلغ 1159 دولارًا للكيلوغرام.
ويعزى هذا الطلب الكبير إلى نكهات القهوة اليمنية الفريدة، التي تجمع بين النكهات الترابية والفواكهية، مع حموضة متوازنة، بالإضافة إلى ندرتها في الأسواق العالمية بسبب الصراع الدائر في البلاد.
شراكة استراتيجية لإحياء مكانة القهوة اليمنية
تأتي هذه الشراكة الاستراتيجية بين “كيما كوفي”، التي تأسست في لندن عام 2016، و”ذا جنتلمان باريستاس”، المتخصصة في تحميص القهوة، في إطار سعي الطرفين لتقديم تجربة قهوة متكاملة “من البذرة إلى الكوب”، مع التركيز على الشفافية، والجودة العالية، ودعم المزارعين اليمنيين.
وقال إد باركس، المؤسس المشارك لـ “ذا جنتلمان باريستاس”، إن هذه الشراكة تمثل “أقرب ما يمكن إلى التجارة المباشرة”، حيث يتم اختصار سلسلة التوريد لتقليل الوسطاء، وزيادة العائدات للمزارعين، وضمان تقديم قهوة عالية الجودة للمستهلك.
اليمن.. مهد حضارة القهوة
يشير التقرير إلى أن اليمن كان مهد زراعة القهوة واستهلاكها في القرن الخامس عشر، وأن مدينة موكا الساحلية كانت مركزًا عالميًا لتجارة القهوة، قبل أن تتراجع مكانتها مع ظهور المزارع الكبرى في البرازيل، والهند، وإندونيسيا. إلا أن البن اليمني لا يزال يحظى بتقدير كبير في عالم القهوة المتخصصة، نظرًا لجودته العالية ونكهاته الفريدة.
تحديات تواجه صناعة القهوة اليمنية
تواجه صناعة القهوة في اليمن تحديات كبيرة، منها تهريب البن الإثيوبي، وإعادة تصديره على أنه يمني، بالإضافة إلى نقص الموارد، والبنية التحتية، وتأثير الصراع الدائر في البلاد.
ومع ذلك، فإن شركة “كيما كوفي” تعمل على دعم المزارعين اليمنيين، من خلال توفير الموارد، وتطوير البنية التحتية، وتقديم أسعار عادلة لمنتجاتهم.
مبادرات لدعم المزارعين اليمنيين
تعاونت “كيما كوفي” مع منظمات غير ربحية، مثل مؤسسة لافاتزا، لدعم المزارعين اليمنيين، من خلال توفير أنظمة الري، وتحسين البنية التحتية، وتقديم الحوافز لعمال المزارع.
وقد أسفر هذا التعاون عن إنشاء أول مشتل رئيسي للقهوة في اليمن، بالإضافة إلى مركز معالجة حديث، استفاد منه أكثر من 1500 من صغار المنتجين.
توسع “كيما كوفي” عالميًا
بعد النجاح الذي حققته في اليمن، وسعت “كيما كوفي” نشاطها ليشمل كولومبيا والإكوادور، وأطلقت مقهى “كيما” في لندن، لعرض أنواع القهوة الحصرية والنادرة من شبكتها العالمية.
وتعتبر الشركة حاليًا أكبر مصدر للقهوة المتخصصة في اليمن، حيث تتعامل مع أكثر من 800 محمص قهوة في 40 دولة حول العالم.
فصل جديد لـ “ذا جنتلمان باريستاس”
من خلال الاستحواذ على محمصة قهوة حديثة في لندن، أصبحت “كيما كوفي” تمتلك سلسلة توريد متكاملة، تمتد من المزرعة إلى المقهى، وهو ما يعزز من قدرتها على تقديم منتجات عالية الجودة، وتحقيق رؤيتها في دعم المزارعين، وتقديم تجربة قهوة استثنائية للمستهلكين.
يُذكر أن هذه الشراكة تمنح “ذا جنتلمان باريستاس” فرصة لإعادة الانطلاق من جديد، بعد فترة صعبة، مع التركيز على جذورها في تحميص القهوة، وخدمة المجتمع.
باختصار، تعد هذه الشراكة المبتكرة بين “كيما كوفي” و”ذا جنتلمان باريستاس” خطوة جريئة نحو صناعة قهوة أكثر إنصافًا، وجودة، وتأثيرًا اجتماعيًا، في الوقت الذي تتطلع فيه اليمن إلى مستقبل أكثر إشراقًا، وازدهارًا من خلال تراثها الغني في إنتاج القهوة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news