أخبار وتقارير
(الأول) وضاح حيدر :
فازت المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034، في إطار سعيها لتعزيز دورها كقوة رياضية عالمية واستثمارها في تحقيق أهداف "رؤية 2030".
هذه الخطوة تأتي بعد نجاحات عديدة في تنظيم واستضافة بطولات رياضية دولية، منذ عام 2018 مثل الفورمولا 1، والغولف، والملاكمة، والعديد من البطولات الرياضية الأخرى في كرة القدم مثل السوبر الإيطالي والإسباني.
وفي أكتوبر 2023 أعلنت السعودية ترشحها لاستضافة مونديال 2034، علماً بأنها الدولة الوحيدة التي تقدمت لاستضافة هذا الحدث العالمي، قبل أن تقدم ملف الترشح الرسمي في يوليو الماضي.
المضيفة رسمياً
ستكون السعودية أول دولة في التاريخ تستضيف كأس العالم بشكلها الجديد بمفردها، بعد فوزها باستضافة البطولة في الحفل الذي رعاه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الأربعاء 11 ديسمبر.
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، إن "بطولة كأس العالم في عام 2034 ستكون استثنائية؛ حيث ستكون أول بطولة بعد مرور 100 عام على تنظيم النسخة الأولى من مونديال "فيفا" في عام 1930".
وأضاف إنفانتينو خلال حفل إعلان الدولة المضيفة: "كأس العالم 2034 سيكون رائعاً بلا شك، وأنا سعيد لهذا الإجماع الكامل من كل الاتحادات القارية".
وفي أول تعليق عقب إعلان فوز المملكة باستضافة المونديال شدد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على "عزم السعودية الكبير على المساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، لفت ولي العهد السعودي إلى تسلح المملكة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوة على طاقات شعب السعودية وهممهم العالية لتحقيق الصعاب، والتي كان أحد ثمارها الفوز بملف استضافة "كأس العالم 2034"، رسمياً.
بدوره قال وزير الرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي: "إن ثقة أسرة كرة القدم الدولية بملف استضافة السعودية، ثم فوزها به عن جدارة واستحقاق، يعد لحظة تاريخية ومحطة ستنطلق منها الرياضة السعودية نحو آفاق جديدة من النجاح والتميز".
كما أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، أن "ملفنا لاستضافة مونديال 2034 حصل على دعم 80% من أعضاء فيفا".
وتزامناً مع الفوز بالاستضافة، أعلن ولي العهد السعودي تأسيس "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034" برئاسته.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هذا التأسيس جاء "تأكيداً على عزم المملكة تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بوجود (48) منتخباً من قارات العالم كافة".
وتعهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، في وقت سابق، بتقديم أفضل نسخة في تاريخ بطولات كأس العالم، مؤكداً أن "هناك تكاتفاً وتناغماً من القطاعات الحكومية كافة بلا استثناء، لإنجاح ملف استضافة بطولة كأس العالم".
مرشح وحيد
ومنذ أواخر العام الماضي، أصبحت السعودية مرشحة بقوة لاستضافة كأس العالم 2034 بعدما أكدت أستراليا أنها لن تقدم عرضاً لاستضافة البطولة في اليوم النهائي لتقديم العروض في أكتوبر 2023.
وبهذا الإنجاز التاريخي ستصبح السعودية، التي تستثمر بقوة في الرياضة مؤخراً، ثاني دولة خليجية وثالث دولة عربية تستضيف المونديال خلال 12 عاماً، بعد قطر 2022 والمغرب 2030.
وعقب إعلان المملكة تقديمها طلب استضافة البطولة في 2034، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إن "الخطوة تعكس تقدم البلاد في المجالات كافة".
وأدلى وزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود، بتصريحات مماثلة، وقال: إن "الفوز بشرف استضافة كأس العالم 2034، سيكون حجر أساس مهماً في تحول البلاد".
وأضاف: "باعتبار أننا بلد طموح يرحب بجميع الألعاب الرياضية، نعتقد أن استضافة كأس العالم لكرة القدم هي الخطوة التالية الطبيعية في رحلتنا بعالم كرة القدم".
وكون السعودية المرشح الوحيد لاستضافة مونديال 2034، يعكس ذلك قدرتها على تلبية متطلبات "الفيفا" وتنظيم حدث ضخم يعزز مكانتها الدولية ويعكس رؤية طموحة للمستقبل باستضافة 48 منتخباً.
كما أن حصول السعودية على دعم أكثر من 125 اتحاداً كروياً عكس قوة التحالفات الرياضية والدبلوماسية التي نجحت المملكة في بنائها، والتي تسهم في تعزيز فرصها في تنظيم البطولة وتقديمها بأفضل صورة.
ومن المتوقع أن يكون لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034 آثار إيجابية على الرياضة في المنطقة ككل، حيث تسهم في رفع مستوى البنية التحتية الرياضية، وتحفيز النشاطات الشبابية، وتعزيز اهتمام الجماهير بالرياضة.
ماذا أعدت المملكة؟
تعهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن المملكة جاهزة لتنظيم كأس عالم استثنائية تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والثقافة الغنية في المنطقة، وستعمل على ضمان تجربة رياضية مميزة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وأكد المسحل أن السعودية جاهزة لاستضافة المونديال في الصيف، أو الشتاء على غرار مونديال قطر 2022، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد موعد إقامة البطولة بعد.
وأشار، في يوليو الماضي، إلى اختيار موقعين لمنطقة الجماهير في كل مدينة مستضيفة للمونديال، وأن بطولة كأس آسيا 2027 ستكون فرصة لتجربة بعض ملاعب بطولة كأس العالم 2034.
كما قال رئيس ملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، حماد البلوي، إن مباراتي الافتتاح والنهائي لكأس العالم 2034 ستقامان في الرياض، وأبعد مسافة يقطعها المشجع في المملكة هي ساعتان.
وتعتمد خطة السعودية لاستضافة المونديال على تطوير بنيتها التحتية بشكل شامل، وضمن ذلك بناء وتجديد الملاعب والمنشآت الرياضية، وتحسين شبكات النقل والفنادق، وذلك لضمان استضافة بطولة بمستوى عالمي.
وتأتي هذه المشاريع في سياق "رؤية 2030"، التي تهدف إلى تعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وتشمل الاستعدادات السعودية إقامة المباريات في خمس مدن رئيسة، وهي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، مع الاعتماد على 15 ملعباً متطوراً، منها 11 ملعباً جديداً.
كما أن استاد الملك سلمان في الرياض سيكون الملعب الرئيس وسيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية، بقدرة استيعابية تتجاوز 92 ألف متفرج.
وتم التخطيط لوجود أكثر من 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة والمجاورة، إلى جانب توفير 132 مقر تدريب للمنتخبات المشاركة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news