عدن توداي
بقلم / معين الصبيحي
في خطوة حظيت بإجماع وإشادة واسعة النطاق داخل الأوساط الوطنية، جاء قرار تعيين الشيخ القائد احمد علي خضر الشبيقي قائداً لمقاومة الصبيحة في مديرية المضاربة بمحافظة لحج، ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وليشكل اعترافاً مستحقاً بنضاله الطويل وتضحياته الجسيمة من أجل الجنوب أرضاً وإنساناً ،القرار أثار ارتياحاً واسعاً بين أبناء الصبيحة والجنوب عامة، حيث يُعتبر الشبيقي نموذجاً نادراً لقائد انطلق من رحم المعاناة بجهود ذاتية خالصة، بعيداً عن الدعم الخارجي، سواء من الشرعية أو التحالف العربي أو أي جهة أخرى.
منذ اللحظة الأولى للغزو الحوثي العفاشي للجنوب عام 2015، حمل الشبيقي على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الأرض والإنسان، مستجيباً لنداء الواجب الديني والوطني دون أي دافع مادي أو طموح شخصي.
تميز بموقفه الصلب وعزيمته التي لا تلين، حيث قاد المقاومة الجنوبية في مناطق الصبيحة بموارده الذاتية، من رجال ومال، متصدياً لمحاولات الحوثيين التوغل نحو المناطق الاستراتيجية، وفي مقدمتها المعبر البحري العالمي باب المندب.
لقد تمكن الشبيقي، برفقة رجاله، من إيقاف تمدد الحوثيين ومنعهم من احتلال مناطق الصبيحة، وهو إنجاز استراتيجي كبير حال دون وقوع كارثة إقليمية ودولية، لم يكن ذلك النصر مجرد صدفة، بل جاء نتيجة جهود مضنية وتضحيات عظيمة، أبرزها تقديم كوكبة من الشهداء والجرحى والمعتقلين من أهله ورجاله، ومن بين هؤلاء الأبطال، يبرز اسم الشيخ طبحو، الذي كان أحد أعمدة المقاومة الجنوبية في الصبيحة.
مقالات ذات صلة
الصقر ولقاء السحاب.. بقلم /عبدالسلام فارع
أقصاء عدن
لم تتوقف جهود الشبيقي عند حدود الصبيحة، بل امتدت لتشمل مختلف جبهات الجنوب. كان له دور بارز في تحرير قاعدة العند العسكرية، التي شكلت نقطة تحول استراتيجية في معركة الجنوب ضد الغزو الحوثي. كما أسهم بشكل فعال في معارك الساحل الغربي، حيث لبى نداء الواجب في كل مرة تطلبت المصلحة الوطنية حضوره.
الشبيقي لم يكن مجرد قائد ميداني، بل كان داعماً حقيقياً لعدد من قادة المقاومة الجنوبية البارزين. من بين أولئك القادة الذين رافقهم ودعمهم، محافظ لحج الحالي اللواء الركن أحمد عبدالله التركي، والقيادي الشهيد طه علوان البره البوكري، والقيادي عبدر به غانم المحولي. هذه الشراكات والتضحيات المشتركة عززت من مكانة الشبيقي كرمز للوحدة الوطنية والعمل الجماعي.
إن قرار تعيين الشبيقي قائداً للمقاومة في الصبيحة لم يكن سوى إحقاق للحق وإنصاف لتاريخ من التضحيات الجليلة التي قدمها هذا القائد.
القرار جاء ليؤكد أن التقدير الحقيقي هو لمن يقفون في الصفوف الأمامية دفاعاً عن الوطن، بعيداً عن الأضواء والمصالح الذاتية، وقد أثار هذا التعيين ارتياحاً واسعاً بين مختلف شرائح المجتمع الجنوبي، الذين رأوا في الشبيقي نموذجاً للقائد الذي يستحق الترقية والاعتراف بدوره الوطني.
على الرغم من هذا التعيين، فإن هناك إجماعاً بين أبناء الصبيحة والجنوب على ضرورة منح الشبيقي التقدير الذي يليق بحجم تضحياته. فرغم كل ما قدمه، لم يُمنح سوى رتبة عقيد، وهو أمر لا يتناسب مع دوره الكبير في الدفاع عن الجنوب ،ومن هنا، يطالب أبناء الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي بإنصاف الشبيقي ومنحه ترقية مستحقة تليق بمكانته كأحد أعمدة المقاومة الجنوبية.
إن قصة الشبيقي هي قصة قائد ضحى بالغالي والنفيس من أجل وطنه، دون أن ينتظر مقابلاً مادياً أو معنوياً. لقد جسد أسمى معاني التضحية والإيثار، وكان نموذجاً نادراً للقائد الذي يؤمن أن خدمة الوطن هي أعلى درجات الشرف. واليوم، ونحن نشهد هذا الاعتراف المستحق بدوره، لا يسعنا إلا أن نطالب بالإنصاف الكامل لهذا القائد الذي قدم كل ما يستطيع من أجل الجنوب.
إذا يبقى الشبيقي رمزاً للمقاومة الجنوبية، وقراره بتولي قيادة مقاومة الصبيحة هو خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن التحدي الأكبر اليوم هو الحفاظ على هذه الرموز الوطنية ودعمها بالشكل الذي يليق بتضحياتها، لأن الأوطان لا تبنى إلا بتقدير رجالها الأوفياء.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news