عدن توداي
م. عباد محمد العنسي
سقطت الحكومة السورية المعترف بها دوليا ، على يد معارضة مصنفة على انها حركة ارهابية وبدعم من الدول التي صنفتها على أنها حركة إرهابية امريكا وتركيا وغيرها ولا تزال كذلك حيث اعلنت بريطانيا أن رفع جبهة تحرير الشام من قائمة الإرهاب امرا مبكرا وكذلك امريكا مع أنها أصبحت هي الحاكم الفعلي لسوريا ، ما هذه التناقضات العجيبه ؟.
ايام الحكومة السوريه كانت إسرائيل تستهدف قيادات الحرس الثوري الايراني وقيادات حزب الله داخل سوريا وكانت تلك الهجمات تواجه بصمت من تلك الحكومة ، كنا حينها نقراء هذا الصمت على أنه ارتياح من تلك الحكومة على تصفية قيادات الحرس الثوري الإيراني وقيادات حزب الله التي ارتكبت جرائم بشعة بحق الشعب السوري وافقدت تلك الحكومة من اي قاعدة شعبية لها وكانت احد اسباب سقوطها وكان واضحا أن تلك الحكومة أصبحت رهينة بيد الحرس الثوري الايراني وحزب الله .
في يوم تسليم دمشق للمعارضة سارعت إسرائيل إلى إلغاء اتفاق فك الاشتباك مع سوريا هذا القرار يعني إعلان الحرب ضد سوريا طبعا إسرائيل لن تجد افضل من هذه الفرصة في السير نحو تحقيق مشروعها المعلن لإقامة دولة إسرائيل الكبرى مشروع الشرق الاوسط الجديد ، مشروع صفقة القرن .
فعلا من يوم تسليم دمشق للمعارضة قام الكيان الصهيوني بضرب أسلحة الجيش السوري من طائرات ومخازن أسلحة وقوات بحرية وضرب مراكز الابحاث وغيرها في اكبر عملية جوية في تاريخ الكيان الصهيوني وقام بالتوغل البري في الأراضي السورية وأصبحت قواته على بعد 25 كم من العاصمة دمشق أي أن دمشق أصبحت محتلة بشكل غير مباشر، و بدون أن تخسر اسرائيل جندي واحد.
مقالات ذات صلة
الداحوري والخطوة الانسانية النبيلة
كتب محمد العولقي: يا عيسي: مش كل البرم لسيس..!
هذه الحرب الصهيونية على سوريا تم مواجهتها بصمت من قبل المعارضة التي حلت محل حزب البعث الحاكم وكان تلك الأسلحة ومراكز الأبحاث وغيرها ليست ملك للشعب السوري ، وكان تلك الأرض التي تلتهمها إسرائيل ليست جزء من الأراضي السورية .
لماذا هذا الصمت هل هناك اتفاق بين هذه المعارضة التي أصبحت هي الحاكمة وإسرائيل على ما تقوم به الأخيرة ؟
التنديد والشجب لما تقوم به إسرائيل لن يكلف تلك القيادة الجديدة الحاكمة لسوريا سوى قلم وورقة لكتابة ذلك ولن يكلفها من الوقت سوى بضع دقائق مع ان كثير من الدول أدانت ذلك سوى القيادة السورية صاحبة الشأن، بإمكان إسرائيل أن تتوغل داخل الأراضي السورية الان إلى أي مكان تريد بحجة مكافحة الإرهاب ، لان جبهة تحرير الشام الحاكمة الآن لسوريا حركة ارهابية والإبقاء على تصنيفها حركة ارهابية ليس هكذا عبثا ونما هو لأجل ذلك الهدف.
الإجابة على التساؤل السابق أصبحت واضحة جدا ، فالصمت تجاه ما قامت به إسرائيل هو علامة رضاء بضرب ماتبقى من اسلحة الجيش السوري والتوغل داخل الأراضي السورية هذا من جانب .
ومن جانب آخر فإن تسليم دمشق بحسب وزارة الخارجية الروسية تم من خلال تفاوض بين الرئيس بشار الأسد وقيادة المعارضة ، وهذا امر واضح حتى بدون ان تفصح بذلك الخارجيه الروسبه وواضح أن شرط إخلاء الجيش السوري مواقعه والعودة إلى منازلهم هو إحدى نتائج هذه المفاوضات .
كيف يخلي الجيش مواقعه حتى مواقعه على خط الحدود مع إسرائيل ؟ أليس أفراد الجيش هم من أبناء الشعب ؟ وهل كان يمكن لإسرائيل أن تقوم بهذه الضربات والتوغل داخل الأراضي السورية بهذه البساطة لو ان الجيش ظل في مواقعه؟
لو أن الجيش ظل في مواقعه عندها كان سيقوم بتنفيذ أوامر القيادة الجديدة ويقوم بالدفاع عن وطنه وماكان لإسرائيل أن تفتح لها جبهة جديدة لو كانت تعرف ان هناك جيش يمكن ان يقاومها.
اذا بشار الأسد بموافقة على تسريح الجيش سلم دمشق لإسرائيل وكان الاشرف له أن يقاتل حتى الموت من الموافقة على ذلك أنها جريمة ابشع من كل الجرائم التي قام بها الأسد منذ توليه السلطة ، كما ان شرط المعارضة عليه أن يسرح الجيش حتما هو شرط وضعته إسرائيل وأن المعارضة هي الوجه الخفي لإسرائيل وهذه عمالة مابعدها عماله من هذه المعارضة .
قريبا تنتهي فرحة الشعب السوري بالتحرر من الدكتاتورية ليجد نفسه مستعمر للكيان الصهيوني بعباءة سورية عندها سيقول الشعب السوري باللهجة الشامية مافي حدا احسن من احدا يازلمه ، كل واحد اخرى من الآخر .
نعم هناك لعبة قذرة تنفذ الآن داخل سوريا ، انها لعبة الشرق الاوسط الجديد الذي يقتضي تقسيم الدول العربية ونشر الصراع الطائفي ، واستعمارها عن بعد ويبدوا واضحا أن سوريا خرجت من نفق مظلم دخلته منذ عام 2011م إلى نفق أشد ظلاما لا ندري كم ستستمر داخله اخيرا أرى أن الدور القادم في لعبة الشرق الاوسط الجديد سيكون على السعودية ومصر وأعتقد أن السعودية ستكون قبل مصر لعدة أسباب إن شاء الله نتطرق لها في مقال قادم .
11 ديسمبر 2025م
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news