بشرى العامري:
تسعى الشعوب إلى حريتها فتنتزعها، تقاوم الظلم والطغيان حتى تنتصر، ورغم أن طريق التضحية قد يطول، تبقى هذه الحقيقة التي يرفض الطغاة الإقرار بها حتى لحظة سقوطهم.
ومع ذلك، لا يتعظ الطغاة من تجارب غيرهم، فما يجري في سوريا وثورة شعبها ضد الطغيان لم يدرك الحوثي وميليشياته دروسه بعد.
ذاك الدرس الذي يؤكد أن الارتماء في أحضان محور الشر ورهن البلاد تحت وصاية طهران لا يمكن أن يدوم للأبد.
إيران، التي صدرت للمنطقة العربية نهج الفوضى ومشروع التقسيم المذهبي ودعمت العنف والفوضى، تتساقط أذرعها اليوم واحدة تلو الأخرى، ليس كما تدعي ألتها الاعلامية بسبب قوى عالمية تتآمر عليها، بل نتيجة رفض الشعوب لهيمنتها ولنهج الفوضى الذي تكرسه.
وما هزيمة حزب الله وقتل قادته إلا نهاية متوقعة لرفض الشعب اللبناني لهيمنته على البلاد ومصادرته لوجود الدولة ودورها في لبنان.
فالحزب الذي عطل وجود جيش وطني لبناني واستغل المشهد السياسي لخدمة المصالح الإيرانية، حتى وصل به الأمر إلى منع انتخاب رئيس للجمهورية، واعتمد على كونه ذراع إيران القوي لا حزباً لبنانياً مستقلاً، كان لابد أن يدرك ان الشعب قبل العدو يريد زواله وسيعمل على هزيمته قبل أي عدو.
واليوم يتكرر المشهد ذاته في سوريا، حيث تراجع النفوذ الإيراني نتيجة انتفاضة الشعب الرافضة لهيمنته.
ورغم ذلك، يظل الحوثي غير مدركٍ للدروس ذاتها، مستمراً في إتباع نهج إيران المدمر لوحدة الأوطان والممزق لنسيج المجتمع.
إلا أن الوقت سيكشف قريباً للحوثيين أن استجلاب العدو لفرض الهيمنة على الشعب هو مصير محتوم للزوال.
فما صدرته طهران للمنطقة من مشروع ما يسمى بـ”ثورة الملالي” لم يجلب سوى مستنقع العنف والصراعات المذهبية المدمرة.
واليوم، أمام ميليشيات الحوثي المتمردة فرصة اللحظات الأخيرة لتجنب المزيد من الخراب للبلاد، عبر تسليم السلطة في صنعاء إلى الدولة الشرعية، والعودة إلى طريق الصواب.
وعليها أن تدرك أن استمرار هذا الجنون لن ينتصر على إرادة الشعوب، تلك الإرادة التي لا تُقهر لأنها تمثل الحق.
وحق الشعب اليمني في الحياة التي يريدها أكثر من أي شيء آخر لا الموت الذي تدعو إليه المليشيا.
وحتماً سيستجيب له القدر، وسيصنع ذات صبحٍ يمناً موحداً ومستقراً، بعيداً عن التعصب والتمرد والدمار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news