ما سر عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 106 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 ما سر عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي؟

ما سر عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي؟

شهدت اليمن في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي، وهو تراجع غير مسبوق يعكس الأوضاع الكارثية والظروف المعيشية الصعبة التي تسببت بها عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران".

ونتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي وعدم وجود فرص عمل، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن وعزوف الطلاب على الالتحاق بالتعليم، قامت بعض الجامعات الحكومية بإغلاق الأقسام فيها، حيث تصدرت كليات الآداب والتربية قائمة هذا التراجع.

هذا الانخفاض في أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي يعتبر تحديًا كبيرًا لمستقبل اليمن، حيث يؤثر على قدرة الشباب على الحصول على التعليم الذي يمكنهم من الحصول على فرص عمل وتحسين وضعهم المعيشي.

ومع تزايد أعداد الخريجين وقلة الفرص المتاحة في سوق العمل، يشعر الطلاب بعدم الجدوى من الالتحاق بالجامعات، فيما يفضل الكثيرون البحث عن وظائف بسيطة أو الانخراط في أعمال غير رسمية بدلاً من الاستثمار في التعليم العالي الذي قد لا يضمن لهم مستقبلًا أفضل.

وبحسب مراقبين، فإن هذا التراجع يرجع إلى عدة عوامل رئيسية، منها تدمير مليشيا الحوثي الإرهابية للعملية التعليمية، والتدهور الاقتصادي، وكذلك عدم توفر فرص العمل، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية والسياسية.

حرب حوثية ممنهجة على التعليم

فمنذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في العام 2014، فرضت المليشيا سيطرتها على العديد من المؤسسات التعليمية. وقد أدى ذلك إلى إغلاق بعض الجامعات أو تقليص نشاطاتها الأكاديمية.

لم تكتفِ مليشيا الحوثي في حربها الممنهجة على التعليم بكافة مستوياته، بل واصلت مهمتها في إطار عبثها بالعملية التعليمية، ومضت بالإجهاز على ما تبقى منها غير آبهة بالمخاطر المترتبة جراء العبث المتواصل بالتعليم، كسياسة متعمدة للتجهيل والحد من تنامي الوعي في المجتمع اليمني.

كما قامت مليشيا الحوثي بتغيير لمناهج الدراسية بما يتناسب مع الأيديولوجيات السياسية للمليشيا، مما أثر سلبًا على جودة التعليم.

وفقًا لمراقبين، يواجه التعليم في اليمن تحت سيطرة المليشيا الحوثية أسوأ فتراته. فقد فقدت المؤسسات التعليمية بمختلف أنواعها قدرتها على أداء دورها أو تحقيق أهدافها، حيث تحولت المدارس والمعاهد والجامعات إلى منابر طائفية. وأصبحت هذه المؤسسات ملكًا خاصًا للمليشيا الحوثية، التي تستخدمها لنشر ثقافتها وزرع أفكارها في المجتمع.

تجهيل مدفوع الأجر

من جانبه علق الطالب في كلية التجارة بصنعاء "سمير عبدالله علي"-اسم مستعار- للمنتصف نت عن سبب تراجع الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي بالقول: "لا ننسى أن عشر سنوات من سيطرة قوى الإرهاب والظلام الحوثية على شطر واسع من الوطن خلقت جيلًا من اليأس على مختلف المستويات، وانعكس ذلك على التعليم المدرسي والجامعي على حد سواء. فالتعليم أصبح في ظل هذه العصابة جهلًا متفشيًا وتجهيلًا ممنهجًا، وفوق ذلك تجهيلًا مدفوع الأجر وبالقوة".

وأضاف سمير:" وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تراجع عن التعليم الجامعي، حيث لا يجد الطالب ولا أسرته ما يسد رمق جوعهم. فحتى لو كان هناك رغبة لديه في الالتحاق بالجامعة يجد أنه عاجز عن تسديد الرسوم بعد أن تحول التعليم في الجامعات الحكومية إلى مشروع لسلخ كواهل الناس. 

وتابع قائلًا: فالقاعدة التي أصبح معمولًا بها هي: ادفع تحصل على شهادة. ومن لا يستطيع أن يدفع لن يجد له مكانًا هناك.

وختم سمير تعليقه للمنتصف بالقول: "والخلاصة أن سياسة الإفقار والتجويع التي انتهجتها العصابة بقطع المرتبات والتضييق على أرزاق الناس بالتأكيد ستنعكس على العملية التعليمية التي سيصيبها الضرر الأكبر، فالمعدة الخاوية لا تجعل من المرء يفكر إلا كيف يملؤها زادا وطعاما".

عوامل مُركبة

هاشم محمد علي (طالب في جامعة ذمار) أكد  "المنتصف نت" تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في مناطق مليشيا الحوثي بشكل غير مسبوق.

وأرجع هاشم سبب تراجع الاقبال على التعليم الجامعي إلى عوامل عدة مركبة، أبرزها  الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في البلاد والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن، وخصوصًا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، والتي قد تؤثر سلباً على القدرة الاقتصادية للأسر وتجعلها غير قادرة على تحمل تكاليف التعليم الجامعي لأبنائها.

وأشار إلى أن نقص التمويل الحكومي للتعليم الجامعي، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف الدراسية وعدم قدرة الطلاب على تحملها، وكذلك تدهور جودة التعليم الجامعي في اليمن، مما يجعل الطلاب يفضلون البحث عن فرص تعليم أفضل خارج البلاد.

وأكد هاشم أن عزوف الطلاب لم يقتصر على جامعة صنعاء بل أيضا جامعة ذمار، مشيرا الى انها شهدت إقبالا متدنيا للغاية.

وأوضح أن عدد المسجلين خلال العام الماضي في الجامعة انخفض بشكل غير مسبوق ما دفع الجامعة إلى تمدد فترة التنسيق وتخفيض معدلات القبول، بسبب ضعف اقبال الطلاب.

وأكد أن الجامعات في مناطق سيطرة الحوثي تشهد ضعفًا شديدًا في الإقبال، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاقها بسبب انعدام المتقدمين، بين هذه الكليات الآداب والتربية بمختلف أقسامهما، وكليات أخرى.

مؤشر خطير

إن تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في اليمن يُعد مؤشرًا خطيرًا على الوضع الراهن ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد.، يتطلب الأمر جهودًا مشتركة من الحكومة والمجتمع الدولي لإعادة بناء النظام التعليمي وتحسين الظروف الاقتصادية والأمنية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

كما يتطلب من الحكومة اليمنية اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة تشجع الشباب على مواصلة تعليمهم العالي.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هروب عبدالملك الحوثي من صنعاء بطائرة مجهولة... وخطاب مرتقب للتمويه

العين الثالثة | 987 قراءة 

فلكي يمني يحذر: موجة حر قاسية ستضرب اليمن خلال الأيام القادمة

المشهد اليمني | 674 قراءة 

لن تصدق من يكون ...الكشف عن هوية الشخص الذي تم العثور عليه متوفي بالشارع

جهينة يمن | 621 قراءة 

فضيحة مدوية داخل استراحة فاخرة في عدن..كشف المستور

جهينة يمن | 455 قراءة 

توجهات للحوثي للإطاحة بقيادات امنية واستخباراتية بارزة ومصادر تكشف السبب !

المشهد اليمني | 451 قراءة 

عقوبات أمريكية تطال بنكًا يمنيًا شهيرًا.. لهذه الأسباب؟

صوت العاصمة | 376 قراءة 

بائع الزلابية: الجندي صب الزيت الساخن عليّ بسبب هذه الكلمة... والنتيجة صادمة

العين الثالثة | 359 قراءة 

حجارة الفوضى وعلم الوحدة.. سقوط ثلاثة من المندسين في قبضة الأمن

العين الثالثة | 329 قراءة 

كشف المستور.. فضيحة مدوية داخل استراحة فاخرة في عدن!

نيوز لاين | 325 قراءة 

حول سبب وقف الحملة العسكرية ضد الحوثيين...تصريحات جديدة للرئيس ترامب

جهينة يمن | 310 قراءة