انتصار الشعب السوري: ملحمة صمود وعزيمة لا تُقهر.. كتب/ محمد ناجي

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 195 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
انتصار الشعب السوري: ملحمة صمود وعزيمة لا تُقهر.. كتب/ محمد ناجي

عدن توداي

كتب/ محمد ناجي

الشعوب تُقاس بقدرتها على مواجهة الصعاب وتخطي المحن، والشعب السوري اليوم يُثبت للعالم أجمع أنه رمز الصمود والإرادة الحرة. سنوات طويلة من المعاناة لم تضعف عزيمته، وظروف قاسية لم تنل من كرامته، بل زادته إصرارًا على استعادة حقه في العيش بحرية وكرامة. إن انتصار الشعب السوري على الظلم والطغيان ليس مجرد حدث سياسي أو عسكري، بل هو ملحمة إنسانية تُدرس للأجيال القادمة.

منذ بداية الثورة، كان مطلب الشعب السوري بسيطًا وواضحًا: الحرية والكرامة. لم يكن يريد أكثر من حقوقه الأساسية التي يكفلها له دينه وإنسانيته. لكن الرد كان قمعًا وظلمًا وحربًا أكلت الأخضر واليابس. آلاف الأرواح أُزهقت، ومدن كاملة تحولت إلى ركام، وملايين الناس أُجبروا على النزوح واللجوء. ومع كل هذا، لم يُثنِ هذا الشعب عن عزمه ولم يكسر إرادته، بل جعلته هذه المحن أكثر قوة وصلابة.

إن انتصار الأحرار اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة سنوات من الكفاح والتضحيات الجسيمة التي قدّمها السوريون في الداخل والخارج. هو ثمرة لصبر الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، ولصمود المعتقلين الذين تحملوا أقسى أنواع التعذيب، ولشجاعة الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم وسط الدمار. هذا النصر هو رسالة للعالم بأن إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، وأن الحرية مهما تأخرت فإنها لا تموت.

الشعب السوري، الذي رفض الخضوع منذ اليوم الأول، لم يكن ينتظر الدعم من أحد، بل اعتمد على إيمانه بالله وعدالة قضيته. وبينما تخلى عنه الكثير من القريب والبعيد، ظل يؤمن بأن النصر لا يُمنح بل يُنتزع. وكلما حاول الطغاة طمس صوته، كان صوت الحرية يرتفع أكثر فأكثر.

مقالات ذات صلة

ثلاث طعنات قاتلة في خاصرة الجنوب

بكيل ابو غليس العمادي يكتب.. قبائل الصبيحة خاصة والجنوب عامة

اليوم، ومع كل خطوة انتصار يحققها الأحرار، نتعلم دروسًا عظيمة من هذه الثورة. نتعلم أن الصبر مفتاح الفرج، وأن الحق قد يُحاصر لكنه لا يُهزم، وأن الظلم مهما طغى وتجبر فمصيره الزوال. كما نتعلم أن النصر لا يأتي من السلاح وحده، بل من قوة الإيمان بالقضية والتمسك بالمبادئ.

هذا النصر لا يخص الشعب السوري وحده، بل هو انتصار لكل من آمن بالعدل والإنسانية. هو رسالة لكل الشعوب المظلومة بأن النصر ممكن، مهما طال الطريق وصعبت الظروف. انتصار سوريا اليوم هو انتصار لكل إنسان حر، ولكل قلب ينبض بالحق.

لكن مع فرحة النصر، يأتي التحدي الأكبر: بناء سوريا الحرة التي يحلم بها الجميع. سوريا التي تحفظ كرامة الإنسان، وتعيد الحقوق لأصحابها، وتبني مستقبلًا يليق بتضحيات هذا الشعب العظيم. وهذا يتطلب من الجميع الوقوف معًا، ونبذ الخلافات، والعمل بجد لإعادة الإعمار ليس فقط في المدن والقرى، بل في النفوس والقلوب أيضًا.

فلنقف احترامًا وإجلالًا للشعب السوري الذي صمد في وجه الظلم والطغيان، والذي أثبت أن الحرية تستحق كل التضحيات. مبروك لكل أحرار سوريا، مبروك لكل من آمن بأن النصر قادم، مبروك لكل من لم يساوم على حقه. أنتم اليوم تكتبون التاريخ بأيديكم، وتتركون للعالم درسًا خالدًا: الحق لا يموت، والحرية لا تُقهر، والنصر دائمًا حليف الشعوب الصامدة.

يا أحرار سوريا، أنتم قدوة للعالم، وأنتم الأمل لكل من يناضل ضد الظلم. سيروا على دربكم، فالتاريخ يكتب الآن باسمكم، وسوريا الحرة تستحق كل ما قدمتموه.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 894 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 516 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 506 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 491 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 441 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 392 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 365 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 352 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 332 قراءة 

كانت حول (الانفصال)!.. الوزير الأسبق الرويشان يكشف تفاصيل مكالمة لرئيس الوزراء الأسبق لأخيرة!

موقع الأول | 319 قراءة