تواصل قوات المعارضة السورية تقدمها السريع في مناطق حماة (وسط سوريا)، حيث سيطرت على العديد من القرى والبلدات في ثلاثة محاور، وباتت على مقربة من مركز المدينة، أحد أبرز معاقل النظام السوري والميليشيات الشيعية المساندة له.
هذه التقدمات الميدانية جاءت على الرغم من التحصينات العسكرية الشديدة التي أنشأها النظام السوري على مدار السنوات الماضية في المحافظة ذات الأهمية الإستراتيجية، بالإضافة إلى تعزيزات واسعة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وصلت تباعاً إلى تلك الجبهات، بالتزامن مع شن الطيران الروسي هجمات متعددة لمحاولة إيقاف هذا التوسع للفصائل السورية.
ووفقاً لإدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة، فقد أصبحت مدينة حماة هدفاً رئيسياً لها، بعد أن تمكنت من السيطرة على عدة مواقع استراتيجية في الريف الشمالي والشرقي للمحافظة، بالإضافة إلى الجهة الغربية.
ومن بين الأماكن التي ضمتها المعارضة مؤخراً: الجيد والحمراء والكريم وباسيف (على بعد نحو 5 كيلومترات من مركز المدينة)، طريق أثريا - خناصر (رابط بين ريفي حماة وحلب)، سوبين والشير (شمال غرب حماة)، بلدة خطاب وتل بيجو وجسر محردة (ريف حماة الشمالي)، المجدل (شمال)، قرية المباركات، رحبة ومستودعات خطاب، مبنى الفرقة 25 لقوات النظام السوري، بلدتا الجيد والرصيف في سهل الغاب (غرب).
وأكدت فصائل المعارضة أنها أسرت 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية، بينهم مقاتلون أفغان، خلال المعارك في بلدة معرشحور شرقي حماة.
واستولت الفصائل السورية على رتل كامل من الآليات العسكرية التابعة للنظام على طريق أثريا - خناصر بريف حلب، وفي وقت لاحق، تم الإعلان عن تدمير حافلة تابعة لقوات النظام في جبل زين العابدين شمال حماة بواسطة طائرة مسيرة من نوع "شاهين" التي أطلقتها المعارضة.
وفي محاولة منها لصد تلك الزحوفات، عززت قوات النظام مواقعها في محيط مدينة حماة بعشرات العناصر من قواته، كما انتشرت ميليشيات شيعية تم تجميعها من داخل وخارج البلاد على خطوط المواجهة، رفقة معدات عسكرية ثقيلة تم نقلها مؤخراً إلى محيط المدينة.
وأعلنت الفصائل المسلحة عن مقتل العديد من الضباط والعناصر في قوات النظام والميليشيات الشيعية، من بينهم الرائد عبد الله أحمد بدران، الذي لقي مصرعه في معارك الريف الشمالي لحماة، والعميد "وائل محمد سعيد" إثر استهدافه بطائرة مسيرة من قبل كتائب شاهين التابعة لإدارة العمليات العسكرية في ريف حماة.
إلى ذلك، أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسوماً يقضي بإضافة 50% إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين في خطوة تهدف إلى تعزيز ولاء قواته، وذلك بالتزامن مع حملات واسعة في دمشق بحق كل من يقتدر على حمل السلاح لتجنيده إجبارياً.
وتعد مدينة حماة من أبرز المدن الاستراتيجية في سوريا، حيث تقع في وسط البلاد وتربط بين مناطق رئيسية مثل حلب ودمشق وإدلب والرقة وحمص وطرطوس.
وبسيطرة المعارضة عليها، ستتعطل حركة الإمدادات بين العاصمة دمشق والساحل السوري، مما يؤثر بشكل كبير على قدرة النظام على التنقل والتواصل بين المناطق الواقعة تحت نفوذه، كما أن السيطرة على حماة ستشكل تحولاً استراتيجياً قد يعيد تشكيل خارطة السيطرة العسكرية في سوريا ويزيد من الضغوط على النظام والميليشيات الشيعية المساندة له.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news