منتدى العميد علي عامر يعقد ندوة لمناقشة تحديات التعليم وأوضاع المعلمين في المحافظات المحررة

سمانيوز _ عدن / خاص

عقدت يوم الجمعة في منتدى العميد علي عامر ندوة بعنوان “التعليم وأوضاع المعلمين: التحديات والحلول” حيث ناقش المشاركون الأوضاع الراهنة للتعليم في اليمن وما يواجهه المعلمون من أزمات تهدد العملية التعليمية.

افتتح العميد علي عامر الندوة بتسليط الضوء على الظروف المأساوية التي يعانيها المعلمون معتبرا أن الإضراب رغم مشروعيته قد يضر بالطلاب الفقراء وهو أمر وصفه بأنه “محزن وغير مقبول” داعيا إلى إنهاء الصمت إزاء هذا الواقع.

هذا وكانت أبرز المداخلات خلال الندوة

1.الدكتور عوض العلقمي

أشار إلى أن الجنوبيين منذ عام 1967م يعانون من اتهامات بمجرد مطالبتهم بحقوقهم مثل وصفهم بالرجعية أو الإمبريالية. وأضاف أن الجنوب لم يفرز قيادات قادرة على إدارة شؤونه لافتا إلى أن الاستغلال السليم للموارد يمكن أن يحقق استقرارا. تساءل عن الإيرادات وأين تذهب مؤكدا ضرورة إيجاد إجابة لهذا السؤال في ظل الأوضاع الكارثية.

2.المهندس عبدالعزيز النامس

تحدث عن ندوة أقامها المركز الثقافي العدني بعنوان “إنقاذ المعلم” موضحا أن الندوة تضمنت مقترحات تم اختصارها في مادة فلمية تناولت التعليم بعدن حتى عام 1990م. وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالمعلم لتحسين مخرجات التعليم، مقترحا أن يتحمل التحالف جزءا من رواتب الجنود لدعم العملية التعليمية.

3.الأستاذ سعيد اليهري تحدث عن جانب هام في التعليم وهو صناعة العقول والحلول مشيرا خلال مداخلته إلى نزولاتهم الميدانية. أوضح قائلا: “نزلنا إلى ثانوية يوجد فيها 71 مدرسا ولكن عدد القائمين على العمل الفعلي لا يتجاوز 18 فقط” متسائلا: أين هم بقية المدرسين الذين ليسوا على رأس العمل؟ وأكد أن جذر الفساد يكمن في وزارة التربية والتعليم.

وفيما يخص الإضراب أوضح اليهري أن الضحية الأولى هي الطالب مشيرا إلى ضرورة إعطاء المعلم الأولوية. وأضاف قائلا: “لا توجد إرادة حقيقية لحل قضية المعلمين”.

4.الدكتور عارف جعفر تناول في مداخلته قضية الإضراب موضحا أن من يؤيده على حق، ومن يعارضه أيضا على حق.

وتساءل قائلا: “ما دام لدينا إمكانية وإرادة دولة فلماذا لا نتبع نموذج بعض دول شرق آسيا مثل ماليزيا وسنغافورة التي نهضت من حالة الفقر المدقع إلى أوضاع أفضل بكثير؟”

كما أشار إلى معاناته الشخصية مع تعليم أبنائه حيث قال: “أنا أواجه صعوبة مع أولادي بسبب ضعف التعليم وأضطر إلى تدريسهم بنفسي بعد المدرسة.” واختتم مداخلته بتساؤل عميق: “هل لدينا نوايا صالحة للبناء أم نوايا للتدمير؟”

وأكد الدكتور عارف أن حل قضية الإضراب سيؤدي إلى أضرار تلحق بالجميع لكنه شدد على ضرورة تحديد المسؤول الأول عن هذه الأزمة. وقال: “المحافظ باعتباره رأس الحكومة المحلية والمسؤول عن شؤون محافظته قد بذل جهدا طيبا وقدم حلولا تدبيرية مؤقتة، لكنها غير كافية. نحن بحاجة إلى حل كامل وجذري لهذه الأزمة.”

وفي ختام حديثه وجه نصيحة للمحافظ قائلا: “يجب أن يكون التعليم في مقدمة أولوياتك باعتبارك المسؤول الأول عن تطويره.”

5.المهندس عبدالناصر شيخ ركز في حديثه على أهمية إيجاد حلول عملية للأزمة، مشيرا إلى أن جوهر المشكلة يكمن في الراتب. واقترح ضرورة استقطاع نسبة من جميع الأوعية الإيرادية لتخصيصها في صندوق لدعم قطاع التعليم.

وشدد عبدالناصر على أن الإشكالية الكبرى ليست فقط في نقص الموارد بل في غياب قيادة مسؤولة وقادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة هذه الأزمة.

6.حسين الجنيدي وكيل محافظة أبين أكد على أهمية دور المعلم باعتباره حجر الأساس في عملية النهوض بالمجتمع مشددا على ضرورة السعي لإيجاد حلول حاسمة ودائمة، مع إيصال آراء وتوصيات المعنيين إلى الجهات المسؤولة بجدية ووضوح. وصرح الجنيدي: “المعلم هو الاستحقاق الأهم والأول، ويجب أن ينال كامل الاهتمام، لأنه أساس التنمية والتعليم.”

وفي سياق حديثه، استعرض الجنيدي تجربته خلال لقاءات ميدانية، حيث أشار إلى أنه وجد بعض المعلمين في الجبهات بدلا من المدارس، قائلا: “كانت لنا كلمة واضحة: الرجال يجب أن يكونوا في المدارس، وليس في المتارس.” وأضاف أن هذا الواقع يعكس حالة من التجهيل المتعمد لأبنائنا، داعيا إلى تفعيل دور مجالس الآباء للعمل على تعزيز مكانة المعلم كرمز من رموز الوطن.

وأشار الجنيدي إلى أن إيرادات المحافظات المحررة كافية لتغطية رواتب جميع الموظفين في الدولة، منتقدا ضعف اهتمام بعض المنظمات التي كان من المفترض أن تساهم في دعم المعلمين. كما شدد على أهمية الحفاظ على الموارد المتاحة واستخدامها بفعالية لتحقيق الاستقرار.

وفي ختام حديثه، أعرب الجنيدي عن قلقه من عزوف الشباب عن التعليم، سواء بالالتحاق بالكليات أو حتى المدارس واتجاههم نحو العسكرة مؤكدا أن هذه الظاهرة تشمل أيضا المعلمين واصفا إياها بأنها “مصيبة”. وتساؤل في نهاية حديثه: “لماذا لا تخصص للمحافظات ميزانية تعادل ميزانية ثلاث فرق عسكرية؟”

7.الدكتور سعيد تناول في مداخلته قضية غياب هيكلة واضحة للأجور مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في وجود أزمة قيادة، وليس في نقص الموارد فقط. وأكد أن سوء الإدارة وفسادها يمثلان جوهر الأزمة الحالية.

وفي ختام مداخلته شدد الدكتور سعيد على أن الحل يكمن في معالجة الخلل على مستوى القمة مشيرا إلى ضرورة إنهاء الشراكة المزدوجة في السلطة، حيث لا يجوز أن يكون البعض شريكا في الحكم تارة ومعارضا تارة أخرى.

8.اختتم الدكتور محمد عمر البري النقاش بمداخلة أشار فيها إلى أن طرح الحلول ممكن لكن تنفيذها يمثل التحدي الأكبر. وأوضح قائلا: “نعمل دون وجود أي موازنات حديثة بل نعتمد على موازنات عام 2014م، وهو ما يؤثر على قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة.”

وأضاف الدكتور البري: “المشكلة الحقيقية ليست في التحالف بل فينا نحن. لا يسمح لأي جهة باستخدام الإيرادات إلا بقرار مباشر من الرئيس، حيث يتم تحويل الإيرادات السيادية إلى البنك المركزي، ما يؤدي إلى توقف كافة الموارد الإيرادية.”

وأشار البري إلى إمكانيات محافظة عدن قائلا: “عدن لديها القدرة على تغطية احتياجات أربع محافظات إذا تم تشغيل كل قطاعاتها الإيرادية، مثل المصفاة والميناء.”

وفي ختام حديثه اقترح الدكتور البري حلولا استثنائية منها العمل بالبند الرابع والذي يتيح للمحافظ اتخاذ قرار طارئ بإيقاف كافة المشاريع بعد اجتماع مع إدارة المديريات والمحافظ. وشدد على أهمية توجيه جميع الموازنات لدعم قطاع التعليم كحل مؤقت وضروري.

حيث كانت التوصيات التالية :

توجيه كافة الإيرادات المحلية لدعم التعليم وتحسين أوضاع المعلمين.

تعزيز الشفافية في إدارة الموارد المالية ومكافحة الفساد الإداري.

اتخاذ إجراءات عاجلة لتحفيز الكوادر التعليمية.

إشراك المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية في دعم العملية التعليمية.

وفي ختام الندوة أكد المشاركون على أن إصلاح التعليم يبدأ من تحسين أوضاع المعلم وضرورة تحمل الجهات الرسمية مسؤوليتها تجاه الأزمة المتفاقمة.

ودعوا إلى حلول جذرية تضمن استقرار العملية التعليمية وتعيد للمعلم مكانته كركيزة أساسية لبناء مستقبل أفضل.