في قرية برح الشجين، الواقعة على خط التماس بين المناطق المحررة والمناطق المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، في الحدود الإدارية بين تعز والحديدة، كانت ثلاث نساء وطفلتان يردن بئرًا قديمة منذ صباح اليوم الباكر، ينتظرهن أفراد العائلة ليعدن بالماء إلى القرية التي شردت المليشيا التابعة لإيران معظم أسرها، في رحلات شاقة لا تتوقف بين البئر والقرية.
لكن رحلة البحث عن الماء تحولت إلى مأساة مروعة، حين أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية طائرة مسيّرة على البئر تاركةً خلفها خمسة أرواح طاهرة صعدت إلى السماء.
كانت النساء يبحثن عن حصة من مياه الشرب أملًا في البقاء وسط حربٍ لا تعرف الرحمة فرضتها مليشيا الحوثي قسرًا على اليمنيين؛ لكن الحوثيين، في إرهابهم المعهود، أرادوا أن يحطموا حتى هذا الأمل البسيط، فخطفوا منهنّ الحياة مع كل قطرة ماء سقطت على الأرض المضرجة بالدماء.
حاولت المليشيا الإرهابية التغطية على جريمتها البشعة، فزعمت كذبًا أن غارة جوية استهدفت القرية؛ لكن أهالي برح الشجين يعرفون الحقيقة جيدًا، كما يعرفون من اعتاد قتل الأبرياء ويسعى دائمًا لإخفاء جرائمه الفظيعة تحت عباءة مزاعم كاذبة.
عقب الجريمة، قطعت مليشيا الحوثي شبكة الاتصالات عن القرية لمنع تسرب أي أنباء عن الجريمة، أراد الحوثيون أن يغطوا على جريمتهم بحق النساء، وأن يُدفن خبر قتلهنّ قبل أن توارى أجسادهن الثرى.
لم تكن هذه الجريمة الأولى من نوعها، حيث سبق وأن استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية القرية بقصف ممنهج لتهجير أهاليها قسرًا وتحويلها ثكنات عسكرية، وما تبقى فيها من أسر نالها اليوم جرم المليشيا الإرهابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news