حال التعليم وأهله : صوت يعبر عن معاناة الجميع

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 110 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حال التعليم وأهله : صوت يعبر عن معاناة الجميع

في واقعٍ يزداد قسوة يوما بعد يوم، أجد نفسي، كأستاذ جامعي، أكتب هذه الكلمات، لا عن معاناتي الشخصية فقط، بل عن معاناة زملائي وكل من يعمل في مجال التعليم. نحن، من يُفترض أن نكون حجر الأساس لبناء أجيال المستقبل، نكافح يوميا ليس فقط في أداء رسالتنا التعليمية، بل في البقاء على قيد الحياة وسط غلاء المعيشة وانعدام الاستقرار المالي.

لقد دخلنا الشهر الثالث بدون رواتب، ولا أجد كلمات تصف الألم الذي يعصف بي وبزملائي ونحن نبحث عن أبسط حقوقنا. كيف يمكن أن نكرس أنفسنا للتدريس في ظل تساؤلات لا تنتهي؟ كيف أوفر قيمة المواصلات؟ كيف أضمن قوت يوم لعائلتي؟ كيف أوفر طعاما متنوعا أو متطلبات التعليم للاولاد؟ أو حتى أبسط احتياجاتهم من خضار أو سمك؟!

هذا الوضع الكارثي ينعكس مباشرة على العملية التعليمية. كيف يمكن أن نقدم تعليما مكتملا، أو نمنح طلابنا الاهتمام الذي يستحقونه، ونحن محاصرون بهمومنا اليومية؟ التعليم، سواء الأساسي أو الجامعي، لا يمكن أن ينهض في ظل معاناة أساتذته ومدرسيه، الذين باتوا يقفون في طابور طويل من المقهورين في هذا الوطن.

الواقع السياسي يزيد الأمور تعقيدا. القيادات السياسية التي تدير شؤون البلاد يبدو أنها تعيش في عالم آخر، بعيدا عن معاناة الشعب. فبينما نتقلب نحن في أزماتنا اليومية، يعيشون هم في رفاهية، مستفيدين من رواتبهم التي تُصرف بالعملة الأجنبية، ومن موارد البلاد التي تذهب إلى جيوبهم.

والأغرب من ذلك، الصمت المطبق الذي يغلف هذا الشعب. كيف يمكن لشعبٍ يعاني الجوع والعطش أن يبقى صامتا؟ هل هو الإحباط؟ أم أنه فقدان الأمل؟ لا أعلم. لكن هذا الصمت يغذي استبداد الطبقة الحاكمة، ويمنحها مساحة أكبر للاستمرار في تجاهل معاناة المواطن العادي.

لا ننسى أيضا أن هناك دورا كبيرا تلعبه بعض الدول الشقيقة التي تمارس الابتزاز السياسي على بلادنا، فتمنع عنا مقومات الحياة ومصادر الإيرادات المحلية. وإن قدمت دعما، فبمنٍّ كبير وشروط مجحفة، كأننا نتوسل حقا من حقوقنا.

رغم كل ذلك، أؤمن أن هذا الوضع لن يدوم. فالأيام دول، والتاريخ علمنا أن الظلم مهما طال سينتهي. سيأتي اليوم الذي تنقشع فيه هذه الغيمة السوداء، وسينبعث هذا الشعب من جديد.

رسالتي هنا ليست فقط للتعبير عن الألم، بل لدق ناقوس الخطر. نحن بحاجة إلى وقفة جادة، إلى صحوة جماعية تطالب بحقوقها بوعي وحكمة. وإلى أن يأتي ذلك اليوم، سأظل أكتب، وسنظل نعمل رغم كل الظروف، لأن رسالتنا أسمى وأكبر من كل العقبات.

* أستاذ اقتصاد الاعمال المشارك - كلية المجتمع/ عدن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:قصف سعودي يستهدف هذه المنطقة

كريتر سكاي | 629 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 613 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 586 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 573 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 496 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 462 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 448 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 408 قراءة 

كانت حول (الانفصال)!.. الوزير الأسبق الرويشان يكشف تفاصيل مكالمة لرئيس الوزراء الأسبق لأخيرة!

موقع الأول | 382 قراءة 

كاتب سعودي: هذا ما كشفه خروج الانتقالي من عدن وتمدده إلى حضرموت

المشهد اليمني | 360 قراءة