حال التعليم وأهله : صوت يعبر عن معاناة الجميع

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 102 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حال التعليم وأهله : صوت يعبر عن معاناة الجميع

في واقعٍ يزداد قسوة يوما بعد يوم، أجد نفسي، كأستاذ جامعي، أكتب هذه الكلمات، لا عن معاناتي الشخصية فقط، بل عن معاناة زملائي وكل من يعمل في مجال التعليم. نحن، من يُفترض أن نكون حجر الأساس لبناء أجيال المستقبل، نكافح يوميا ليس فقط في أداء رسالتنا التعليمية، بل في البقاء على قيد الحياة وسط غلاء المعيشة وانعدام الاستقرار المالي.

لقد دخلنا الشهر الثالث بدون رواتب، ولا أجد كلمات تصف الألم الذي يعصف بي وبزملائي ونحن نبحث عن أبسط حقوقنا. كيف يمكن أن نكرس أنفسنا للتدريس في ظل تساؤلات لا تنتهي؟ كيف أوفر قيمة المواصلات؟ كيف أضمن قوت يوم لعائلتي؟ كيف أوفر طعاما متنوعا أو متطلبات التعليم للاولاد؟ أو حتى أبسط احتياجاتهم من خضار أو سمك؟!

هذا الوضع الكارثي ينعكس مباشرة على العملية التعليمية. كيف يمكن أن نقدم تعليما مكتملا، أو نمنح طلابنا الاهتمام الذي يستحقونه، ونحن محاصرون بهمومنا اليومية؟ التعليم، سواء الأساسي أو الجامعي، لا يمكن أن ينهض في ظل معاناة أساتذته ومدرسيه، الذين باتوا يقفون في طابور طويل من المقهورين في هذا الوطن.

الواقع السياسي يزيد الأمور تعقيدا. القيادات السياسية التي تدير شؤون البلاد يبدو أنها تعيش في عالم آخر، بعيدا عن معاناة الشعب. فبينما نتقلب نحن في أزماتنا اليومية، يعيشون هم في رفاهية، مستفيدين من رواتبهم التي تُصرف بالعملة الأجنبية، ومن موارد البلاد التي تذهب إلى جيوبهم.

والأغرب من ذلك، الصمت المطبق الذي يغلف هذا الشعب. كيف يمكن لشعبٍ يعاني الجوع والعطش أن يبقى صامتا؟ هل هو الإحباط؟ أم أنه فقدان الأمل؟ لا أعلم. لكن هذا الصمت يغذي استبداد الطبقة الحاكمة، ويمنحها مساحة أكبر للاستمرار في تجاهل معاناة المواطن العادي.

لا ننسى أيضا أن هناك دورا كبيرا تلعبه بعض الدول الشقيقة التي تمارس الابتزاز السياسي على بلادنا، فتمنع عنا مقومات الحياة ومصادر الإيرادات المحلية. وإن قدمت دعما، فبمنٍّ كبير وشروط مجحفة، كأننا نتوسل حقا من حقوقنا.

رغم كل ذلك، أؤمن أن هذا الوضع لن يدوم. فالأيام دول، والتاريخ علمنا أن الظلم مهما طال سينتهي. سيأتي اليوم الذي تنقشع فيه هذه الغيمة السوداء، وسينبعث هذا الشعب من جديد.

رسالتي هنا ليست فقط للتعبير عن الألم، بل لدق ناقوس الخطر. نحن بحاجة إلى وقفة جادة، إلى صحوة جماعية تطالب بحقوقها بوعي وحكمة. وإلى أن يأتي ذلك اليوم، سأظل أكتب، وسنظل نعمل رغم كل الظروف، لأن رسالتنا أسمى وأكبر من كل العقبات.

* أستاذ اقتصاد الاعمال المشارك - كلية المجتمع/ عدن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بالتفاصيل: الجوازات السعودية تعلن الفئات الممنوعة نهائياً من تأشيرات الزيارة

نيوز لاين | 453 قراءة 

اختطاف الضابطة حنان بدر الدين الحوثي في صنعاء 

بوابتي | 351 قراءة 

وفاة الداعية ‘‘محمد المقرمي’’ أثناء استعداده لصلاة الفجر في مكة المكرمة

المشهد اليمني | 321 قراءة 

من دون كفيل أو عقد عمل.. السعودية تطلق إقامة مميزة لمدة 5 سنوات برسوم رمزية وامتيازات كبيرة

نيوز لاين | 288 قراءة 

وفاة الداعية محمد المقرمي خلال استعداده لصلاة الفجر في مكة المكرمة  

قناة المهرية | 285 قراءة 

عاجل:انتشار امني واغلاق الطرقات الرئيسية الى مطار عدن

كريتر سكاي | 259 قراءة 

حضرموت على صفيح ساخن .. “الانتقالي” يدفع بتعزيزات ضخمة و“بن حبريش” يدعو للإحتشاد بعد تهديدات بـ“معركة كبرى”

يني يمن | 254 قراءة 

اليمن: انهيار رقمي يضرب الدعاية الحوثية.. والجماعة تنسبه لمؤامرة أمريكية–إسرائيلية

يمن فيوتشر | 235 قراءة 

وفاة الشيخ المهندس محمد المقرمي بعد رحلة إيمانية وعمل خيري

بوابتي | 222 قراءة 

من هو؟ وفاة الشيخ محمد المقرمي الداعية اليمني في مكة أثناء الاستعداد لصلاة الفجر

تهامة برس | 220 قراءة