"عوامل و5 متغيّرات".. ما وراء تغير خرائط السيطرة في شمال سوريا

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 105 مشاهده       تفاصيل الخبر
"عوامل و5 متغيّرات".. ما وراء تغير خرائط السيطرة في شمال سوريا

الهجوم الذي أطلقته فصائل المعارضة ضد النظام السوري في ريفي حلب وإدلب يغيّر لأول مرة منذ شهر مارس 2020 خرائط السيطرة في شمال غرب البلاد، بعدما ثبتها اتفاق تم التوصل إليه بموجب لقاء مباشر بين الرئيسين التركي، رجب طيب إردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين.

وخلال 24 ساعة تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على عشرات القرى والبلدات في الريف الغربي لحلب، وباتت تبعد الآن بضع كيلومترات عن مركز المدينة، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وليس ذلك فحسب، بل فتحت الفصائل محورا هجوميا ثانيا، الخميس، وتحاول في الوقت الحالي الوصول إلى مدينة سراقب التي كانت خسرتها في 2019. وهذا العام أعيد التذكير به بشكل لافت من قبل مصادر تركية نقلت عنها وكالة "رويترز"، والصحفي المقرب من الحكومة، راغب صويلو.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب أنقرة وموسكو، وهما الطرفان الفاعلان سياسيا وعسكريا، في المشهد المتعلق بمناطق شمال غرب سوريا المكتظ بالسكان الأصليين والنازحين.

لكن ووفقا لمصدر أمني تركي نقلت عنه "رويترز" فإن هجوم المعارضة السورية باتجاه حلب يقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب، التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019، مضيفا أن "العملية المحدودة لجماعات المعارضة توسعت بعد أن غادرت قوات الحكومة السورية مواقعها".

ومن جهته نقل الصحفي المقرب من الحكومة، راغب صويلو، عن مصدر أمني تركي كبير لم يسمه قوله إن "العملية العسكرية تهدف إلى استعادة حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي تم الاتفاق عليها أصلا في عام 2019 من قبل روسيا وتركيا وإيران".

وأضاف المصدر أن هجمات روسيا والنظام قلصت حجم منطقة خفض التصعيد بعد أن سيطرت قوات موالية لبشار الأسد، بما في ذلك حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران، على المزيد من الأراضي بالقرب من حلب في عام 2020 في انتهاك للاتفاق.

ويشترك في الهجوم "هيئة تحرير الشام" وفصائل عسكرية أخرى مدعومة من تركيا.

وتشير جميع المعطيات الميدانية وغير الرسمية التي صدرت على لسان مصادر أمنية إلى أن الحدود التي سيكون عليها الميدان في المرحلة المقبلة لن تكون كما سابق عهدها، عندما أبرم اتفاق سوتشي 2020، بين إردوغان وبوتين.

ميدان الشمال ما قبل الهجوم

وكانت عملية تنفيذ اتفاق 2020 المتعلق بإدلب والمبرم بين روسيا وتركيا وصلت خلال السنوات الماضية إلى طريق مسدود، ولم تتمكن موسكو وأنقرة لعدة مرات من تثبيت البنود على الأرض، لعدة أسباب واعتبارات.

ومنذ تلك الفترة لم يخرج مشهد إدلب ومحيطها الذي يشمل أجزاء من ريف اللاذقية وحلب عن نطاق استمرار الضربات من جانب قوات النظام السوري وروسيا.

وتصاعدت هذه الضربات على نحو كبير، خلال اليومين الماضيين، مما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم أطفال داخل مدينة أريحا في منطقة جبل الزاوية.

علاوة على ذلك كانت قوات النظام وروسيا زجت بسلاح جديد على خطوط التماس منذ بداية 2024، وتمثل بالطائرات المسيرة الانتحارية، مما أسفر أيضا عن مقتل مدنيين فيما خلق حالة من عدم الاستقرار والخوف.

وتقول الفصائل المعارضة المنفذة للهجوم إن عمليتها الحالية تستهدف تأمين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وتشير في البيانات التي تصدرها إلى حالة القصف الواسعة التي حصلت من قبل الأخير والميليشيات الإيرانية المساندة له.

وفي حين يربط خبراء ومراقبون أسباب العملية بتصاعد الضربات على المنطقة يشيرون في حديث لموقع "الحرة" إلى عوامل وسلسلة من المتغيّرات.

جمود على 3 مستويات

على مدى الشهرين الماضيين كانت أنقرة (على كافة المستويات) تخاطب الأسد وتدعوه للقاء من أجل بدء عملية التطبيع على صعيد العلاقة، لكن رئيس النظام السوري لم يتفاعل مع هذه الاندفاعة بإيجابية، مشترطا انسحاب تركيا من سوريا قبل أن توضع أي خطوة فعلية على الأرض، عسكريا وسياسيا.

ولم يكن الأسد الوحيد الذي لم يتفاعل بإيجابية، بل انضمت إليه روسيا وإيران.

بالعودة إلى ما قبل الهجوم الحالي صرّح وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، أن تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا "ليس من أولويات إيران"، وبالنسبة لروسيا فإن مثل هذه القضية ليست على جدول أعمالها، حيث يوجد بالفعل وقف لإطلاق النار في المنطقة ولم يظهر أي تهديد خطير على موسكو.

وفي غضون ذلك أضاف فيدان أن "إردوغان قدم اقتراحا مهما بشأن هذه القضية".

ومع ذلك، لا يبدو الجانب السوري مستعدا أو منفتحا على تقييم بعض القضايا، كما أن النظام ليس منفتحا حتى على المحادثات مع معارضيه، على حد تعبير وزير الخارجية التركي.

ما العوامل والمتغيرات؟

في حديثه لموقع "الحرة" يوضح، أنطون مارداسوف، وهو محلل روسي وباحث غير مقيم في معهد الشرق الأوسط، أن الهجوم "ربما يدفع روسيا إلى التدخل وتعزيز المفاوضات مع تركيا بشأن قضايا أوسع نطاقا، وهو ما رفضت موسكو فعله سابقا".

ويقول في المقابل إنه جاء بناء على 5 عوامل، أولها أنه سمح لـ"تحرير الشام" باحتواء الاحتجاجات ضد زعيمها، أبو محمد الجولاني، وأتاح للأخير الفرصة لإرسال مقاتلين أجانب - كان يحاول التخلص منهم سابقا ولم يستطع - إلى ساحة المعركة.

يذهب العامل الثاني باتجاه رفض الأسد للتقارب مع إردوغان، ورغم أن دمشق أظهرت نوعا من الاستعداد للتقارب، إلا أنها فعليا لم تفعل شيئا على صعيد المصالحة.

كما يضيف مارداسوف أن الهجوم الحالي قد يكون مرتبطا بـ"قصف مواقع قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي، ويمكن أن يتطور إلى عملية تركية جديدة على غرار (الضربة المفاجئة) التي أشار إليها إردوغان".

ولا يفصل الباحث الروسي عامل التوقيت الذي يقع في المرتبة الثالثة، ويشير إلى أن الهجوم جاء بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما جعل الأضواء الإعلامية تتجه نحو "تحرير الشام".

وربما كان هناك حساب لصعوبة تحرك قوات حزب الله أثناء الهدنة، لأن أي تحرك يمكن أن يُعتبر خرقا للاتفاق من قِبَل إسرائيل والولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى، يعتقد مارداسوف أن هجوم الفصائل يرتبط أيضا بحالة قوات الأمن السورية، التي تقوم بأنشطة غير مفيدة حاليا في ظل الوضع الحالي، مثل التدريب على القفز بالمظلات، بينما تشهد المناطق معارك باستخدام طائرات مسيرة.

وبدأت فصائل المعارضة مؤخرا استخدام الطائرات المسيرة، بينما القوات النظامية تستخدمها تحت إشراف مباشر من حزب الله والإيرانيين.

ولا يستبعد الباحث الروسي أيضا أن يكون الهجوم وتوقيته مستندا أيضا على حالة التوتر بين الأسد وحزب الله بسبب اختلاف المواقف والمناورات السياسية للنظام السوري، ما يضعف التنسيق بينهما.

"الحلفاء ضعيفون"

ويبدو بشكل متزايد أن الغزو الروسي لأوكرانيا والهجمات الإسرائيلية على إيران عبر الميليشيات الشيعية قد أديا إلى إضعاف نفوذ روسيا وإيران في سوريا أكثر مما كنا نتوقع، كما يقول الباحث السياسي والأمني التركي، عمر أوزكيزيلجيك.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

حقيقة وصول عملة جديدة فئة 2000 ريال .. صورة

نيوز لاين | 8155 قراءة 

قريب قيادي كبير يصفي 5 حوثيين في صنعاء داخل هذا المنتزه بالنار.. أسماء

نافذة اليمن | 3257 قراءة 

العليمي يفاجئ الجميع بهذا الاجراء

العربي نيوز | 2407 قراءة 

توقعات بسقوط صنعاء بيد هؤلاء عقب حدوث هذا الامر الغير متوقع

كريتر سكاي | 2306 قراءة 

العليمي يصل الامارات لهذه المهمة العاجلة

اليوم السابع اليمني | 2161 قراءة 

يحدث الان في مارب (محصلة اولية)

العربي نيوز | 1674 قراءة 

توتر في صنعاء الليلة وانتشار امني كبير(صورة)

كريتر سكاي | 1565 قراءة 

الكشف عن أول تحرك من أمريكا لدعم انتفاضة أبناء إب في صنعاء(وثيقة)

المشهد اليمني | 1404 قراءة 

الخيانة العظمى!.. محاكمة عسكرية لقائد (جهاز الأمن والمخابرات) وخمسة آخرين في مأرب

موقع الأول | 1029 قراءة 

صنعاء.. مليشيا الحوثي تستحوذ على أصول شركة صناعية تجارية

يمن فويس | 816 قراءة