خرجت بالأمس من البيت بصحبة صديق، ونادرا ما أخرج من بيتي إلا للضرورة القصوى، بسبب مشاهد الجوع والبؤس والفقر والتعاسة الذي ألمسه بعيون الناس بكل شارع وكل زقاق، وبعدها أعود إلى البيت مكتئبا حزينا ومتعبا.
وصلنا إلى أمام سوق الرشيد بالحصبة، جنب بسيارته ونزل يشتري قات، وانا ظليت بسيارته. في ظرف عشر دقائق هرول إلى عندي شابتان بمقتبل العمر إحداهما تبيع محافظ وأشياء اخرى، وألحتا على الشراء منهما فتعاطفت مع كفاحهن واشتريت من إحداهن محفظة والأخرى فاين. وقلت لهن ممتاز هذا الكفاح من أجل لقمة العيش خيرا من التسول. غادرن، وأتى بعدها عدد من المتسولين أغلبهم نساء عجائز.
بعدها اتجهنا نحو شارع المطار، جنب يشتري لنا ماء أمام بيت الشائف، فأتت امرأة تبدو بمنتصف العقد الخامس من عمرها، تعرض علي شراء ليف مخصصه لتدليك الجسم أثناء الاغتسال، فاعتذرت لها فلم تلح. غادرت بلطف فشعرت بانكسارها والحزن والتعاسة تنبعث من نظراتها، عرضت على السيارة المقابلة الشراء منها فلم يشتر. شاهدتها تغادر بعيدا فشعرت بتأنيب ضمير لأنني خذلتها ولم أشجعها وأشتري منها. أخرحت رأسي من باب السيارة وناديت عليها ارجعي، فعادت إلي فرحة فقلت لها بكم الليفة الكبير وبكم النوع الصغير. قالت الكبيرة بألف والصغيرة بخمسمائة. قلت لها ادي ابو ألف ريال، واشتريت منها. ففرحت فقلت لها انتي امرأة مكافحة محترمة، فقالت يا اخي خليها على الله ، والله انني ابيعهن لواحدة ماهنش حقي ويقع لي خلف الواحدة مبلغ مائتين ريال بركة...
غادرت وشعرت بارتياح لانني اشتريت منها ولم أخذلها حتى ولو لم أكن بحاجة لشراء ما تعرض..
بعدها بلحظات أتت متسولة كبيرة السن تطلب المساعدة.
الخلاصة، يجب على كل واحد وجد مثل هؤلاء المساكين المكافحين بالشوارع تحت زمهرير الشمس أن يشجعهم ويشتري منهم ، حتى ولو لم تكن بحاجة لشراء ما يعرضون.
وتساءلت في نفسي ما الذي أخرج النساء اليمنيات للشوارع بهذه الأعداد المهولة يتكففن الناس؟! وأين هي العزة والكرامة التي يتشدق بها الحكام المؤمنين صباح مساء؟!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news