العربي نيوز- ابوظبي:
حسم طارق عفاش قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" في الساحل الغربي لليمن، المنافسة بينه وابن عمه الرئيس الاسبق علي عفاش وقائد جيشه العائلي سابقا، احمد علي عفاش، على زعامة اسرتهما سياسيا، باجراء يعدم أي فرصة أمام ابن عمه للعودة الى المشهد السياسي او السلطة في اي موقع.
كشف هذا تصريح احمد علي عفاش، ولأول مرة، علنا، عن عمق الخلافات بينه وابن عمه قائد احد الوية جيشه سابقا (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) طارق محمد عفاش، عبر توجيه "صفعة قوية" له اثناء تواجده في الامارات منذ اسبوعين للعلاج من اصابته بحادث دهس موكبه سيارة مواطن على طريق "الخوخة-المخا".
جاء كشف حدة الخلافات، بتعمده احمد علي المقيم في الامارات منذ اقالته من قيادة الجيش العائلي في يونيو 2013م، زيارة محافظ شبوة النائب البرلماني المؤتمري، عوض محمد عبدالله بن الوزير العولقي في العاصمة الاماراتية ابوظبي عقب مغادرته أحد مستشفياتها، وامتناعه عن زيارة ابن عمه طارق عفاش في مستشفى مجاور.
وتداول الجيش الالكتروني لأحمد علي عفاش واسرته، على منصات التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين (18 نوفمبر) صورا للقاء جمعه مع محافظ شبوة، البرلماني المؤتمري، عوض محمد بن الوزير العولقي، قالت انها خلال زيارة نفذها للاطمئنان على صحته بعد اجرائه عملية جراحية باحد مستشفيات ابوظبي".
شاهد .. احمد علي يزور العولقي بأبوظبي (صور)
أظهر تجاهل احمد علي ابن عمه طارق عفاش في ابوظبي، "وجود خلافات عميقة بينهما" حسب مراقبين للشأن اليمني وسياسيين رأوا أن "هذا الموقف اللافت يؤكد تصاعد الخلافات بين احمد وطارق على زعامة اسرتهما سياسيا ووراثة علي عفاش في السلطة".
لافتين إلى أن "طارق عفاش استغل العقوبات الدولية التي ظلت مفروضة على احمد علي من مجلس الامن الدولي بما فيها تقييد النشاط السياسي وحظر السفر وتجميد الارصدة البنكية، وحسم لصالحه المنافسة مع ابن عمه على زعامة الاسرة سياسيا ونصيبها في السلطة".
وصّعَّد التحالف بقيادة السعودية والامارات، طارق عفاش، إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي، بعدما ضغط على الرئيس عبدربه هادي هادي ونائبه على محسن الاحمر، لنقل السلطة اليه وتفويض صلاحياته له، مطلع العام 2022م، في مسعى لاستقطاب قواعد عفاش.
في المقابل، وجد احمد علي عفاش نفسه، بعد رفع مجلس الامن الدولي العقوبات الدولية عنه ووالده بطلب من مجلس القيادة الرئاسي؛ خارج المشهد السياسي ولا فرصة أمامه للعودة إلى السلطة، لاستحالة ان تضم السلطة التوافقية عضوين من الاسرة نفسها.
ووفقا لسياسيين مهتمين، فإن مساعي قيادات جناح عفاش بالمؤتمر الشعبي لدى التحالف، الرامية إلى تصعيد احمد علي لرئاسة الحزب تمهيدا لفرضه رئيسا لليمن "اصيبت بمقتل بعد تصعيد طارق عفاش للمجلس الرئاسي ممثلا لاسرة وقواعد الرئيس الاسبق عفاش".
مشيرين إلى أن "صعود طارق عفاش لعضوية المجلس الرئاسي انهى المستقبل السياسي لأحمد علي". ونوهوا إلى أن "احمد علي لن يقبل تعيينه بموقع ادنى من طارق عفاش، الذي كان يوما قائدا مباشرا له ابان تولي طارق قيادة احد الوية الحرس الجمهوري".
ولفتوا إلى أن "حالة واحدة" يمكن فيها ان يعود احمد علي عفاش الى السلطة، اكان عضوا او حتى رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وهي ان "يستقيل ابن عمه طارق عفاش من عضوية المجلس أو يُعين بمنصب وزاري أدنى، وهو ما لن يقبل به طارق بأي حال".
على صعيد أخر، استفزت زيارة احمد علي عفاش لمحافظ شبوة، البرلماني المؤتمري عوض بن الوزير العولقي، الجنوبيين وبصورة اكبر الموالين لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وعززت شكوكهم في توغل نفوذ احمد علي في المحافظات الجنوبية، وبمقدمتها شبوة.
واعتبر سياسيون وناشطون في صفوف "الانتقالي الجنوبي" الزيارة "تجديدا للتواصل السياسي والتنظيمي بين الجانبين". مشيرين إلى "حميمية العلاقة التي اظهرتها الصور في تصافح احمد علي وعوض بن الوزير"، ولافتين الى "انتماء ابن الوزير لجناح عفاش".
مبدين استنكارهم ما سموه "استمرار نفوذ نظام علي صالح وأسرته في الجنوب وبصورة اكبر نجله احمد عبر شركته النفطية العاملة في حقول شبوة، وغيرها من المصالح التي اكتسبها عفاش واسرته دون وجه حق باستغلال سيطرتهم على حكم اليمن طوال 33 عاما".
يملك احمد علي عفاش، اسهما في شركة او ام في (OMV) النفطية النمساوية العاملة في محافظة شبوة، والمملوكة معظم اسهمها لدولة الامارات، وتأتي على رأس قائمة "شركات البترول الأجنبية العاملة في اليمن"، وهي شركة متكاملة للنفط والغاز الدولية، ومقرها في فيينا.
وحسب الموقع الرسمي لوزارة النفط والمعادن بالحكومة اليمنية، فإن شركة OMV النمساوية "أعمالها الرئيسية هي استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وتوزيع الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة، وتكرير وتسويق المنتجات النفطية. وقيمتها السوقية 11350000000 € ( نهاية عام 2013) مع مبيعات مجموعة من 42410000000 € ".
تفاصيل:
شركات البترول الاجنبية العاملة في اليمن
وأعلنت شركة زينيث الهولندية في يناير الفائت عن شراء حصة شركة MVO النمساوية وحق الامتياز الممنوح لها في قطاع اس 2 (العقلة) النفطي، أحد اكبر القطاعات النفطية في محافظة شبوة، في صفقة وصفها خبراء ومتخصصون في المجال النفطي بـ "المشبوهة" تقدر قيمتها بأكثر من 21.6 مليون دولار.
سبق هذا، تعيين الرئيس هادي، المؤتمري عوض محمد بن الوزير العولقي، محافظا لشبوة، بضغط من التحالف بقيادة السعودية والامارات لاقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، إثر تجديده مطالبة القوات الاماراتية بإخلاء منشأة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني المسال، الذي تعطله باتخاذ المنشآة قاعدة لها منذ 2016م.
تفاصيل:
شاهد أخر قرار لمحافظ شبوة محمد بن عديو (وثيقة)
وجاء قرار إقالة عديو في ذروة عطائه، وتعيين البرلماني المؤتمري في جناح عفاش بالمؤتمر الشعبي عوض محمد الوزير العولقي، عقب شهرين على عودة الاخير من اقامة طويلة لست سنوات في الامارات، وحشده القبائل بالاموال الاماراتية وشن حملة استهداف واتهامات وتحرض ضد محافظ شبوة محمد بن عديو.
ترافق قرار اقالة عديو وتعيين العولقي، مع دفع التحالف بقوات "العمالقة الجنوبية" وما كان يسمى "النخبة الشبوانية" وصارت اليوم تسمى "دفاع شبوة"، الى دخول محافظة شبوة، تحت غطاء ما سمي "عاصفة الجنوب" وبزعم "تحرير ثلاث مديريات في شبوة من الحوثيين"، رغم ان الاخيرين كانوا قد انسحبوا منها، فعليا.
ورأى مراقبون للشأن اليمني حينها، أن "ضغط التحالف بقيادة السعودية والامارات لتغيير ابن عديو، رغم ما يحظى به من شعبيه ونجاحه في بسط الامن والاستقرار واستمرار عجلة التنمية، لمطالبته بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لتصدير الغاز؛ يأتي في سياق توجه التحالف لتبني تقسيم حكم اليمن بين نظام عفاش والانتقالي".
منوهين إلى أن "جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعب والمجلس الانتقالي الجنوبي، يلتقيان في الولاء الى الامارات، وسبق ان اعلنا الشراكة في اسقاط الشرعية بالمحافظات المحررة والحوثيين بمناطق سيطرتهم، بدعم مباشر من التحالف، ضمن توجه لتمكين نظام عفاش شمالا والانتقالي جنوبا".
وحذروا حينها (ديسمبر 2021) مما حدث لاحقا "خطوات متوقعة من جانب التحالف لإسقاط قيادات الشرعية، المحلية والعسكرية والامنية في باقي المحافظات المحررة، بما فيها مارب، ضمن توجه التحالف المريب المدعوم من دول كبرى في مجلس الامن تطرح الغاء القرار 2216 ومرجعيات الشرعية".
تفاصيل:
محمد عديو يعود لواجهة المشهد بهذا التصريح الهام
يشار إلى أن قيادات جناح عفاش في المؤتمر الشعبي في ابوظبي والرياض ومصر، ظلت لسنوات تسعى في الدوائر الدولية واروقة مجلس الامن الدولي لرفع العقوبات الدولية عن احمد علي ووالده، واصدار قرار جديد يلغي مرجعيات الشرعية ويقر تشكيل مجلس رئاسي يستوعب الحوثيين والانتقالي وباقي مكونات الشرعية، بقيادة احمد علي عفاش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news