عدن توداي
بقلم/د كمال البعداني
اليمنيون يمتلكون تأريخ عريق وحضارة عريقة ، ولكنهم للأسف الشديد غُيّبوا بطريقة او باخرى عن معرفة هذا التاريخ وهذه الحضارة ! فكم من اليمنيين اليوم يعرفون مثلا ان (بحر العرب ) الذي يتصدر إسمه الخرائط الجغرافية المدنية والعسكرية ، ويتم ذكره في المناهج الدراسية وتتداول اسمه وسائل الاعلام العالمية ، فكم من اليمنيين يعرف ان هذا البحر كان اسمه البحر اليماني او البحر اليمني ؟ فمسمى البحر العربي جاء مع مجيء الاستعمار الى المنطقة من الاستعمار البرتغالي الى البريطاني وغيرها ، فنجد مثلا ان الاصمعي الذي عاش في القرن الثاني الهجري ، قد تكلم عن اليمن وحدوده في كتابه ( جزيرة العرب ) قد ذكر فيه (البحر اليمني ) ، وقد نقل عنه ايضا ياقوت الحموي في كتابه الشهير ( مُعجم البلدان ) وتحديدا في الجزء الخامس الصفحة (511) فيقول وهو يصف اليمن وحدودها وجغرافيتها : ان البحر اليماني هذا الخط من البحر الهندي الى البحر اليمني عرضاً .. وقال ان البحر اليمني تحيط به ( دما ) وهي اول ارض عمان من جهة الشمال .
العالم الجغرافي الشهير . محمد بن محمد الادريسي ، نجد انه في كتابه المعروف ( نزهة المشتاق في اختراق الافاق ) وتحديدا في صفحة 53 قد تكلم عن البحر اليمني ، والادريسي عاش في القرنين الخامس والسادس الهجري ..
اما المسعودي الذي عاش مابين القرنين الثالث والرابع الهجري . وهو صاحب الكتاب ذائع الصيت ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ) فقد قال في الجزء الثاني ص 89 وهو يصف اليمن : ان بلد اليمن طويل وعريض . واستمر بالوصف حتى وصل الى البحر اليماني ، ويقول في هذا الكتاب : ان بحر القلزم ( البحر الاحمر ) انه مع الانحدار الذي يصل الى (بحر ( العرب ) اليوم يسمى كل الجهات التي تطل عليها اليمن من جنوب مكة الى جهة عُمان شرق الجزيرة العربية ، يسمى البحر اليماني لان بلاد اليمن تطل عليه .
واخيرا نجد ابن ( المجاور ) وهو يتكلم عن جغرافية الجزيرة العربية في كتابه ( المستبصر في صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز ) ، يقول : ممتدا الى بحر اليمن والى بحر فارس شرقاً ( الخليج العربي ) ،، ثم يقول ان ثلثي جزيرة العرب هي من بلاد اليمن ، وان البحر الذي نسميه اليوم بحر العرب واجزاء من البحر الاحمر يسمى (البحر اليمني ) لان بلاد اليمن تطل عليه ، وذكر ذلك ايضا الهمداني في كتابه ( صفة جزيرة العرب ). فكم من ابناء اليمن يعرفون ان البحر العربي اسمه الحقيقي ( البحراليمني )؟ ولماذا لم تُدرس هذه المعلومة للطالب اليمني ولم تذكر في المنهج الدراسي اليمني …؟ عندما تضعف اي بلد ذات حضارة وتاريخ فإن هذه البلد تصبح عُرضة للسرقة والسطو ليس على جزرها وموانئها وسواحلها وشراء ( رجالها ) فحسب ، بل حتى تاريخها يتعرض للسطو والسرقة كذلك ، فهناك اليوم من يشكك باصلنا ويعبث بتاريخنا وحضارتنا ، حتى ولو كان كل ذلك مثبت من عند ربنا في كتابه الخالد ؟ ومع هذا ماتزال المحاولات مستمرة لسرقة الجغرافيا والتاريخ ، يساعدهم في ذلك اقزام تولوا قيادة البلاد في احلك ظروفها #كمال_البعداني
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news