في خضم الأحداث والمتغيرات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، تبرز ملاحظات مؤلمة حول الوضع الراهن. فقد تشتت الأمل وضاع معالم المستقبل بين يدي من باع الوطن ورهنه للخارج. إننا اليوم أمام واقع يفرض علينا أن نقف معاً لنسترجع هويتنا ونصنع تغييراً حقيقياً.
لقد شهدت البلاد فترة من التفكك والانقسام، حيث انتشر الفساد بين الصفوف وظهر زعماء لا هم لهم سوى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن. كلهم باعوا البلد، وقبضوا الثمن، وباتوا يرقصون على بقايا أطلاله. اليوم، يُحاول بعضهم بيع ما تبقى من هذا الوطن في سوق الخردة، وكأنهم يتاجرون بأنقاض أحلام مستقبل أجيال كاملة.
إن انتظار الخير في ظل هذا الواقع هو بمثابة السير في دوائر مفرغة، حيث بدت المؤشرات واضحة على ضرورة التغيير. كفى انتظاراً، فالوضع لا يحتمل المزيد من التهاون أو التسويف.
عند الحديث عن الوحدة، لا بد من الإشارة إلى أنها ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي دعوة حقيقية لتحقيق السلام والعدل والمساواة للجميع. لقد أثبتت الأحداث أن من يريد الوحدة عليه السعي لتحقيق التفاهم بين الجميع، والعمل على تحقيق ما هو جميل يؤمن عيشاً كريماً للجميع، باللغة والممارسة.
إذا كان هدف الوحدة هو تحقيق الأمن والاستقرار، فإن كل أفراد المجتمع مدعوون للقيام بدورهم. فكل مواطن لديه مسؤولية وضع لبنات التضامن والتعاون من أجل بناء وطن يسع الجميع ويسمح لهم بالعيش بكرامة.
من جهة أخرى، فإن الرغبة في الانفصال عن الوضع القائم تتطلب بناءً حقيقياً. على من يسعى للانفصال أن يثبت جدارته من خلال وضع خطة مُحكمة لبناء دولة تمتلك كل المقومات اللازمة لتحسين حياة شعبها. بدلاً من الاستسلام لسيناريو الفشل، يجب التفكير في كيفية ضمان حياة كريمة للجميع دون حاجة إلى العودة إلى جذور الوحدة، التي لم يعد لها قيمة في سياق اللامبالاة المستمرة.
في ختام هذا المنشور، نؤكد ضرورة تحمل المسؤولية بداية من الأفراد إلى القيادات. فلنستنهض هممنا ونُقبل على التغيير. دعونا ندعو الله أن يُلهمنا جميعاً حكمة القرار ونُعزز قيم مشاعر الوحدة والمصالحة.
اللهم، اجعل هذا التغيير في صالح جميع أبناء الوطن، واغفر لنا ذنوبنا وارزقنا الصبر والقوة لتجاوز الصعاب. آمين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news