أعلنت الأمم المتحدة عن تضرر أكثر من 900 ألف شخص جراء الفيضانات في اليمن، خلال العام الجاري.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في منشور عبر منصة «إكس»: «في عام 2024، تضرر أكثر من 900 ألف شخص في اليمن جراء الفيضانات، معظمهم من النازحين داخلياً».
وأضاف أن «أحداث تغير المناخ تزيد من حدة الاحتياجات الإنسانية الملحة بالفعل في اليمن».
وتابع «تحتاج وكالات الإغاثة إلى زيادة الدعم لملايين الأشخاص في الأزمات الإنسانية التي تواجه حالات طوارئ متعددة القطاعات في اليمن والعالم».
يشار إلى أن اليمن يعد أحد أكثر البلدان المتضررة من تغير المناخ، وسط صعوبات كبيرة في مواجهة تداعيات الفيضانات التي تسببت أيضاً بمقتل وإصابة مئات الأشخاص هذا العام.
وقال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، نبيل عبدالحفيظ، إن محافظات حجة وصعدة ومأرب والحديدة وتعز وسهل تهامة بشكل عام، والساحل الغربي على البحر الأحمر، تعرضت خلال الفترة الماضية لسيول قوية، تسببت في خسائر بشرية كبيرة، وهدم وتصدع العديد من المنازل، بالإضافة إلى تجريف واسع للأراضي الزراعية.
وأوضح عبدالحفيظ خلال تصريح لـ"الاتحاد"حفي أن سكان تلك المناطق يتعرضون لـ«مشاكل مركبة»، لأن معظم البيوت طينية أو من القش، وبالتالي لم تصمد أمام السيول الجارفة، فحدثت الكارثة وخلفت خسائر، ولا توجد أي جهة يمكن أن تقدم دعماً للمناطق المنكوبة، بسبب سيطرة الحوثيين عليها والذين لا يقدمون أي معونات لإنقاذ المتضررين.
وحذر من أن السيول التي جرفت مساحات واسعة من الأراضي، جرفت أعداداً كبيرة من الألغام الأرضية والمتفجرات التي زرعها الحوثي في هذه المناطق، ما أدى إلى حدوث انفجارات أصابت عدداً من المزارعين ورعاة الأغنام، وأصبحت الألغام أكثر خطورة وعرضة للانفجار في أي وقت، مما جعل وضع البلاد أكثر مأساوياً.
وأعرب عبدالحفيظ عن أمله بتدخل الجهات الدولية والمؤسسات الإغاثية لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
من جهته، أشار مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، إلى أن الأمطار الموسمية الغزيرة تسببت في أضرار جسيمة ونزوح في العديد من المناطق اليمنية، مما فاقم الوضع الإنساني المتردي منذ 10 سنوات بسبب الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي.
وأشار الزبيري، في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى أن مخيمات النازحين هي الأكثر تضرراً من السيول والأمطار، بجانب البنية التحتية، والمدارس والطرق والمرافق الصحية، وتأثر سبل العيش التي كانت في الأصل ضعيفة، وعشرات المنازل دُمّرت كلياً وجزئياً، مما أرغم عشرات العائلات على النزوح، وتعرض المناطق الزراعية إلى أضرار بالغة.
وذكر أنه في الوقت الذي تتزايد فيه المآسي والكوارث والدمار بسبب السيول والأمطار، لم تهتم مليشيات الحوثي بالضحايا أو تقديم المساعدة لهم، كونها تسيطر على تلك المناطق وتجبي مبالغ كبيرة من التجار والمؤسسات والشركات.
وأشار الزبيري إلى أن تدخل المنظمات الدولية كان ضعيفاً وليس بالشكل المطلوب، ويجب على المجتمع الدولي دعم اليمن بصورة عاجلة وتوسيع نطاق الاستجابة للظواهر المناخية الشديدة، والاحتياجات العاجلة، والتي تشمل مواد الإغاثة الطارئة والمأوى والمساعدات المالية والغذائية والمياه والصرف الصحي والملابس، وحماية المدنيين وتوفير الإمدادات الطبية لضمان استمرارية الرعاية ودعم الإمدادات والمرافق الصحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news