أعد التحليل لـ”يمن ديلي نيوز” – سلمان المقرمي
قتل عدد من كبار قادة حزب الله العسكريين الذين كانوا في اليمن، كما قتل حسن نصر الله في غارات للاحتلال الإسرائيلي بلبنان، وفقد الحزب القيادة العليا لقوة الرضوان القوة الرئيسة في الحزب كان بعضها موجودا في اليمن. الحزب نفسه كان القوة الرئيسة في محور إيران الشيعي بالمشرق العربي.
ضربات قاسية
من المهم وضع إطار أوسع لمقاربة تأثيرات اغتيالات القيادة العسكرية لحزب الله، سواء الذين كانوا في اليمن أو الذين لم يكونوا هناك، بفرضية تعتبر المحور تحت قيادة إيرانية وبخطة واستراتيجية وأهداف وآليات إيرانية بالكامل، كان محورها حزب الله اللبناني، يقودها نصر الله سياسيا وإعلاميا، وقيادة قوة الرضوان عسكريا.
أدت سلسلة الاغتيالات التي لحقت بقادة حزب الله وعمق الاختراق الأمني الإسرائيلي للحزب إلى مراجعة كبيرة في قوة الردع الإيراني الذي كان متصورا قبل سبتمبر الماضي، واضطرت إيران لشن هجوم صاروخي ثان على الاحتلال في أكتوبر بعد مقتل نصر الله، ورد عليه الاحتلال بتدمير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، ولم يكن هناك رد إيراني بعد وربما لا يقع أصلا على ذلك الهجوم.
وظهر واضحا مستوى ضعف الهجمات التي يشنها الحوثيون والمليشيات الشيعية التابعة لإيران في العراق.
قد تؤدي الاغتيالات الإسرائيلية المكثفة لقادة الحزب في لبنان وسوريا وبدء الغزو البري لجنوب لبنان، مع ضعف عام لهجمات الحزب على شمالي عمق الاحتلال الإسرائيلي، إلى إعادة تفكير استراتيجي إيراني بوسائل الردع الخارجية عبر المليشيات بعد انكشاف استراتيجي لها كما في حالة حزب الله والمليشيات الشيعية في سوريا والعراق، رغم إنفاق طهران عليها مليارات الدولارات على مدى العقدين الماضيين.
ومع ذلك ترى بعض الدراسات أن إيران قد تلجأ إلى زيادة دعمها للمليشيات التابعة لها في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن.
تشير تقارير أخرى إلى أن إيران دخلت في مرحلة ضبابية: حزب الله ينشغل بنفسه أمام كثافة الضربات الإسرائيلية لقياداته.
إيران قد تعيد تقييم الدعم للحوثيين انطلاقا مما يجري في لبنان، والمؤشرات على أن فترة صعبة مقبلة تنتظر الحوثيين الذين عجزوا عن الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد موانئ الحديدة.
ما الذي كانوا يفعلونه في اليمن؟
مؤخرا كشف تقرير خبراء لجنة العقوبات التأثير الكبير لحزب الله في اليمن والسيطرة القيادية العليا في معظم الجوانب لحركة الحوثيين بما فيها القيادة العسكرية والاستراتيجية والمالية والتنظيمية والدعم والإعلام والتدريب وغيرها، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
وتشير الصفات القيادية لبعض قتلى قادة حزب الله إلى دورهم في اليمن مثل
“إبراهيم عقيل”
المعروف حركيا باسم الحاج عبدالقادر قائد قوة الرضوان نخبة قوات حزب الله، وكان يحتل منصب نائب المعاون الجهادي الذي يعد الشخص الثاني في الهيكل العسكري للحوثيين بعد المعاون الجهادي المنتمي للحرس الثوري.
أما الحاج أبو صالح واسمه
“محمد حسين سرور”
فقد كان قائد القوة الجوية لحزب الله، وظهر مبكرا في اليمن يشرف على الطيران المسير للحوثيين والصواريخ وقد قتل بعد أيام من عودته من اليمن، وفق تقارير إعلامية. وقتل القياديان في 20 و26 سبتمبر الماضي على التوالي بغارات الاحتلال.
كما قتل
“باسل شكر”
في 19 أكتوبر وكان موجودا في اليمن، وهو أحد أقارب فؤاد شكر أكبر قائد عسكري في حزب الله الذي قتل بغارة إسرائيلية في يوليو الماضي.
ونعت مصادر مقربة من الحزب القيادي في الحزب
“علي عادل أشمر”
(أبو مهدي)”، والذي قتل بغارة للجيش الإسرائيلي وورد الحديث عن وفاته في المصادر المفتوحة لأول مرة في الـ28 من الشهر الماضي.
يقول المتخصص الشؤون العسكرية “عدنان الجبرني” إن القيادي أشمر “كان من أبرز وأهم المستشارين مع الحوثيين، وأطولهم بقاء في اليمن، قبل عودته إلى لبنان. شارك في قيادة معارك إسقاط عمران، وكان يتواجد في “الغولة” (بمحافظة عمران)، وفي معارك اسقاط همدان وصنعاء كان يتواجد بالقرب من قرية “عَمَد” عيال سريح ثم في قرية “القابل” في ضواحي صنعاء الشمالية”، عام 2014.
على المستوى الميداني والعسكري كان قادة حزب الله المقتولين يخوضون أهم معركة لمحور إيران في المشرق العربي كله معركة إسقاط مأرب 2019-2022 والتي فشلوا فيها وكانوا على أطرافها عند بدء الهدنة في أبريل2022.
وبالتالي فإن غياب هؤلاء القادة، مع الانكشاف الاستراتيجي لهم، والتحديات العميقة التي يواجهها حزب الله وإيران في لبنان وسوريا وصولا إلى إيران نفسها، سيترك أثرا ستكشفه الأسابيع والفترة المقبلة على قوة الحوثيين وطبيعة تحركاتهم العسكرية وعلى مستوى المفاوضات وخريطة الطريق.
مؤشرات أخرى
فور مقتل “حسن نصر الله” أشارت تقارير وتحليلات إلى احتمال أن يدفع الحوثي إلى محاولة التبوء مكان حزب الله في محور إيران، وأن تكثف إيران من دعمها له، وأن تشتد وتيرة الهجمات.
بعد ثلاثة أسابيع من الاغتيالات التي طالت قيادة حزب الله بما فيها من كانوا في اليمن، تراجعت وتيرة الهجمات الحوثية بنسبة تصل إلى النصف مقارنة بما كان عليه قبل أشهر.
وبينما يفسر زعيم الحوثيين تراجع الهجمات إلى تراجع حركة السفن الملاحية في البحر الأحمر، يشير آخرون إلى أن الضربات الأمريكية أصابت أيضا جزءا من قدرات الحوثي البحرية والعسكرية بما فيها الرادات وأنظمة الإطلاق العسكرية.
بالتزامن مع تراجع هجمات الحوثيين والضعف الذي لحق بإيران مع انهيار سرديتها “وحدة الساحات” و “الصبر الاستراتيجي” تحسنت العلاقات السعودية الإيرانية إلى حد ما مؤخرا.
وقال مسؤول إيراني كبير عقب مشاركة قادة الوفد الإيراني في القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض مؤخرا إن طريق تعزيز العلاقات والتنمية مع السعودية لا رجعة عنه.
هذه التصريحات سبقها زيارة لرئيس أركان القوات السعودية إلى إيران في الأيام الماضية.
سيؤدي تحسن العلاقات السعودية الإيرانية إلى ضعف في الموقف الحوثي التفاوضي، نتيجة التركيز الإيراني على حماية نظامها، والتركيز لما يتعرض له حزب الله والغزو البري، وما قد يترتب على ذلك من تطورات في سوريا.
بالتزامن وصل إلى البيت الأبيض دونالد ترامب مرة أخرى ورغم أنه أعلن أنه لن يعمل على تغيير النظام الإيراني إلا أن كبار مسؤوليه قالوا إنه مستعد لسياسة الضغوط القصوى على إيران، مع تعيينه مسؤولين متشددين وداعمين بشدة للاحتلال الإسرائيلي في أهم مفاصل إدارته.
مرتبط
محمد حسين سرور
إبراهيم عقيل
باسل شكر
جماعة الحوثي
حزب الله
علي عادل أشمر
Copy URL
URL Copied
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news