الكاتب : د. جميل طربوش
بلا مقدمات.
لست أنا من يتكسب بكلماته.
لا كنت ولا سأكون بإذن الله تعالى.
واليوم نجد من يتكسب بشتائمه وسبابه وانتقاصه من الآخرين، ويجد أن هذه البضاعة مقبولة ورائجة في سوق بيع الكلمات. وللأسف هناك من يعد هذا السباب وهذه الشتائم بطولات ظنًا منه أنها شجاعة، وهي في حقيقتها وقاحة، فلئن كان المدح في سوق (بيع الكلمات) مفهومًا يفهمه الصغير والكبير طريقًا للتكسب، فهو طريقة قديمة لطلب كرم الممدوحين. لكن المرء يعجب كيف يطلب من يشتم الناس أن يكرموه؟. وهنا يزول العجب حين تكتشف خضوع من يتعرض لهذه الشتائم التي تصل في غالبها إلى الافتراءات والباطل بالكذب، وتجده يكرم من يسبه على قاعدة (اشترِ السفيه بنصف مالك)!!.
وهنا أجد نفسي لأول مرة أكتب عن ظاهرة تميز بها الشيخ أحمد العيسي وهي أنه لا يبالي بهؤلاء الجوقة ومن اتخذ السباب طريقًا للتكسب معتقدين أنه سيراضيهم ويشتري سكوتهم، بل يتوهم بعضهم أن الناس مصابة بذاكرة السمك وتنسى سريعًا فتعود للمديح بزمن أدق من زمن ذاكرة السمك أو إن شئت ذاكرة الذباب.
تميز الشيخ العيسي أنه لا يبالي بهؤلاء ويمضي في طريقه ويعمل بما يقتنع أنه الصواب..
هو يخطئ. نعم، ومن منا لا يخطئ؟
لكنك تشعر من خلال هذا الكم من الكذب والافتراءات أنه يتعمد الخطأ أو يحرص على الخطأ، ولكي يصبغون أكاذيبهم بصبغة المنطق يتكلمون عن الفساد. ولهؤلاء نقول: ليس هناك أفسد من أن تعيش من ضرع الكذب والافتراء.
ودعونا نتكلم بعيدًا عن رائحة المال النتنة.
نتكلم في الواقع وعن الواقع بعيدًا عن الشطحات الكذابة.
ماذا تملك رياضتنا من أساس لتقارع أي دولة في هذا العالم؟ وماذا تملك أنديتنا؟
هل لنا بنية تحتية صالحة لممارسة الرياضة؟
وهل الدولة أو حتى القطاع الخاص داعمون للرياضة والرياضيين؟
ثم حينما يطالب المترصدون للشيخ الذي يُحسب له أنه حافظ على حضور منتخباتنا الوطنية في كل المحافل الرياضية المتاحة _ يطالبون بإنجازات وبطولات لمنتخبنا الأول. فهل هذه مطالبات معقولة في ظل واقع يكشف أننا لا نملك أية مقومات لمثل هكذا طموحات هي أقرب للخيال.
العيسي طوال مدة رئاسته كان ساحرًا في حرصه على حضورنا الدائم في البطولات الرسمية حيث لا دعم ولا بنية تحتية ولا أمن ولا أمان وفي بلد هو الوحيد في العالم الذي يعيش شعبه الضياع ولا يدري ما الذي يُراد له في المستقبل وقد صارت له حكومتان ووزارتان وشعب يتشظى حتى لكأنه شعوب كثيرة.
نعم. فكونك تشارك بمنتخبات باستمرار ومداومة في مثل هكذا وضع فهو السحر.
ملحوظة:
أنا عندي كرت أحمر من اتحاد كرة القدم منذ 2006م
ولم أطلب إسقاط هذا الكرت. وما قلت ما قلته الآن إلا بسبب شطحات القادحين وحتى المادحين. فبظني أن الشيخ راسخ في مواقفه وواثق في خطواته.
أما أنا فلا أنتظر جائزة ولا جزاءً، فيقيني أن أي نقد يتجاوز العمل هو اعتداء؛ لأن ما سوى ذلك هو ارتزاق.
والله على ما أقول شهيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news