1
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية المشتركة المنعقدة اليوم في العاصمة السعودية الرياض، على أهمية تعزيز التعاون العربي والإسلامي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وأشاد في مستهل كلمته بالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على استضافتهما الكريمة لهذا الاجتماع الهام، ومواقف المملكة الثابتة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية.
دعم القضية الفلسطينية
وفي معرض حديثه عن الوضع الإقليمي، شدد الرئيس العليمي في كلمته التي طالعها المشهد اليمني، على موقف اليمن الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة. كما أكد إدانة اليمن للعدوان الإسرائيلي على لبنان، داعياً إلى تعزيز دور مؤسسات الدولة اللبنانية ومنحها القدرة على فرض سيادتها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
موقف حازم من الحوثيين
كما جدد العليمي رفضه لممارسات المليشيات الحوثية، التي قال إنها أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن والمنطقة، مشيراً إلى أن هذه المليشيات ساهمت في عسكرة المياه الإقليمية، مما يشكل تهديداً للمصالح الإقليمية والدولية.
القمة العربية الإسلامية: تراكم استراتيجي
أشار العليمي إلى الإنجازات التي تحققت على صعيد العمل العربي الإسلامي المشترك في العام الماضي، لافتاً إلى أهمية القمة العربية الإسلامية في دعم مبدأ حل الدولتين وتعزيز القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وأشاد بمشاركة الدول العربية والإسلامية في دعم هذا المبدأ، ودعوة المجتمع الدولي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني. كما ذكر أن جهود اللجنة الوزارية المشتركة قد ساهمت في تعزيز الحضور الدبلوماسي للقضية الفلسطينية، وهو ما توج بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة انضمام فلسطين كدولة عضو.
الدعوة لتوسيع الجهود الدبلوماسية
ودعا العليمي إلى توسيع وتفعيل الجهود الدبلوماسية العربية من خلال تفعيل آليات مثل مجلس السلم والأمن العربي وشبكة الأمان العربية، وتعزيز تكامل هذه الجهود مع أعمال اللجنة الوزارية المشتركة، ليس فقط في إطار القضية الفلسطينية، ولكن أيضاً لمعالجة الملفات الإقليمية الأخرى، مثل الحروب والنزاعات في بعض البلدان العربية.
تعزيز الموقف العربي لمواجهة التحديات
وختم العليمي كلمته بالتأكيد على أن تقوية الموقف الفلسطيني يبدأ بتعزيز الموقف العربي الداخلي، داعياً إلى عدم تسويف تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعمل على حل النزاعات البينية بين الدول العربية، وهو ما يساهم في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس العليمي عن شكره العميق للمملكة العربية السعودية على جهودها الرائدة في جمع القادة العرب والمسلمين، داعياً الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة شعوبهم وأمنهم واستقرارهم.
فيما يلي يعيد المشهد اليمني، نشر الكلمة كاملة:
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة العربية، والإسلامية غير العادية،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،،
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه،،
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على الاستضافة الكريمة لهذه القمة، ولمواقفهم الثابتة الى جانب قضايا الامة، والدفاع عن هويتها، وامنها القومي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
مضى عام كامل منذ انعقاد القمة العربية الاسلامية الاستثنائية بشأن العدوان الإسرائيلي الوحشي، الذي مازال قائما حتى اليوم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممعنا بالقتل والتشريد، بل والتوسع في عملياته العسكرية الى استهداف سيادة لبنان، ووضع المنطقة برمتها على شفى تصعيد عسكري يهدد امننا الوطني، والقومي على نحو غير مسبوق.
أصحاب الجلالة، و الفخامة والسمو،،
ان الجمهورية اليمنية تؤكد على الدوام موقفها الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة.
كما تؤكد ادانتها العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتأييدها الكامل لمساعي حكومته من اجل وقف دائم لإطلاق النار، وتعزيز دور مؤسساتها الوطنية، وتمكينها من فرض سيادتها على كامل أراضيها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
كما نجدد في هذا المقام موقفنا الرافض لممارسات المليشيات الحوثية الارهابية التي فاقمت من تدهور الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية لبلادنا وشعوب المنطقة، وقادت الى عسكرة بحارنا، ومياهنا الاقليمية خدمة للمصالح والاطماع التوسعية العدائية في المنطقة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
لعله من الانصاف الإشارة الى أهمية التراكم الاستراتيجي الذي حققته القمة العربية الإسلامية المشتركة على مدى العام الماضي، عبر تأطير العمل العربي الإسلامي التكاملي، وترسيخ مبدأ حل الدولتين، ومنحه مزيدا من الزخم السياسي والديبلوماسي، وحشد التأييد الدولي لصالحه بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وصموده الاسطوري.
وقد نجحت اللجنة الوزارية التي شكلت قبل عام في تعزيز الحضور الديبلوماسي غير المسبوق للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وهو ما توج بإقرار الجمعية العامة للأُمَم المتحدة انضمام فلسطين بصفتها دولة عضو في المنظمة الاممية، وصولا الى اعلان المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الشركاء الدوليين، إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين.
كما يستمر اجماع الدول العربية والإسلامية بضرورة وقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات العاجلة له كأولوية قصوى، ومع ذلك مازلنا بحاجة الى ممارسة المزيد من الجهد، والضغط لتحقيق هذه الأهداف، اضافة الى ادراج الملف اللبناني ضمن اجندة التحركات الديبلوماسية بما يضمن سيادة واستقلال هذا البلد العزيز.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
لقد أسست القمة العربية الإسلامية المشتركة، نهجا مغايرا في العمل الديبلوماسي الدولي، يقوم على التراكم والتكامل، والواقعية، وهو النهج الذي من شأنه ان يكبح مشاريع التوسع، والهيمنة، والعنف.
لذا فانه من المهم العمل على تعزيز هذه التجربة، والاستفادة من آلياتها الجماعية بصورة أكبر، بما يسهم في تسريع عمليات التكامل الإقليمي، والدولي لحماية مصالح شعوبنا وامنها القومي.
كما ندعو الى توسيع الجهود الحميدة للدبلوماسية العربية، وتفعيل مجلس السلم والامن العربي، وشبكة الأمان العربية، ودمجها بشكل تكاملي مع جهود اللجنة الوزارية المشتركة، بحيث لا تقتصر مهامها على القضية الفلسطينية المركزية، بل تمتد في الوقت نفسه لمعالجة الملفات الإقليمية في بلدان الحروب والنزاعات المسلحة، ودعم جهود بناء السلام، وتحفيز مشاريع المعرفة، وإعادة الاعمار.
أصحاب الجلالة، و الفخامة والسمو،،
لقد اثبتت لنا الخبرة التاريخية بان تقوية الموقف الوطني الفلسطيني، وتعزيز فرص حل الدولتين، انما يبدأ بتقوية الموقف العربي، وتعزيز تماسكه الداخلي.
كما ان ردع السلوك الإسرائيلي العدواني لا يمكن له ان يتحقق عبر حروب بالوكالة، وانما من خلال حل النزاعات، والخلافات البينية، ودعم الدولة العربية الوطنية وهويتها وسلمها الاجتماعي في مواجهة المليشيات المسلحة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية دون انتقاء، او تسويف.
كل الشكر مجددا للمملكة الشقيقة على هذا الجهد الرائد.. وفقنا الله جميعا لما فيه خدمة شعوبنا، وامنها واستقرارها، ونمائها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news