رؤية اقتصادية علمية في معالجة التحديات الراهنة

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 85 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 رؤية اقتصادية علمية في معالجة التحديات الراهنة

رؤية اقتصادية علمية في معالجة التحديات الراهنة

قبل 2 دقيقة

نقدم في مقالنا هذا رؤية اقتصادية علمية للإسهام في معالجة عديد من التحديات الاقتصادية والمالية، من خلال استعراض عديد من المقترحات والتجارب العلمية عن أهمية إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في التغلب على هذه التحديات، التي تتطلب حلولًا علمية متقدمة لتسيير المنظومة الاقتصادية وتحقيق استقرار مالي يخدم المواطنين من خلال التحكم في كافة العمليات المتعلقة بتوفير المنتجات والخدمات من المصدر إلى المستهلك النهائي

.

وللتوضيح أكثر حول ما نشر في المقال السابق والمتعلق "بإدارة سلاسل التوريد واللوجستيات"، فإننا نشدد على أهمية تضافر جهود الجميع (الحكومة ومؤسساتها المختلفة)، لتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة، وأهمية شراكة ودور المجتمعات المحلية من خلال استيعاب وفهم القارئ لمضمونه وأهدافه، وأن الاقتصاد اليمني يواجه تحديات كبيرة نتيجة الظروف السياسية والأمنية والتداعيات الاقتصادية الناتجة عن استمرار ميليشيا الحوثي حصار الحكومة اليمنية اقتصاديًا، إلى جانب هذه التحديات تواجه الحكومة اليمنية ضعفًا في أداء مؤسساتها ومواردها المركزية والمشتركة والمحلية بسبب نقص وغياب استراتيجيات ذات فاعلية تحقق نتائج ملموسة بكفاءة عالية، وبتكلفة اقتصادية أقل، بالتركيز على البعد الإنساني لتحقيق الاحتياجات الأساسية وفق مثلث تسلسل أهميتها، بالإضافة إلى تحقق البعد الرابع من أبعاد الإدارة وهو البعد الاجتماعي، والمعني بتحقيق بعد الفاعلية (تحقيق النتائج) وبعد الكفاءة (تحقيق النتائج بكلف اقتصادية أقل).

كما أن تحقيق البعد الاجتماعي يتم من خلال تحقيق التوازن لأهداف الاستراتيجيات وفقًا لمتطلبات التنمية المستدامة في الأجل القصير والأجل المتوسط والأجل الطويل، وإن عدم تحقيق ذلك في الآجال الثلاثة معاً يعتبر فشلًا في الإدارة التي تعنى بتحقق الأبعاد الثلاثة (الفاعلية، والكفاءة، والبعد الانساني) وعدم تحقيقها لذلك فإن الإدارة تعتبر غير أخلاقية لاستخدامها الموارد المادية والبشرية للمجتمع ولم تعنى بالاستدامة للأجيال القادمة، وغياب أو ضعف الاستراتيجيات المعنية بتحقيق هذه الأبعاد أثر سلباً على فاعلية وكفاءة وجودة الخدمات المقدمة لتلبية احتياجات الإنسان وذاتيته في الآجال القصير والمتوسط والطويل، مما أدى إلى ضعف وبطء في الاستجابة لتحقيق أبعاد الإدارة، وبالتبعيّة إلى عدم استغلال التمويلات الدولية المخصصة لرفع القدرات الفنية والتي تمثل عقبة في تحقيق التنمية المستدامة الملبية لتجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وإن تعزيز أداء المؤسسات ونجاح دور الدولة وحكومتها يتطلب تقوية مبادئ الحوكمة (الادارة الرشيدة) والعدالة والمساواة والشفافية والمساءلة. ووفقًا لطبيعة الوضع الحالي والتحديات القائمة، فإن بلادنا تواجه تحديات كبيرة في مجال سلاسل التوريد واللوجستيات (الامداد والنقل)، مما أدى إلى نقص كبير في فاعلية وكفاءة البنية التحتية في الطرق والموانئ والمطارات، حيث تعاني سلاسل التوريد من انقطاعات متكررة برًا وبحرًا وجوًا بسبب الصراع والموانع والحواجز الأمنية، وهذا بدوره خلق صعوبات متنوعة في الحصول على المواد الخام والسلع الأساسية سواء إقليمًا أو دوليًا، استيرادًا أو تصديرًا سواءً كان داخل المناطق المحررة أو بين المناطق المحررة والمناطق الجاثمة تحت سيطرة الحوثي.

وقد أفرز ذلك العديد من المخاطر أمام إدارة ونجاح سلاسل التوريد واللوجستيات للوصول إلى كل المناطق المتضررة والمحررة وتأخير وتعطيل في عمليات التوريد والنقل، وارتفاع تكاليف النقل والشحن، بالإضافة إلى مخاطر الأمن والسلامة للعاملين في المجال اللوجستي.

ونحاول من خلال استعراض مفاهيم إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات وماهيتها وأهميتها بتصرف علمي واقتصادي تبيان أهمية تحقيق أبعاد الإدارة الأربعة (الفاعلية، والكفاءة، والبعد الإنساني، والبعد الاجتماعي) لتجاوز ضعف الاستراتيجيات من خلال الفرص والفوائد المتحققة من نجاح إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في تحسين الأمن الغذائي والوصول إلى السلع الأساسية وخلق فرص عمل في مجال اللوجستيات وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية على المدى الطويل، من خلال الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية في الطرق والموانئ والمطارات وتطوير خطط طوارئ لضمان استمرارية العمليات اللوجستية لتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية (الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع ككل والمنظمات الدولية) وتشجيع الابتكار في الحلول اللوجستية المناسبة للسياق اليمني، والذي ينتج عنه عموماً نجاح دورة حياة المنتج أو السلعة أو الخدمة، وهذا ما يقود إلى الأثر الإيجابي في نجاح السياسة النقدية وتفعيل دور المؤسسات المالية والمصرفية في تعزيز بناء البنية التحتية المالية.

وتواجه إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات في اليمن تحديات كبيرة ومهمة بسبب الصراع والأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد، ومع ذلك هناك فرص لتحسين الوضع من خلال نجاح إدارة سلاسل التوريد، والاستثمار في البنية التحتية اللوجستية وتعزيز الأمن، وتطوير الحلول المبتكرة، وأن ذلك يتطلب تنسيقًا وتعاونًا بين مختلف الجهات المعنية (الحكومة بمؤسساتها المركزية والمحلية وكذا القطاع الخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي ككل) لصياغة وتطبيق الاستراتيجيات المبنية على تحليل نقاط الضعف ونقاط القوة والفرص المتاحة والتهديدات المحتملة وفق تحقيق أبعاد نجاح الإدارة الأربعة، من خلال تبني وصياغة الاستراتيجيات وتطبيقها وتنفيذها في إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات ستسهم بشكل مباشر ومهم في تجاوز التحديات والمخاطر والتهديدات المحتملة.

*  أستاذ الإدارة المالية المشارك بجامعة عدن.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد هنا الآن بث مباشر مباراة السعودية ضد اليمن في نهائي كأس الخليج للشباب بأعلى جودة

المشهد اليمني | 3217 قراءة 

عاجل: شاهد اول صورة لمقر وزارة الداخلية عقب غارات إسرائيلية عنيفة في صنعاء

جهينة يمن | 1114 قراءة 

الكشف عن أهداف الغارات الإسرائيلية في صنعاء

تهامة 24 | 1103 قراءة 

دولتان كانتا السبب في نجاة وفد حماس في قطر .. تفاصيل

موقع الأول | 1006 قراءة 

تفاصيل الغارات الإسرائيلية العنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء قبل قليل

مساحة نت | 933 قراءة 

شاهد نتيجة الشوط الأول من مباراة اليمن والسعودية في نهائي كأس الخليج

المنارة نت | 776 قراءة 

نتنياهو يوجه تحذيرا لقطر

الحدث اليوم | 758 قراءة 

عاجل:الكشف عن الاماكن المستهدفة بينها هذا الامر في صنعاء

كريتر سكاي | 694 قراءة 

الحوثيين يستفزون قطر بعد الهجوم الإسرائيلي بتعليق وقح وصادم

المشهد اليمني | 597 قراءة 

أسماء المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي في العاصمة صنعاء ( صور)

اليوم برس | 572 قراءة