تبرعات مالية مشبوهة: حميد الأحمر يضخ ملايين الدولارات في حملات الديمقراطيين.. هل يضمن ذلك رفع العقوبات؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 422 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تبرعات مالية مشبوهة: حميد الأحمر يضخ ملايين الدولارات في حملات الديمقراطيين.. هل يضمن ذلك رفع العقوبات؟

في خطوة تحمل دلالات سياسية واقتصادية بعيدة المدى، كشفت مصادر من الجالية اليمنية في ميشيغن عن تبرعات مالية ضخمة قدمها رجل الأعمال البارز والقيادي في حزب الإصلاح اليمني، حميد عبد الله الأحمر، لدعم حملة المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس. وبلغت قيمة التبرعات ملايين الدولارات، قدمت على ثلاث دفعات خلال النصف الثاني من أكتوبر الماضي، وسط توقعات بفوز الحزب الديمقراطي واستمرار تأثيره في المشهد السياسي الأمريكي.

توجيه تبرعات ضخمة لحملة هاريس

أكدت مصادر في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن الأحمر سعى عبر هذه التبرعات إلى كسب دعم الحزب الديمقراطي له ورفع اسمه من قوائم العقوبات الأمريكية. فقد أدرجت الولايات المتحدة الأحمر في قوائم العقوبات مطلع أكتوبر الماضي، بتهم تمويل ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط. ويمثل دعم الأحمر لحملة هاريس تحولًا استراتيجيًا، حيث يرى البعض أن هذه الخطوة تعكس طموحات الأحمر بإيجاد حلفاء سياسيين في الولايات المتحدة قد يساعدونه في تحسين صورته لدى الإدارة الأمريكية.

مصادر التمويل وتفاصيل التحويلات

تشير المعلومات إلى أن التبرعات قُدّمت على ثلاث دفعات عبر مسارات مالية معقدة:

الدفعة الأولى

: جرى تحويل مبلغ كبير عبر بنك قطري شهير "Q.N.B"، وذلك لضمان وصول الأموال بطريقة آمنة وسريعة إلى حساب الحملة الانتخابية. ويعتبر هذا المسار المالي حساسًا بالنظر إلى القيود المفروضة على التمويل الخارجي في الولايات المتحدة.

الدفعة الثانية

: قدمت بشيك بنكي مسجل في نيويورك، ويُعتقد أنه من حسابات نجل رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، ما يثير تساؤلات حول ارتباط شخصيات سياسية يمنية بهذه التحويلات المالية وتأثيراتها المحتملة على العلاقات اليمنية الأمريكية.

الدفعة الثالثة

: سُلّمت نقدًا عبر مغترب يمني يحمل الجنسية الأمريكية. هذا الشخص يُعرف بعلاقاته الواسعة مع الحزب الديمقراطي وسبق له العمل مستشارًا للأحمر في بنك سبأ الإسلامي. يعتبر هذا المغترب من أبرز الشخصيات اليمنية المؤثرة في الجالية بولاية ميشيغن ومن المعروف عنه انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين، وهو شخصية تحظى بثقة عالية في أوساط الحزب الديمقراطي.

التنسيق الداخلي والدعم اللوجستي

أضافت المصادر أن الأحمر اعتمد على شبكات علاقات واسعة ومعقدة داخل الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، حيث لعبت المحامية الأمريكية ذات الأصول المصرية "تريندا عبدالعال" دورًا محوريًا في تيسير عملية وصول التبرعات وتوجيهها بشكل فعّال نحو الحملة الديمقراطية. تُعد عبدالعال شخصية معروفة في ميشيغن، وتعمل محامية نشطة ضمن الأوساط العربية، وسبق لها العمل مستشارة بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية. من خلال علاقاتها الواسعة في الحزب الديمقراطي، استطاعت عبدالعال مساعدة الأحمر في تجاوز العقبات القانونية للوصول إلى حملة هاريس.

دور توكل كرمان في دعم حملة هاريس

وعلى صعيد آخر، أفادت المصادر أن توكل كرمان، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام وعضو حزب الإصلاح، لعبت دورًا حاسمًا في إقناع الأحمر بتقديم هذه التبرعات. وتُعد كرمان شخصية مثيرة للجدل على الساحة السياسية اليمنية والدولية، حيث استخدمت نفوذها وعلاقاتها الدولية لإقناع الأحمر بأن دعم حملة هاريس يمكن أن يُشكل فرصة لإعادة تفعيل دوره السياسي والاقتصادي على مستوى عالمي. وقد أشارت المصادر إلى أن كرمان أظهرت للأحمر أن نجاح الحزب الديمقراطي في الانتخابات قد يكون نافذة لرفع اسمه من قوائم العقوبات، مما سيتيح له العودة إلى الساحة العالمية دون قيود.

الرهانات السياسية خلف التبرع

يبدو أن الأحمر استثمر في حملة هاريس بحسابات دقيقة، فبالإضافة إلى طموحه برفع العقوبات، يحمل هذا التبرع دلالات على سعيه لتعزيز نفوذ حزب الإصلاح اليمني داخل الولايات المتحدة. إذ يتمتع حزب الإصلاح اليمني بتوجهات قريبة من جماعة الإخوان المسلمين، وهي نقطة محورية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. وتعتبر التبرعات، التي قدمها الأحمر للحزب الديمقراطي، جزءًا من استراتيجية أكبر لتأمين دعم أمريكي لحزب الإصلاح، باعتباره لاعبًا هامًا في اليمن.

ردود الفعل والآثار المحتملة

أثارت هذه التبرعات ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية. فبينما ينظر البعض إلى تبرع الأحمر لحملة هاريس باعتباره جزءًا من محاولات مغتربين عرب لإحداث تغيير إيجابي داخل الولايات المتحدة، يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تثير الجدل حول مصادر تمويل الحملات الانتخابية الأمريكية واحتمالات تأثير التمويل الخارجي على القرار السياسي في واشنطن. وقد يفتح هذا الأمر بابًا جديدًا للتدقيق على تبرعات الأجانب للحملات السياسية في الولايات المتحدة في المستقبل.

ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الأحمر سينجح في تحقيق هدفه المتمثل برفع العقوبات الأمريكية عنه بعد هذه الخطوة، خاصة في ظل خسارة هاريس للسباق الرئاسي. لكن، في النهاية، يعكس تبرع الأحمر حجم الأهمية التي يوليها بعض رجال الأعمال اليمنيين لكسب تأييد الإدارة الأمريكية، ودور المال السياسي في التأثير على القرارات الدولية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الشرعية تكشف تفاصيل "الانقلاب الجديد".. من يقف وراءه؟

نيوز لاين | 749 قراءة 

سارق يخطف كيس ذهب من مواطن في سوق القات بعدن .. وهكذا كانت نهايته (صور)

المشهد اليمني | 415 قراءة 

تعز: تفاصيل جديدة تكشفها شهادة سائق حول اغتيال الشهيدة أفتهان المشهري

العين الثالثة | 371 قراءة 

كم عمره؟.. وفاة مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والديوان الملكي يعلن موعد الصلاة عليه

عدن نيوز | 370 قراءة 

أسرار تُكشف لأول مرة.. الرئيس علي ناصر يروي تفاصيل صراع النفط مع صالح وهنت

نيوز لاين | 355 قراءة 

بين الإعدام والسجن .. العدالة تقتص للطفلة ”انهار العامري” من شابين قاما باغتصابها بمحافظة البيضاء

المشهد اليمني | 331 قراءة 

خبير اقتصادي يوضح: لماذا لم تُودع المنحة السعودية في البنك المركزي؟

نيوز لاين | 298 قراءة 

تصريح هام من المركزي اليمني حول صرف المرتبات بعد الدعم السعودي

نيوز لاين | 289 قراءة 

أول تعليق إسرائيلي بشأن مؤتمر حل الدولتين

العين الثالثة | 263 قراءة 

الملك سلمان يصدر أول توجيه ملكي بعد وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

عدن نيوز | 237 قراءة