حدث ما كانت تخشاه إيران : ترامب رئيساً للولايات المتحدة ، وعليها أن تلفلف نفسها من المنطقة ، وتكتب بيان نعي أذرعها وتستعد لأسوأ سنوات أربع عجاف ستعصف بها، من فرض المزيد من العزلة والمزيد من العقوبات وتجفيف النفوذ .
ومع أنه قدم نفسه على أنه ليس رئيساً للحروب ، إلا أن توجهه في ولايته الأولى أثبتت عدم تسامحه مع كل مايمس المصالح الأمريكية، ولأنه يحمل عقلية الصفقة فهو لا يقبل بالخسارة ، ولايقدم التنازلات مع من يحمل مسدساً ويضعه على راسه ، كما هو حال صناعة إيران للحوثي على تماس مع أكبر مصالح إمريكا :النفط والغاز والممرات المائية الدولية.
لاءات ترامب تجاه طهران واضحة لاتحتاج تفنيد وقراءة تنبؤية :
لا لايران نووية ما يعني إطلاق يد إسرائيل ،وتحريرها من ضغوط الإدارة السابقة حيال عدم استهداف البنية التحتية النووية، ولا لإيران دولة إقليمية توسعية ، مايعني خنقها إقتصادياً وإغراقها بالأزمات الداخلية وإعدام ملفها النووي ، وتغليظ العقوبات على من يتعامل مالياً معها، أو يسهل شراء النفط منها ،أو يتعاون عسكرياً مع السلطة الحاكمة في طهران .
حوثياً ستعود الجماعة إلى الخانة الأكثر جدية كجماعة إرهابية ، ستجفّف مواردها ، ستراقب الخزانة الإمريكية حركة تدفق الأموال والشركات الوهمية ، سيُفرض الطوق حول شبكات تهريب الأسلحة ، وسيضرب رؤوسها القيادية في حال لم تكف عن مهاجمة السفن، أو لم تتوقف عن قصف إسرائيل، او لم ترفع مظلتها الصاروخية ، عن تهديد منابع إنتاج النفط في السعودية ودول الخليج.
إذا كان ترامب قد قذف بقاسم سليماني وهو الشخصية الثانية في النظام إلى الجحيم ،دون أن يرف له جفن عين ، فإن إلحاق عبدالملك به ، تحصيل حاصل وتصفيته لايحتاج الوقوف مطولاً ،أمام حساب التداعيات وردود الأفعال ، هو مجرد نكرة في في نظر القوة الترامبية.
السعودية ستتنفس الصعداء ،ستجد نفسها في وضع مريح لجهة تهافت الحوثي على الإنخراط بالتسوية كخيار هروبي ، وإيران أقل لؤماً ، وستجد نفسها محمية بإتفاقات أمنية وعسكرية إستراتيجية مع إدارة ترامب، وإن كانت مدفوعة الثمن ، لتاجر يجوب على الدول القلقة ، وفي حقيبته بضاعة الحماية مقابل المال والتنازلات السياسية كالتطبيع مع الكيان .
في العهدة الرئاسية الثانية، عادة يكون الرؤساء أقل تحفظاً في إتخاذ القرارات الصعبة، حيث لم يعد لديهم حسابات ومحاذير الترشح ثانية ، ومن هنا سنجد ترامب أكثر صرامة وربما توحشاً في إدارة الملفات ، وفي رأس أولويات إدارته تمكين إسرائيل أكثر في قيادة المنطقة، وتصفية مابقي من القضية الفلسطينية ، وضرب إيران أعمق واعنف ، وتصفية إمتداداتها الطائفية في المنطقة ، وحسم الحرب الروسية الأوكرانية ، والمواجهة مع الصين وغيرها من أجندته الإنتخابية.
في اليمن مايعنينا إن الحوثي سينكشف ، ستُجفّف موارد مرجعيته إيران، سيُحاصر تسليحياً ستضرب صفوفه القيادية وسيغدو أقل خطراً وأضعف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news