تقرير خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:
تحدث تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي الصادر هذا العام عن تحالفات تجمع جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا مع تنظيمات إرهابية، على رأسه تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب.
ووفق التقرير فإن جماعة الحوثي تنسّق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم القاعدة، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه.
كما تقوم جماعة الحوثي – وفق التقرير – بتوفر التدريب لمقاتلي القاعدة، وأن التنظيم استخدم المسيرات لتنفيذ هجماته على القوات الحكومية في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد.
وحذّر التقرير من عودة تنظيم القاعدة إلى الظهور مجدّداً بدعم جماعة الحوثي، بعد تعيين قائد جديد له يُدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن ناقش الحوثيون والقاعدة إمكانية أن يقدّم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنّها الجماعة على أهداف بحرية.
عن العوامل التي تجمع الحوثيين بالقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى ومخاطرها على المنطقة طرح “يمن ديلي نيوز” هذان التساؤلان على باحثين متخصصين في الجماعات الدنية والبداية مع الباحث في شؤون القاعدة والجماعات الإسلامية والدينية “نبيل البكيري”.
أكثر برغماتية
يقول البكيري لـ”يمن ديلي نيوز” إن الجماعات العنفية المسلحة أكثر برغماتية من غيرها من الجماعات الأخرى، إذ لا يشكل الفارق الايديلوجي بينهما عائقا للتواصل وخاصة أنها جماعات مسلحة ترى أن مصالحها فوق العقائد، وبالتالي تسعى لتحقيق هدف مصالح بأي طريقة.
وتابع: ما يربط الحوثي بالشباب المجاهدين في الصومال هو العزلة الدولية التي تشعر بهم الجماعة، وكذلك وجود طرف ثالث قادر على أن ييسر هذه العلاقة بين الطرفين ويجمع بينهما.
وأردف: هذا الطرف هو بالتأكيد طرف دولي مخابراتي لا يستبعد أن تكون إيران، فهي قادرة على التواصل مع الطرفين وجمعهم في إطار مصلحة مشتركة تتعلق بإمداد السلاح وبكثير من قضايا التهريب، كتهريب السلاح وتهريب المشتقات النفطية وحتى المخدرات عبر خليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر ومن ثم إلى منطقة الخليج السوق الرائج للمخدرات وأيضا السلاح.
وعن الرابط الذي يجمع الحوثيين بحركة الشباب المجاهدين وأيضا الجماعات الأخرى كالقاعدة أشار “البكيري” إل العامل الاقتصادي بدرجة رئيسية والبعد السياسي، إضافة إلى الأرضية المشتركة المتمثلة في عدائها لأمريكا والغرب وما إلى ذلك وبالتالي هذا الوهم الذي يتصورونه يخلق نوع من التقارب بين الجماعتين.
البكيري في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” توقع تأثيرات وصفها بـ”السلبية للغاية” على مستقبل اليمن والإقليم خاصة ما يتعلق بسلامة طرق الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر.
ولم يستبعد أن يشكل تحالف الحوثيين مع تنظيمات حركة الجهاد الصومالية والقاعدة في أن تهديد أيضاً على مسار الاستقرار الدولي واستقرار اليمن والصومال وبقية دول القرن الإفريقي، التي تعيش في نفس المأزق الأمني فيما يتعلق بانهيار الدول وصعوبة استعادة الاستقرار في المنطقة.
انتهازية الحوثيين
الباحث في الجماعات الإسلامية “محمد الأحمدي” من جانبه أشار في البداية إلى التقارير التي تتحدث منذ سنوات عن علاقة الحوثيين بالقاعدة وعملية تبادل الأسرى ووجود تعاون قائم على الرغم من التباين الايدلوجي بين هذا الجماعات.
وقال حديث لـ”يمن ديلي نيوز”: العلاقة وإن بدت براغماتية مؤقتة بدافع العداء المشترك لبعض الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بما في ذلك العداء للنظام السعودي، لكنها تجسد السلوك الانتهازي الذي يطبع الجماعة الحوثية.
وأضاف: جماعة الحوثي هي التي رفعت شعار الحرب على من تسميهم التكفيرين والدواعش إبان الانقلاب وإعلان الحرب واجتياح المدن من أجل استجلاب الدعم الغربي وخاصة الأمريكي وهو الدعم المستمر حتى الآن من وجهة نظري.
وأردف: المقاربة الأمريكية للمشكلة اليمنية لم تبارح الصيغة التقليدية المبنية أساسًا على الهواجس الأمنية لدى دوائر القرار الأمريكي من الإرهاب “السني” المحتمل القادم من اليمن وإمكانية مواجهته بالإرهاب الحوثي “الشيعي”.
والأمر الثاني – يقول الأحمدي – اللعب على وتر التوازنات ودعم الأقليات والصراعات الثنائية في المنطقة “سنة وشيعة”، لضمان إدامة الصراع واستمرار النفوذ والتحكم في المشهد وتوظيفه لخدمة المصالح الأمريكية.
وتحدث عن بعد آخر علاقة الحوثيين بالقاعدة وجماعة الشباب المجاهدين يتمثل في محاولة استفادة كل طرف من خبرات الطرف الآخر وإمكانياته لا سيما في ظل العزلة المحلية والإقليمية والدولية التي تعاني منها هذه الجماعات على حدٍ سواء.
وأشار إلى وجود رغبة لدى الحوثيين في تأمين جبهتهم الداخلية ومحاولة استعطاف القاعدة أو التصالح معها خوفًا من أي هجمات محتملة على غرار الهجمات التي نفذها التنظيم في أوقات سابقة في صعدة والجوف، بما فيها استهداف موكب تشييع الأب الروحي للجماعة بدر الدين الحوثي في نوفمبر 2011.
وقال إن ذلك يأتي في ظل حديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للحوثيين تسهم في انتزاع مدينة الحديدة من قبضتهم وبالتالي تستبق مليشيا الحوثي هكذا ضربة باستخدام أوراق جديدة لإرباك المشهد برمته.
الباحث “الأحمدي” أشار أيضا إلى عامل آخر يتمثل في الرغبة الإيرانية في هذا الجانب.
وقال: بالنسبة للحوثيين أعتقد أن ذهابهم نحو صيغة للتصالح مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو الشباب في الصومال أو التنسيق معهما هو في الأصل سياسة إيرانية اتبعها النظام الإيراني في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان واستضاف عددًا من قيادات القاعدة لسنوات.
أجواء مهيئة
وعن تأثير هذه العلاقة بين الحوثيين والقاعدة على مستقبل اليمن والاقليم أشار الباحث الأحمدي إلى أجواء مهيئة لمرحلة استقطاب حادة لصالح جماعات العنف بمختلف أشكالها وتوجهاتها بسبب حالة الاحتقان الشعبي السائدة في العالم العربي بسبب مايجري في غزة.
وقال: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب إبادة وسط عجز تام للمجتمع الدولي وللنظام العربي الرسمي عن وقف المذابح بل ودعم غربي واضح، وهذا يجعل المنطقة مهيأة لمرحلة من الاستقطابات الحادة لصالح جماعات العنف.
وتوقع “الأحمدي” أن يكون لإيران القدرة على تحريك جماعات العنف كأوراق ضغط يمكنها توظيفها، أو المقايضة عليها أيضا للوصول إلى اتفاقاتٍ ما مع الغرب لحماية مصالح الجميع وتقاسم النفوذ.
مرتبط
الوسوم
فريق الخبراء
تقرير الخبراء الدوليين في اليمن 2024
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news