مركز ثقافة الطفل أحد أقسام مكتبة السعيد الذي أولته مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة رعاية خاصة، جعلت من هذا المركز أفقًا حيويًا رحبًا تحلق فيه الطفولة حيث شاءت بمعارفها القرائية والكتابية والترفيهية والحاسوبية، وبألوانها المميزة والمتناسقة مع العمر المستهدف والموازي لهذ الطفولة.
في مطلع القرن الواحد والعشرين جذبتني المؤسسة بأنشطتها الثقافية واخذتُ جزاءً مهمًا من دوام المكتبة في الفترة المسائية في المطالعة، انقطعت بعد الخمس السنوات الأولى من بداية القرن عن المؤسسة بسبب سفري للدراسات العليا.
مركز الطفولة كان ومايزال أحد أقسام المكتبة الملفت للانتباه والمثير للدهشة، ملفتًا للانتباه كونه وحسب علمي عملاً مميزًا لمؤسسة السعيد دون غيرها، ومثيرًا للدهشة بصفته يفتح آفاق رحبه تستطيع الطفولة أن تحلق بفضاءاته المفتوحة إلى الأعلى.
ليست المطالعة والأنشطة القرائية والترفيهية والحاسوبية هي الأنشطة الوحيدة، بل دأبت المؤسسة على اقامة دورات أولية لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة بأسس تربوية حديثة ومتخصصة.
ربط الطفولة بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة من خلال هذه الدورات هو المسعى الحقيقي للوصول بالطفولة ألى علياء المجد القرائي والكتابي.
استمرارية إقامة هذه الدورات التعليمية للأطفال ماقبل المدرسة- لا سيما بعد أن استعادت المؤسسة انبثاقها الذي يجب أن يستمر عطاؤه المتوهج أكثر فأكثر – هو المطلوب اثباته وترسيخ دعائمه للوصول إلى مستقبل الحلم الواعد لهذه الطفولة الحالمة.
مستقبل الشعوب دائمًا وأبدًا يقاس بمدى تأسيس المنطلقات الأولية القرائية والكتابية لأطفال ما قبل المدرسة ومن ثم استمرارية أنشطتها المواكبة للسنوات عمرها وكفاءة جودتها في تمنية مهاراتها القرائية والكتابية والحسابية والعلمية في صفوفها المدرسية الأولى.
واذا كان لابد من اشادة هنا فهي مباركة كل النجاحات التي حققتها المؤسسة منذ تأسيسها وعودتها كنعقاء علمية وثقافية، كما هي تحية للروح الإبداعية المتوثبة للقائمين عليها في سبيل الوصول بأنشطتها إلى تحقيق أهدافها الكبرى، ومن وجهة نظر الكثير فلا ولن يتم هذا النجاح بعيدًا عن الاهتمام بالطفولة بدأ من هذه الدورات التربوية والتعليمية التي تنمي القدرة على الطيران إلى آفاق المعرفه العلمية والثقافية.
بكلمات أكثر وضوحًا يمكن القول؛ لا تستطيع الشعوب أن تطير إلى آفاق المعرفة العلمية والثقافية إذا لم تكن الأسس التربوية والتعلمية قراءة وكتابة هي أجنحة الطيران التي ستجوب تلك الآفاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news